أحمد عبد الرحمن الحجي
الحوار المتمدن-العدد: 1538 - 2006 / 5 / 2 - 11:43
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
بعد طول تفكير جلت فيه بخواطري متأملاً بعض الحقائق حول ما نراه في عالم اليوم من الإرهاب، حتى صار جزءً لا يتجزأ من حياتنا اليومية نحن العرب و المسلمين، حتى لكأن أمر الإرهاب و القتل و العنف أصبح حكراً على المسلمين في مشارق الأرض و مغاربها، بعد طول تفكير في هذا الأمر وجدت نفسي مضطراً لوضع خطة تدريجية لمكافحة هذه الآفة، حالها حال أخواتها من الأمراض كالتدخين و السرطان و ما إلى ذلك، إذ أن الأمر جلل و ليس هناك من حل سحري له بعد أن بلغنا منه مبلغنا العظيم.
إذن علاج هذا الأمر يقع في أمرين: أولهما الاعتراف بهذا المرض، فلا علاج دون مرض. فإذا ما تخلينا أن مريضاً يرفض أن يقر بمرضه، فهل من الممكن أن يتقبل العلاج؟ و هذه حالة أصبحت مألوفة جداً، و هي أن يرفض كثير من الناس هذه الحقيقة: أن العرب و المسلمين قد كان لهم في أمر الإرهاب باع طويل.
كثيراً ما يؤلمني سماع بعض "المثقفين" الذين ما إن شعروا بالاشمئزاز تجاه أي من المواقف الإرهابية حتى أصبحوا يلتفتون يمنة و يسرة، علهم يجدون من يُعزى إليه هذا الأمر. فمقولات من قبيل الإرهاب صنعة أمريكية، أو بن لادن لعبة إسرائيلية، كل ذلك يصب في هذه الخانة، علينا الاعتراف بأن هؤلاء مخلوقات ولدت من رحم المنظومة الإسلامية، و التي نسبت إلى الإسلام زوراً و بهتاناً. بهذا فقط يمكن التوصل إلى حل.
و عند تحقق هذه المرحلة، يمكن بعدها الحديث عن علاج ناجع، و بخلاف ذلك ستفشل كافة أنواع العلاج في ظل رفض قطعي لأصل المشكلة، فما العلاج هناك إلا تضييع للجهود.
و من الواجب عندها شجب الإرهاب و بيان فاسد أمره، و أن الإسلام منه براء(الجزء الثاني من العلاج). على الجميع أن يمتلك الشجاعة لتعرية الذين يتخذون من الإسلام غطاءً لأعمالهم الشريرة، و هي خلاف لكل ما جاء به هذا الدين الحنيف. أرى أن ذلك بمثابة الواجب الشرعي على كل مسلم و مسلمة فعله، و إلا فسيقتسم الجميع من إثم هذه المصيبة. و لنا أن نتخيل أن كلمة "لا إله إلا الله" رمز الإسلام و صميمه، أصبحت بفعل هذا الشر المتدفق خوفاً و فزعاً يصيب كل من رآها، لأنها ارتبطت و بشكل مفصلي مع السكين و إراقة الدماء
#أحمد_عبد_الرحمن_الحجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟