أحمد موسى قريعي
مؤلف وكاتب صحفي سوداني
(Ahmed Mousa Gerae)
الحوار المتمدن-العدد: 6224 - 2019 / 5 / 9 - 14:12
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
معركة ذات الكراسي
في الثاني من شهر رمضان المبارك دعا المؤتمر الوطني "المجلس الانتقالي" عقب مؤتمره الكباشي الفاشل، كل أنصاره وحلفائه وأقاربهم وجيرانهم وجيران الجيران وأبنائهم وأحفادهم وأحفاد الأحفاد، بالإضافة إلى النفعيين والهتيفة والانتهازيين وما أكل السبع – دعا كل هذا الخليط المتباين سياسيا، والمتجانس "نفعيا" إلى لقاء تفاكري في قاعة الصداقة يوم 8 مايو2019 الهدف منه الإستقواء والاستقطاب وتوجيه رسالة إلى قوى الحرية والتغيير مفادها أن "مجلس الكباشي" ليس لدي النية في تسليم السلطة إلا إذا شارك حلفائه فيها، كأنهم هم الذين ماتوا وعُذبوا وامتهنت كرامتهم وشردوا وطردوا من وظائفهم، وسكنوا المعتقلات وبيوت الأشباح.
معلوم أن سياسة خلط "الكيمان" والباس الباطل ثوب الحق، سياسة كيزانية بامتياز ظاهرها يبعد عن باطنها أميالا وفراسخ وسنينا ضوئية. لكنها دائما مكشوفة ومفضوحة ومن السهل التعامل معها.
دخل المؤتمر الوطني قاعة الصداقة لمقابلة أنصاره وفي داخله يحمل خبثه وكوزنته ومكره ودهاء شيخه "الترابي"، ولسان حاله يقول: (يا قوى الحرية والتغيير عليكم أن تقبلوا بأنصاري وحلفائي وإلا ستكون انتخابات مبكرة).
وبهذا يكون المؤتمر الوطني قد حدد خط سيره وهو التكويش على السلطة بأي ثمن، وهو في الأصل كان يحفر قبر نهايته بيده الملطخة بدماء الشعب السوداني. وهنالك دلائل كثيرة تشير إلى هذه الفرضية منها (افتعال الأزمات الأمنية والمالية، والاستقطاب الحاد، واستخدام فزاعة الخوف، والجرجرة والمماطلة، والتشكيك في تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير، والاحتماء بحلفاء الأمس والاستقواء بهم، وترك البلد كأنها مسرحا للأشباح، لا شرطة في الشوارع، لا خبز، لا وقود، لا سيولة نقدية، أينما تنظر ترى صفوفا لا نهاية متوقعة لها).
مازال المؤتمر الوطني الانتقالي يراهن على عامل الوقت وفي الحقيقة هو مصيب ومحق لأنه بالفعل بعد معركة "ذات الكراسي" أصبح لا يملك إلا الوقت والدعوة الخجولة لما يسمى بالانتخابات المبكرة.
فقد تم فضحه وتعريته، وكُشفت نيته وغدره وخيانته، وأصبح كل شعب السودان وقواه الحية يعلم أن مجلس "الكباشي – البرهان" امتداد كيزاني خبيث ونبتة سيئة وشجرة غير مباركة كل من استظل بظلها فهو "حران" وقاعد في "السهلة" ينتظر أمر الله.
في الحقيقة المجلس العسكري يتكون من مجلسين، أحدهما مجلس المؤتمر الوطني الانتقالي والذي يضم "الكباشي والبرهان" وبقية الكيزان، ومجلس "الدعم السريع" بقيادة الفريق حميتي
يعمل الأول لإعادة سلطته، ويعمل الثاني من أجل تحقيق أهدافه وأحلامه، ونحن بينهما في "المشمش" إن لم نقم بفعل ثوري يعيد الأمور إلى وضعها الطبيعي.
#أحمد_موسى_قريعي (هاشتاغ)
Ahmed_Mousa_Gerae#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟