أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سوسن شاكر مجيد - السيدارة موروث حضاري ينبغي المحافظة عليه














المزيد.....

السيدارة موروث حضاري ينبغي المحافظة عليه


سوسن شاكر مجيد
(Sawsan Shakir Majeed)


الحوار المتمدن-العدد: 6220 - 2019 / 5 / 4 - 22:22
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


السـيدارة او السدارة أو الفيصلية او كما يلفظان معاً السدارة الفيصلية، هي القلنسوة بلا أصْدَاغ وهي لباس للراس عرفه الحضريون من أهل العراق. العراقيين عموما وتميز به البغداديون على وجه الخصوص.
تتميز السـيدارة بشكلها النصف المقوس, والمدبب تقريبا من الوسط, وتكون مطوية إلى طيتين للداخل ويغلب عليها اللون الاسود وهو اللون الرسمي, إلى جانب اللوان عديدة.
وردت كلمة (السيدارة) في قاموس المحيط بمعنى الوقاية تحت المنفعة والعصابة معربة من شارة ومعناها المظلة اوالشمسية , والظاهر ان أصل الكلمة ارامي فهي معربة من الالفاظ الفارسية المعربة حيث كانت عند ملوك الفرس القدماء تعني غطاء الرأس، ووردت بنفس المعنى في معجم المنجد للغة للأباء الكاثوليك.
وفي 23 اب/اغسطس1921, تولى الملك فيصل الاول، عرش العراق كاول ملك للملكة العراقية الحديثة, وكان يحلم ببناء دولة عصرية في العراق, وادخال عدد من التقاليد والنظم السياسية والاجتماعية الحديثة للعراق الخارج تواً من الحكم العثماني الذي استمر مايقارب الاربع قرون, ومن جملة هذه التغيرات اراد هذا الملك الطموح ايجاد لباس وطني للراس بدلاً من الطربوش أو الفينة ليكون كزي رسمي لموظفي للدولة العراقية، أوالأفندية كما كانوا يعرفون، فاوجدت السدارة, ووزعت أول مرة للوزراء من قبل رستم حيدر احد مستشاري الملك في حينها, وكان أول من ارتدى السدارة هو الملك فيصل الأول لتشجيع الناس على ارتدائها, ومنها سميت باسمه (فيصلية), مع العلم ان الملك فيصل الأول جاء للعراق من الحجاز بزيه الحجازي.
وللسيدارة عدة انواع، ففي بداية ظهورها كانت تصنع من الچبن (الصوف المضغوط) وتسمى بسدارة الچبن وعرفت بحجمها الكبير ، وتميزت بأرتدائها الشخصيات المهمة في المجتمع من امثال ياسين الهاشمي رئيس الوزراء في العهد الملكي, والشاعر البغدادي الشعبي الملا عبود الكرخي والشاعر جميل صدقي الزهاوي, وكان لها معمل في بغداد اسس بامر من ياسين الهاشمي.
والنوع الثاني هو السكوجية وكانت تصنع من القماش , وتفصل من نفس قماش الملابس , حيث بعد تفصيل البدلة الرجالية (القاط) تاخذ قطعة من ذات القماش لغرض تفصيل سدارة, وكان حجمها اصغر من سدارة الچبن, واغلب من كان يرتدي هذا النوع السدائر هم افراد الشرطة والجيش في العهد الملكي وكذلك في العهد الجمهوري لغاية عقد السبعينات من القرن الماضي. حيث استبدلت بالبيرية لاغلب صنوف الجيش والشرطة, ومن امهر صناع السدارة السكوجية شخص اسمه جاسم محمد وكان محله يقع في سوق السراي عند مدخل خان الصاغة, وفي مدخل سوق السراي من جهة جسر الشهداء, توجد عدد من محلات عمال قالب السداير الذين يقومون بتنظيف السدارة وقلب الوجه الخارجي إلى الداخل عندما يتقادم وتذهب لمعته, وكان اغلبهم من اليهود, ولكن السدارة المقلوبة واضحة للعيان حيث الجزء الداخلي للجوخ خشن وغير لماع.
ويذكر الباحث عزيز الحجية في سلسلته بغداديات : ان السداير الاجنبية (الايطالية والانكليزية) بدات تغزو العراق في الثلاثينات وكانت تصنع من مادة الجوخ اللماع , ومن ابرز مستوريدها (مهدي قنبر و صيون شمعون) ولكن ظلت السدارة الاولى المصنوع من الچبن محل اعتزاز الكثيرين ممن اهل بغداد واطلق عليها السدارة الوطنية.
بعد انقلاب بكر صدقي في 29 تشرين الثاني 1936, ظهرت محاولات لالغاء السدراة من قبل القائمين على الانقلاب, حيث اصدرت حكومة الانقلاب التي تراسها حكمت سليمان, قانوناً يقضي بابدال السدارة (الوطنية), بالقبعة الاوربية لكون الاخيرة من مظاهر التطور والاتصال بالعالم الخارجي, والصحيح ان القائمين على الانقلاب كانوا على خلاف مع ياسين الهاشمي الذي كان الانقلاب موجه ضده بالاساس ولان الهاشمي من المحافظين على لبس السيدارة الوطنية, وكان قد امر بجعل السيدارة اللباس الرسمي لجميع موظفي الدولة العراقية في منتصف الثلاثينات, حيث اراد الانقلابيون ابدال السيدارة بالقبعة الاوربية نكاية بالهاشمي الذي توفي بعد فترة من الانقلاب, واخذ بعض من الشباب المتحمس للانقلاب بلبس هذه القبعة, ولكن سرعان ماعادت السيدارة الفيصلية (الوطنية) كزي رسمي وعام إلى المجتمع بمقتل الفريق بكر صدقي في الموصل وسقوط حكومة الانقلاب بعد اقل من عام من أول انقلاب عسكري في التاريخ العراقي الحديث.
اما اليوم فقد انحسرت شعبية السيدارة بشكل تدريجي منذ سقوط النظام الملكي في العراق. آخر من كان يرتديها من الشخصيات الكبيرة كان الرئيس احمد حسن البكر. منذ ثمانينات القرن العشرين أصبح من غير المألوف أن ترى أحداً يلبس السيدارة في العراق الا في المناسبات التي تحمل الطابع التقليدي. واختفت السيدارة من الزي العسكري العراقي في القرن الحادي والعشرين.



#سوسن_شاكر_مجيد (هاشتاغ)       Sawsan_Shakir_Majeed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهي حكاية الأغنية العراقية جلجل علية الرمان النومي فزعلي
- لماذا اغلق نوري السعيد الحمامات عن النواب في دعوة العشاء
- قصة الباشا نوري سعيد مع المواطن المشاكس
- قصة البنجرجي والباشا نوري سعيد
- قصة الجدرية النحاسية والعباءة
- قصة نوري سعيد والليمون الحامض
- قصة نوري سعيد والفنان عزيز علي
- لا حظت برجيلها ولا خذت سيد علي
- خذ الشور من راس الثور
- النشالين واللصوص المحترفين ايام زمان
- الباشا نوري سعيد والبلام
- عادت حليمة الى عادتها القديمة
- بين حانة ومانة ضاعت لحانا
- قصة المثل العراقي ( إلْما يعرف تدابيره .. حنطته تاكل شعيره )
- قصة المثل ( الجنه مو خان جغان)
- التحرش الجنسي وآثاره النفسية وأساليب الوقاية منه
- تجربة كلية التربية في جامعة الإمارات في الحصول على الاعتماد ...
- المراجعة الخارجية للبرنامج الأكاديمي من قبل وكالة ضمان الجود ...
- تجربة سنغافورة في مجال تجويد التعليم
- التقويم البديل ( الجزء الاول)


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سوسن شاكر مجيد - السيدارة موروث حضاري ينبغي المحافظة عليه