مليكة مزان
الحوار المتمدن-العدد: 1538 - 2006 / 5 / 2 - 11:42
المحور:
الادب والفن
حين دخلت ليون ْ ..
فقدَتْ أصنامي ما تبقى من سمعهـا ،
وملائكتي ..
رمت بكل صلواتها إلى الجحيـم ْ !
***
أضواء ليون ..
تذكرني دائماً بعاهتي المستديمـة ْ :
أني .. هامشُ وجـود ْ ،
أني .. من خارج الجنة والحـبْ !
***
في ليون ..
وكأنما كل الأشياء عاديـة ْ ..
إلا الحـبْ ..
للحب في ليون نكهة خاصـة ْ :
حرمانه في بلدي من حقه في الشمـسْ !
***
ليون ..
التفرض علي احترامَهـا ،
منذ نزوحي لعنفهـا ..
وهاتفي المحمول به نزلة صمـتْ ،
حين فكت عقدة لسانه ذات عفـوْ ..
صرخ محتجـاً :
ما الذي حدث ، هل زادوا في ثمن الحـبْ ؟!
***
الجارة الأوربية التي تحتْ ..
لا ترد التحيـة ْ :
في سواد عيوني أشلاؤها القادمــة ْ !
***
الجارة الأوربية التي فـوقْ ..
تدق سقفي بقدميها دقـَا ،
تحتج قصيدتي في خجل : لا للإرهـابْ !
***
ليون لها أجندتهـا ،
أنا أيضاً لي أجندتـي :
روح مشرعة على الدهشـة ْ ،
رأس تئن من حمى الأسئلـة ْ ،
وقصيدة عاهرة ، بلا رصيف ، بلا زبائـنْ !
***
قصيدتي هذه العاطلة دوماً عنـي ..
لن أدعها تحتج كغيرها من العاطليـن ْ :
سأرميها في الرون* دون جبـنْ !
***
وتقتحم أغنية شعبية خلوتـي :
ثم في الشارع ِ ،
تحت النافـذة ِ ،
خلف الضوء الأحمر ِ ..
مهاجر يراوغ ليـون ْ ،
يسرق من زمنها لحظـة ْ ،
ويبعث لكِ قبلـة ْ ؛
تمازغايَ *..
أبلغكِ القبلة بنفس الجنـونْ !
***
كل العواصم الأوربيـة ِ ..
اَلأ قيمُ في مراياهـا ..
تصرخ في وجهي باستمرار ْْ :
انظري ، هذا وجهـكِ ..
لا يصلح لغير تشنجات القصيـدة ْ !
***
في غرفة المكتـب ْ ..
تفقد الحيطان كثافتهـا ،
تحضر كل المدن بإشارة من القصيـدة ْ ،
يتعرى العالم حد الاكتئـابْ ،
يفرك يديه ، من فرح ، عودُ ثـقـابْ ،
وهناك ،
أعلى في سقف القصيـدة ْ ..
ملائكة .. تبول من أتعس ضحكاتـي !
***
كلما توغلتُ في الآخـر ْ ..
صرت أكثر إحساساً بـي ،
درس جميل تعلمه ليـون !
اقتــراحْ :
على الشعب .. نفيُ كل الخونـة ْ !
ـــــــــــــــــــــ
*ليون : مدينة ليون الفرنسية
*الرون : نهر يعبر من وسط ليون ويصب في البحر الأبيض المتوسط
*تمازغا : التسمية الأمازيغية الأصلية لبلدان شمال إفريقيا .
ــــــــــــــــــــــــــــ
من ديوان : حين وعدنا الموتى بزهرنا المستحيل / الرباط ـ 2006
#مليكة_مزان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟