|
من يُتلِفُ المفاجأةَ، أولاً.. الحِوارُ أو الصوت؟!
يعقوب زامل الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 6221 - 2019 / 5 / 5 - 18:40
المحور:
الادب والفن
من يُتلِفُ المفاجأةَ، أولاً.. الحِوارُ أو الصوت؟! ........... كما أنكَ تنظرُ بعينين داخلَ مراكزَ حسٍّ متعددة، أو عندما تُديرُ لها ظهرَك تجدُها " دعوةً " لزيارةِ نفسِك. حالةٌ استثنائية، أن لا نُصابَ بالجنون، حين نختبئُ في دغل، لا ترانا عينُ أحد. متظاهرين أنه نوعٌ من التراجُعِ، أو الابتعادِ عبثاً، من صوتٍ مرتجف، يُهينُ عقلَك وقوةَ وحيك، وما يختزنُ داخلَ عظمِك. له قوةٌ كافية أن تضرِبَ رأسَك بألفِ سببٍ من النكد، والشعور بسخفِ مما لا صلةَ بك معه، كما الغثيان، لحظةَ ما يجعلك تتعلَّقُ بأمل أن يندسَّ فيك فجأة نصلُ الموتِ دُفعةً واحدة لتتخلصَ من الموت المتعدِّدِ غيظاً جرَّاء هذيانٍ لا طائلَ منه، كما يشبه ما قاله الشاعرُ أمرؤ القيس : فلو أنها نفسٌ تموتُ جميعةوَلَكِنّهَا نَفْسٌ تَسَاقَطُ أنْفُسَا وكنت أتمنى عليه أنه لو قال " سوية " بدل " جميعة ". ثمة صوتٌ لاستجابةٍ عاجزة تجعلُكَ لا ترفعُ رأسَك من تحت ثِقل ما يحجبُك من الضِياء، والتركيزِ لمحتوى أكثر حميمية، إنما على العكس، يجعلنا طيِّعين لأقل سلاسلَ ناعمةٍ من الوهم، ممدَّدين، مُقيّدين، بشكلٍ مُخزٍ. قد يكون هذا من بابِ التعمُّقِ والتعلُّقِ بما هو آت أكثر، لكنه كان أولَ حافزٍ للوقوف على شرفةِ الغد للتحقُّقِ عما أراه الآن بكلِّ الوضوح والمتعة. إذا لم تشعرْ بماهيةِ الحياة، ولم تعد تتنفسُ كما يحدثُ للفصول، فلا بلاغةَ تنجيكَ وليس الضرورةُ وحدها. ان تقولَ كلمةً حقيقية. فالشِعرُ والحبُ كما الأزل ، يعيشُ في المضطرب الحياتيِّ الدائم، حتى لو لم يبرأ من الجروح ، ولا حتى بعد ان يتعفَّرَ وجهُه بتراب الأسى. لكن ما يلتصقُ بالقلب سيبقى محرِّكاً لما فيك، تديمه المشاعرُ الصادقة. ماذا تفعلُ بصوت، كما بطنٍ منتفخ بالغازات السامة، لا يخجلُ أن يأخذَ طريقَه كما الداءِ الحيواني المبتكر، هل يفسدُ جوَّ عباراتِ ما حولَ مدفأةِ ود؟. ما من نباتٍ طيبِ الرائحة يُشفيكَ من شعورك بغثيانٍ من هذه العفونة، حتى تكتشفَ أن لا شيء يجعلك تقاومُ هذا التدهورَ الذي له صوتٌ فصيح، زكيُّ المعنى. وحين نتلفتُ شَمالا أو يمينا، نجد أننا نستغرقُ وقتا، حتى نقول الكلمةَ بصفاء، مع ما نشعرُ مع الواقعِ من اغتراب. الاغترابُ، هذا المناخُ الماورائي لما سلبَ من حقنا في العيشِ والمعايشة معَ الجوار والآخر، ومع ما يخلقُ من عقدٍ ومجازفات بالرَّهانِ على أن الوحدةَ ممكنةٌ وأنها الصورة للوجه الثاني لحياة الواقعية الاجتماعية. ومع أننا حتما سنخسرُ الرهان، لكنا سنكسبُ التجلي في مندوحة، كون الوحدة أو الاغتراب، حين نستطيع تبويبَ هذه العقدةِ في اتيانِ الكثير من الابداعات الحسية في مجالات الفن والادب وتفسير الواقع، ستكون حافزا للخلق، كونها صياغة جديدة لهذا الماوراء، المُضمَر فينا. وكيف نقدر على تفسيرِه رؤيويّاً ونمنحه من عندياتنا لفتح مسالك في عمقِ التجربةِ الحسية آفاقا معرفية وبنيوية لجمالياتِ نصوصٍ ادبية وشعرية قد لا تعطيها طبيعةَ الاشياء الأخرى من ممكنات لتحقيقِ شيء يوازي ما يمنحه الاغتراب من ممكنات. عبر هذا التيهِ المسمّى بالاغتراب، وعند ناصية الوضوح الجلي في الانتماء، ما الذي نفعله لإنقاذ ما تم الكشف عنه في ميادين الفن، ونوعية الإحساس كمصير لعبقريةِ الإنسان، على صعيد السياسة، والعلم، والفن، وعلاقة كل ذلك بالحب. وما يمكن " أن تولِّدهُ الممارسات الفكرية والحسية الإبداعية " من آنيّة المرحلةِ وتحدياتها، أي من محاولة انتزاع الابداع برمَّته، من أسر اللحظة والآني المحض؟. هل بتوليدِ منتجٍ جوهريً من عنصرٍ جديد آخر، وبتعبير أن تكون بعيدة عمّا يسمّى الحماس شبه الأعمى "؟. هنا، علينا النظرُ بعينٍ فاحصة لكلِّ الممارسات الإبداعية ضمن حقولها، ودفعِها لممارسة خلق مفاهيم مستجدة، تلك التي يدعو لها الفيلسوف الفرنسي ( جيل دولوز ) بالقول : " التأكيد الدائم والمتواتر على مفردة، أو مقولة إبداع يتفرع منها قاموس كامل من التسميات : " الخلق "، "الفبركة"، " التركيب "، " الموائمة المتنافرة "، وحتى " سرقة " الافكار الأخرى ، ولكن بشرط إعادة صياغتها، ضمن الضرورة التي تطرحها أزمات وتشنجات الكائن المفكر ". " لا يمكنك العيش في الخيال على الأقلّ إن لم تكتبْ في آية تحبها. هذا هو الشِعرُ الذي أنضم إليه، مثل جلدِ الإرمين ، بدفء طفلة.. بتجربةِ رجل عجوز، عندما يكون في يده ، كتاب بهذه الطريقة، وكما النحل، كل تعبير، حين يطير من الورقة يترك على الشفاه العسلَ والحكةَ في القلب ".
#يعقوب_زامل_الربيعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
على أطرافِ اللحظة!..
-
الهائل، كما قطعةِ ثلجٍ صغيرة!
-
من يتلف المفاجأة، الحوار أو الصوت؟!
-
المُستَنسَخون! قصة قصيرة
-
البحث عن البطل والشيء الأروع!..
-
الإدانة!.. قصة قصيرة
-
وَحْمة..
-
لا حداً للصوت!..
-
لا توقظ بئر الشم!
-
دبيب المخمل!..
-
لماذا الحبُ بالحواس؟..
-
فك الخط !..
-
... وماذا بعد؟!
-
للحياء، قدمين عاريين..
-
ما لا يمنعُ الضَحكَ، أيضاً!..
-
من فرطِ الأرقِ، أحياناً!
-
لأشدّ ما يكونُ غزيراً..
-
النهارُ مستديرٌ دائماً..
-
ما ينفرط!..
-
في العالمِ الدقيقِ جدا!..
المزيد.....
-
الممثل السعودي إبراهيم الحجاج بمسلسل -يوميات رجل عانس- في رم
...
-
التشدد في ليبيا.. قمع موسيقى الراب والمهرجانات والرقص!
-
التلاعب بالرأي العام - مسرحية ترامبية كلاسيكية
-
بيت المدى يؤبن شيخ المخرجين السينمائيين العراقيين محمد شكري
...
-
مصر.. الحكم بحبس مخرج شهير شهرين
-
مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي بتهم -الاعتداء والسب-
-
مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي شهرين لهذا السبب
-
الكويت توزع جوائز الدولة وتحتفي باختيارها عاصمة للثقافة العر
...
-
حتى المواطنون يفشلون فيها.. اختبارات اللغة الفرنسية تهدد 60
...
-
محاضرة في جامعة القدس للبروفيسور رياض إغبارية حول الموسيقى و
...
المزيد.....
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
المزيد.....
|