أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رجراحي عبد الرحيم - ماذا لو صار حزب الحب واقها؟














المزيد.....


ماذا لو صار حزب الحب واقها؟


رجراحي عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 6223 - 2019 / 5 / 8 - 10:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




تم في الآونة الأخيرة إحداث صفحة فايسبوكية عنوانها حزب الحب، وهي صفحة تضم المئات من الأعضاء، ويدير هذه الصفحة عبد الكريم سفير، وهو للعلم الكاتب الوطني للجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة ومفتش تربوي؛ وهو ما يجعلنا نتساءل، ما علاقة الحب بالفلسفة؟ بل ما علاقة الحب بالتحزب؟ هل يأتي يوم نتحدث فيه عن حزب الحب باعتباره تنظيما سياسيا مهيكلا؟ ولو حدث ما حدث، فما القيمة المضافة التي يمكن أن يقدمها حزب للحب إلى جانب العشرات من الأحزاب؟

هذه مجرد أسئلة للتفاعل مع الموضوع قيد النظر، وقد يكون لها ما بعدها في مقام آخر؛ وحسبي هنا أن أدلي ببعض المقدمات جوابا عما تقدم.

لا شك أن الحب موضوع استأثر بالنظر الفلسفي، بين من اعتبره تعبيرا عن نقص، وبين من جعله عين الكمال؛ بين من عده مجرد حيلة من حيل الطبيعة لحفظ النوع، وبين من جعله صنو العقل، ومدخلا للإبداع والتحرر والفعل.

الحديث إذا عن حزب للحب يستوى ضمن الطرح الذي ينزل الحب منزلة الكمال والفاعلية والإبداع، أو قل منزلة القوة الخلاقة التي يعول عليها لإحداث التغيير؛ فيصير عندئذ الحب سياسة، بل يصير حينئذ من الجائز الحديث عن سياسات الحب، وهي سياسات تروم النهوض بتدبير الشأن العام. فماذا باستطاعة حزب أن يقدم أو يؤخر وهو الذي اتخذ من الحب مرجعية له؟

جرت العادة أن نصنف الأحزاب إلى نوعين: يمينية ويسارية؛ الأولى محافظة وتخدم الوضع القائم، والثانية تقدمية وتطمح لتغيير الوضع. فمن أي نوع هو حزب الحب هذا؟ هل هو يميني أم يساري؟
اعلم أن الحب شعور نبيل يرخي بظلاله على العالمين، وهو بالتالي يسع أهل اليمين وأهل اليسار؛ فهو الذي يؤلف بين القلوب على الرغم من الاختلافات بينها، وهو المشترك الإنساني بين الملل والنحل، وهو البدء والمنتهى، حتى أن الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي جعل من الحب دينا، فأنشد يقول:

قد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي
إذا لم يكن ديني إلى دينه داني
لقد صار قلبي قابلا كل صورة
فمرعى لغزلان ودير لرهبان
وبيت لأوثان وكعبة طائف
وألواح توراة ومصحف قرآن
أدين بدين الحب أنى توجهت ركائبه
فالحب ديني وإيماني

هذا بيان الحب على الكمال، بيان يسلب كل التقابلات الميتافيزيقية المتوارثة عن الصراعات الإديولوجية التي عفا عليها الزمان؛ إذ أنى لنا، اليوم، أن نميز بين يميني ويساري في زمن التقنية التي هي عصر من عصور العالم؟ وأنى لنا أن نفصل بين الملل والنحل وقد صارت الكونية قدرنا؟

قد يكون الحب منقذا من ضلال الأنفس التي ألقت بها النزعات من كل حدب وصوب في هوة عميقة من الأحزان، وقد يكون منقذا من الدمار الذي يتهدد الطبيعة ببرها وبحرها وجوها وكل ما يتصل بها من كائنات، وقد يكون يكون مناسبة لاستئناف أخلاق النبلاء والأسياد، حين كان الحب رمزا للشجاعة والبطولة والقوة والفاعلية، تلك القيم التي ينفر منها العبيد معلين من شأن الذل والمسكنة، حتى صار الحب في عهدتهم مرادفا للمهادنة والانحطاط، وليس قوة جبارة للسمو والارتقاء.

أليست هذه مبررات كافية لكي تجعل من حزب الحزب ينتقل من الوجود بالقوة إلى الوجود بالفعل؟
أليس حزب للحب هو الكفيل بتحرير الناس من العبودية وجعلهم أسيادا؟
أليس هو الدواء الشافي والكافي للنفوس العليلة؟
ألا يمكن أن يكون بالتالي أداة ثورية لتقويض الاستبداد؟

هذه أسئلة لعابر سبيل، وحده الزمان كفيل بالجواب عنها.



#رجراحي_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رمضان...شهر للتذكير بالحرية الدينية
- في ماهية التعاقد الاجتماعي
- الحرية الدينية
- الخطاب الماركسي بين الانغلاق والانفتاح


المزيد.....




- خطط ترامب في غزة: أنباء عن كون المغرب من المناطق المرشحة لنق ...
- مخطّط ترامب في غزة: ليبيا تعلن رفض سياسات التهجير والتغيير ا ...
- مصراتة
- ردا على مخطّط ترامب: الجزائر ترفض بشكل قاطع تهجير وإفراغ قطا ...
- تونس: عائلات مفقودين في عمليات هجرة غير نظامية تحتج أمام الس ...
- تونس: اعتصام ثان لقيادات في اتحاد الشغل والأزمة تتفاقم
- النائب الجمهوري جو ويلسون: -الرئيس التونسي قيس سعيد ديكتاتور ...
- 3 سنوات على بدء الهجوم الروسي في أوكرانيا: هل بوتين مستعد لل ...
- أحكام سجن مشدّدة في تونس: محاكمة نزيهة أم -محاكمة سياسية ظال ...
- صورة متداولة لشبان جذابون ووسيمون: هل هؤلاء هم أعضاء فريق شر ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رجراحي عبد الرحيم - ماذا لو صار حزب الحب واقها؟