يوسف حمك
الحوار المتمدن-العدد: 6223 - 2019 / 5 / 8 - 14:27
المحور:
الادب والفن
تصاعد الخلاف ، و توسع فضاؤه ، فأنهار جدار النقاش .
لأنه بالأصل كان جدلاً بيزنطياً مستفزاً أقرب للمشاجرة منها للحوار . و كاد أن ينفجر ، و تتحول الألفاظ البذيئة إلى عراكٍ بالأيدي - بعد أن غدا التهديد سيد الموقف .
انتهى النقاش ، و فض الحوار بفضل المحيطين بهما .
أن تكشف ماكان مطموراً على غيرك بالحسنى ، لتثبت حقاً مطموساً للبعض ، و تحول الشك إلى يقينٍ باللباقة و الطيبة لا بالسخرية و التحدي و الإساءة ، يعد من أنجع الوسائل للتواصل و الحوار بين الأفراد و الجماعات ، كما يعتبر من أهم القضايا الاجتماعية للتفاهم و التغيير نحو الأفضل .
الأسلوب المرن المتسامح هادفٌ و جادٌ و منتجٌ أيضاً .
و بلوغ أعمق المضمون يكون بتفعيل هذا الأسلوب تعزيزاً للثقة المتبادلة ، وصولاً إلى احترام الحق في تباين الرؤى ، للإفضاء إلى التعايش و التقارب بين الأفكار .
انطلاقاً من أن الحوار حقٌ أصيلٌ من حصة الناس جميعاً ، فعليهم الالتزام به .
على النقيض من الاستفراد ، و التمييز الذي يغذي التعصب و دوافع الكراهية ، و يوقظ نوازع العدوان إلى إذكاء الصراعات ، و استفحال عاهة العنف و التطرف ، و تنامي مرض الإرهاب .
العراك بالألفاظ النابذة ، أو إظهار النفس بالمفاخرة هو غلقٌ لأبواب العقل ، و سدٌ لمخارج الفكر و منافذ الوعي .
و مثله التعصب الأيديولوجي المقدس ، و الزعم بأنه وحده يمسك ناصية الحقيقة المطلقة التي تخلو من أية نقيصةٍ أو عيوبٍ !! بحكم قداستها ، و الدفاع عن كبواتها و نواقصها دفاعاً مطلقاً .
و هنا سيسقط الحوار في هاوية أزمةٍ سحيقةٍ ، و يصيب النقاش بمرض العقم و الجمود ، و ناهيك عن المراوغة الفكرية ...
الحوار الفاعل لقبول الرأي الآخر ، بمرونةٍ و اعتدالٍ و برودة أعصابٍ ، و انتهاج السلوك الراقي الرشيد ، يحصر المهاترات في أضيق حدودها ، و يعد من أفضل الوسائل المجدية سعياً لبلوغ الهدف المنشود .
#يوسف_حمك (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟