أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - صلاح الدين محسن - دكتور جابر عصفور وزيرا للداخلية المصرية














المزيد.....

دكتور جابر عصفور وزيرا للداخلية المصرية


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 1538 - 2006 / 5 / 2 - 11:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


بعد منتصف ليلة التاسع من شهر مارس 2000 اقتحمت مباحث أمن الحاكم المصرية " مشهورة ب أمن الدولة "مسكن كاتب هذا المقال بسبب كتاب ألفه و كان قد أصدره في مطلع ذاك العام .. وبمجرد دخولهم وجد أحدهم بعض الأوراق علي منضدة في مقابل الباب مباشرة .. التقط أول ورقة وبمجرد أن نظر فيها وقرأ العنوان ، رفع يده في الهواء ملوحا لباقي أفراد الحملة الذين لم أقدر علي حصر عددهم وصاح كمن يعلن عليهم العثور علي جزء من مخطط لقلب نظام الحكم وهو يقرأ لهم عنوان ما كتبته بتلك الورقة ، وكان مجرد مقال عنوانه بالضبط هو
" جابر عصفور وزيرا للداخلية ، و محمود أمين العالم" وكيلا أول الوزارة "
ومعروف وقتها أن دكتور جابر عصفور ، هو الأمين العام للمجلس الأعلي بوزارة الثقافة المصرية ، وأستاذ النقد والأدب بجامعة القاهرة ، والأستاذ محمود أمين العالم ، هو رئيس لجنة الفلسفة بنفس المجلس ، و مفكر كبير, محترم شهير ..
وأتذكر ما قلته بالمقال الذي استولي عليه رجال المباحث ضمن ما استولوا عليه من كتبي وأوراقي :
" كثيرون ممن سيطالعون هذا المقال سيضحكوا ويتساءلوا : " كيف يتولي أستاذ جامعي مهام وزارة مسئولة عن مطاردة الخارجين علي القانون والمجرمين لأجل تحقيق الأمن للمواطن ؟ تلك مهمة لا يصلح لها سوي ضابط شرطة كبير .. لواء شرطة كما جرت العادة منذ خمسين سنة مضت .. "
حقا سوف يندهشون الكثيرون لو عرفوا أن منصب وزير الداخلية قبل استيلاء عسكر عبد الناصر علي السلطة في 1952 ، كان يتولاه أعظم الرجال من المفكرين والسياسيين لا لواءات شرطة ..
وأن صالح البلاد والمواطنين بل وصالح رجال الشرطة أنفسهم في أن يتولي وزارة الداخلية رجال من ذاك النوع ..
فقد سبق أن تولي وزارة الداخلية : المفكر العظيم وأول مدير للجامعة المصرية " أحمد لطفي السيد باشا .. أستاذ الجيل " ، وكذلك الزعيم السياسي التاريخي العظيم " سعد زغلول باشا " ، وزعيم سياسي عظيم آخر هو خليفة " سعد زغلول " : مصطفي النحاس باشا ...
وقلت في المقال ان وزارة الداخلية عندما يتولاها واحد من رجال الثقافة أو السياسة المحترمين المرموقين .. فان الأسلوب المحترم الراقي لهؤلاء سوف يسود تعاملات وزير الداخلية مع كبار رتب ضباط الشرطة .. والصغار أيضا .. فوزير الداخلية عندما يكون رجل ثقافة أو سياسة فانه عند وجوب المحاسبةأو المعاقبة فانه لن يفعل ذلك الا وفق قانون وأعراف آداب المحاسبة وآداب المعاقبة لكبار الضباط ، باستخدام القول المهذب واللفظ العفيف ، البعيد عن تلك الألفاظ الشديدة الفحش والبذاءة التي يستخدمها ضباط ورجال الشرطة كبارهم وصغارهم مع المواطنين وفيما بينهم كضباط أيضا ..
وعندما تكون هكذا أخلاق سيادة الوزير مع كبار رتب ضباط الشرطة ، راقية ومحترمة .. فسوف ينزل ذاك الأسلوب للرتب الأقل فالأقل حتي يصل لأصغر رتب الضباط ، و منهم لمساعدي وجنود الشرطة والمخبرين ، و في النهاية يصل ذاك الأسلوب المحترم الراقي للوزير المحترم الراقي الي: المواطن .. فلا يسب بأمه وبأبيه ولا تمتهن كرامتهم ولو بدون سبب كما يحدث الآن بكافة أقسام الشرطة وكافة فروع الأمن ...
تلك هي فائدة ألا يكون وزير الداخلية لواء شرطة ، وانما رجل ثقافة وفكر وأدب أو رجل سياسي .. وهي فائدة تعم ليس علي المواطنين فحسب وانما علي ضباط ورجال الشرطة أيضا .. أي الجميع ..
كان هذا هو ما يدور حوله موضوع المقال..
وأصل المقال بخط يدي لدي مباحث ونيابة أمن الدولة ، وربما لدي المباحث فقط ولم تقدمه للنيابة ، حيث سألوني في تحقيق النيابة عن كافة مؤلفاتي المطبوعة التي صادروها وعن كافة الأوراق المصادرة فيما عدا هذا المقال الذي لا أدري ان كانت المباحث حجبته عن النيابة أم أن النيابة هي التي حجبته عن سير التحقيق .
المهم أنه قد مر علي ذلك ست سنوات الآن ولكن لا يزال من يجلس فوق منصب وزير الداخلية هو " لواء شرطة " ، ولا يزال سب ضباط الشرطة .. الأكبر للأصغر .. وسبهم للمواطنين بأقذع وأفحش الألفاظ وامتهان كراماتهم جاريا حتي يومنا هذا والسبب هو أن وزير الداخلية ضابط شرطة قضي حياته الوظيفية في مطاردة الخارجين علي القانون والمجرمين أرباب السوابق والتعامل معهم أكثر من التعامل مع أوادم البشر ..
و لو أن د. جابر عصفور ، رجل الثقافة والأدب هو وزير الداخلية في تلك السنواتالتي مضت .. لما سمح باضطهاد الأقليات علي يد الأمن والشرطة ، ولا بتواطؤ وزارته مع الارهابيين وتسهيل مهامهم في القتل والحرق والنهب وخطف بنات وأعراض الأقليات ..
نعم لا يمكن أن يسمح وزير الداخلية عندما يكون رجل ثقافة وأدب بأن تحدث أشياء من ذاك النوع بوزارته ..
لأنه كرجل ثقافة وأدب عنده من الوعي والفهم .. ك مخ وليس مجرد عضلات هوجاء .. سوف يقوم بالتنسيق مع وزير الاعلام ووزير التعليم ووزير الأوقاف ووزير الثقافة لأجل تجفيف كل منابع الارهاب ، وباستخدام نفوذه كوزير للداخلية ، لما لتلك الوزارة من ثقل .... وباعتبار أن الارهاب لا يقاوم بالبوليس فقط ، فالقضية أكبر من ذلك وأكبر من أن يفهمها الا رجل الثقافة والعلم وليس مجرد شخص يحمل رتبة : سيادة .... لواء شرطة ..
ما كان للأحداث الارهابية الدموية التي حدثت أن تحدث .. فلا يمكن أن يسمح بحدوثها وزير من رجال الثقافة والأدب والوعي ..
ولكن الذي يمكن أن يسمح بها هو : وزير لواء شرطة قضي سنوات عمره الوظيفي كلها في التعامل مع أرباب السوابق الاجرامية والخطرين علي الأمن ولا يملك ولا يفهم سوي في استخدام العنف الذي يولد مزيدا من العنف وتحترق مصر ويسقط الضحايا متخبطين في دمائهم هنا وهناك : من العديسات بأسوان : بأقصي الجنوب الي الاسكندرية بأقصي الشمال ومن " كفر سلامة ابراهيم " بمحافظة الشرقية ، وحتي شرم الشيخ ودهب بأقصي الشرق ويضرب الاقتصاد وتخرب البلاد وتسؤ سمعة بمصر بالخارج بينما وزير الداخلية البوليس يجلس مطمئنا علي كرسي الوزارة ورئيس الجمهورية العسكري يربت علي كتفه بحنان وباعتزاز وكلاهما يكتم علي أنفاس مصر ويجلسان علي تل خرابها ....



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تبحثوا عن ملائكة تتولي السلطات في مصر
- صوت جنرالات القضاء في مصر و خرس جنرالات الجيش
- - أحاديث - كان يمكن أن تكون شريفة
- لن تقوم العلمانية : بالطلاسم الثقافية ...
- نداء من أم عراقية ، طلبا للمساعدة الانسانية
- نيرون مصر يستمتع بالحريق الطائفي في الاسكندرية..
- نظام مبارك هل ينقل الجنجاويد الي مصر ؟ أم يحولها الي عراق آخ ...
- خرافة الاعجاز البلاغي في القرآن 2
- تضامنوا.. يا أهل الفن في مصر
- هل يوجد اعجاز بلاغي بالقرآن حقا ؟؟؟
- أمن الوطن ؟ أم حرية العقيدة ؟
- لحم الخنزير
- المرأة و .. : لأنها تحيض (!!!)
- دكتور أحمد زويل والسياسة
- المجتمع المدني والرقص مع الثعابين (!)
- كلمتي الي مؤتمر الأقباط ب زيوريخ – سويسرا –
- أسامة الباز : وأسخف نكتة مصرية (!!)
- عقول و ... أشياء أخري (!)
- أحقا ؟ تنظيم الجهاد .. تاب عن الارهاب ؟!
- اضحك وتسلي مع التليفزيون المصري


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - صلاح الدين محسن - دكتور جابر عصفور وزيرا للداخلية المصرية