شهداء السادس من أيار 1916منارات في تاريخنا الوطني- على جدار ثورتنا الخالدة - 210

جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 6225 - 2019 / 5 / 10 - 21:00
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

شهداء السادس من أيار 1916في بيروت - على جدار ثورتنا الخالدة - 210
بعد الفشل الذريع للقوات التركية المحتلة للمشرق العربي في الحرب العالمية الأولى في إستعادة قناة السويس وإعادة مصر مستعمرة للسلطنة العثمانية..كما فشلت في التقدم في جبهة البلقان كنتيجة حتمية لإستعماروإستعبادشعوب هذه المناطق وفي طليعتها شعبنا العربي الذي زج في حرب لاناقة له فيها ولاجمل ..ووضع الأتراك الشبان العرب في الخطوط الأمامية وعاملوهم معاملة العبيد إلى جانب النقص في الذخيرة والطعام ..ومعاملة الشبان العرب المسيحيين معاملة أبشع وأسوأ وكانواجياعاً وشبه عراة و ينادونهم بلقب كافر بالتركية . لذلك كانوا يفتشوا على أية فرصة مناسبة للهرب من الجيش التركي جيش العبودية ..وأذكر والدي فر من الجندية ثلاث مرّات .
كان للفشل الذريع للجيش التركي التركي الرابع الذي كان يقوده جمال السفاح أمام البوارج والمدفعية البريطانية التي حصدت الآلاف من القوات التركية المنهكة والجائعة التي وصلت قناة السويس....ومسؤولية السفاح مباشرة على ذلك الفشل الأمر. وهو الحاكم العسكري المطلق على المشرق العربي ..الأمر الذي دفعه ليصب جام غضبه على القيادات العربية العسكرية والمدنية ..وفصل كبار الضباط والموظفين العرب من وظائفهم أو نفاهم إلى مناطق بعيدة ..ثم قام بإعتقال الزعماء والمثقفين والمفكرين العرب ومارس التنكيل بهم وتعذيبهم حتى الموت ...وكانت باكورة جرائمه إعدام المناضلين العرب بأحكام عرفيه باطلة ومستمرة خصوصاً بعد مساهمته مع أنور ونيازي وطلعت وجمعية الإتحاد والترقي الماسونية بمذبحة الشعب الأرمني الشهيرة عام 1915 ...
لقد ساق هذا السفاح ولفق شتى الإتهامات المزورة لرواد النهضة العربية وأحال ملفاتهم إلى محكمة عنصرية تركية شكلها في مدينة عالية اللبنانية تفتقر لأبسط مبادئ العدالة والقانون وأصول المحاكمات والدفاع أمام القضاء..كما صمّ السفاح أذنيه عن مناشدات قيادات عربية وغير عربية لإطلاق سراح المعتقلين ظلماً وإفتراءً ..ومنها مناشدة الشريف حسين الذي أوفد إبنه فيصل الذي قابل السفاح ثلاث مرات يرجو السفاح بإطلاق سراحهم لكن دون جدوى..
ونفذ السفاح جريمته بإعدام خيرة شبابنا في سورية ولبنان وفلسطين والعراق منذ عام 1915 ..وسنتابع في هذه العجالة شهداء السادس من أيار في ساحة البرج ببيروت بعد نشرنا في الحلفة السابقة شهداء نفس الليلة بدمشق .
شهداء السادس من أيار في بيروت هم السادة :
1- بترو باولي - ولد في بيروت عام 1886..من أصل يوناني لكنه تعلم العربية وناضل مع أبناء بلده وأصدر معهم جريدة - الوطن - ثم حرر صحيفة " المراقب "العربيةثم تعرف على الأديبة الثورية " ماري عجمي " بدمشق وخطبها . إعتقل وسجن بدمشق ولم تفلح مداخلات القنصل اليوناني لإطلاق سراحه ..وفي آذار سيق إلى عالية لمحاكمته ظلماً وعدواناُ أمام الديوان العرفي الحربي القراقوشي التركي وأعدم في ساحةالبرج في بيروت ..ساحة الشهداء -
2- جرجي موسى الحداد ::ولد في بيروت 1880 كان أديباً وشاعراٌ ثورياٌ بليغاً إمتهن الصحافة وأقام في دمشق. نشر المقالات التوجيهية العديدة مطالباُ بالإستقلال الوطني وضد سياسة التتريك العنصرية نشر أفكاره ونداءاته الوطنية في صحيفة" العصر الجديد " أعدم في بيروت .
3 -سعيد فاضل عقل : ولد في الدامور في لبنان كان شاعراً أصدر في بلاد الإغتراب صحيفة " صدى المكسيك "ثم ترأس تحرير عدة جرائد في الوطن كان لولب الحركة الوطنية السياسية بما يحظى من شعبية عالمية ....إعتقل في شباط 1916أبدى شجاعة وجرأة نادرة في مقارعة المحتلين الوحوس الأتراك. دون أن يهاب الموت..تقدم إلى منصة الإعدام رابط الجأش ..وأوصى الطبيب بشد رجليه للتعجيل بالموت عند إعدامه ..
4- عمر مصطفى حمد : وهو مصري الأصل لبناني المولد . ولد في عام 1893 درس اللغة العربية على يد أساتذتها ..ترك بعد إستشهاده مجموعة قصائد جمعت في ديوان من مئة صفحة...حاول الفرار مع رفاق ثلاثة له إلى البادية لكن ألقي القبض عليهم في مدائن صالح وساقوهم إلى محكمة عالية الهمجية وأعدم مع الشهداء..
5 --عبد الغني العريسي : ولد في بيروت 1890 أصدر صحيفة " المفيد " ناضل مع رفاقه ومارسوا دعوتهم للإستقلال الوطني ..
ثم إنتقل إلى دمشق مع جريدته ولوحق ثم إختفى وألقي القبض عليه مع عمرحمد قال أمام الجلادين في ساحة الإعدام : لتكن جماجمناحجر الزاوية في بناء مجد الأمة العربية .""
6 - الأميرعارف الشهابي : ولد في حاصبيا 1889 كان محرراً في صحيفة "المفيد " محامي لامع من أبطال النضال ضد سياسة التتريك هرب مع رفيقيه للبادية وألقي القبض عليهم وأعدم معهم ..
7 - أحمد طبارة / ولد في بيروت 1870 أصدر صحيفة - الإصلاح - وصحيفة الإتحاد العثماني لقي أهوال التعذيب من العثمانيين وإقتيد لمنصة الإعدام ظلماً وعدوانا وكان شجاعاً..
8 - توفيق البساط ولد في صيدا 1888كان ضابطاُ في الجيش التركي كتب قصيدةوطنية ألقاها أمام زملائه نقلت إلى السفاح فأمر بإعتقاله وسوقه إلى محكمة عالية وإعدامه ..
كما أعدم سيف الدين الخطيب مؤسس المنتدى الأدبي في دمشق في بيروت
وأعدم الشهيد علي النشاشيبي الفلسطيني المولد والمثقف الكبير.. والعقيدسليم سعيد الجزائري--- والعقيد أمين لطفي الحافظ من الضباط العرب وغيرهم الكثير
لقد دفع شعبنا أنهارا من الدماء وملايين من الشهداء الأبطال لينال حريته وإستقلاله الذي باعته اليوم المافيا الأسدية المجرمة والخائنة للمستعمرين والصهاينة المحتلين المتوحشين في سبيل سلطتها اللاشرعية الكراكوزية الطائفية والعنصرية والمجرمة الدولية. 10/ 5- لاهاي..

#جريس_الهامس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات