أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم ابراهيم - ( بيت بيوت ) ثنائية الحرب والحياة














المزيد.....

( بيت بيوت ) ثنائية الحرب والحياة


عبدالكريم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6220 - 2019 / 5 / 4 - 21:35
المحور: الادب والفن
    


الحرب مأساة لا تنتهي ،ولا يمكن للكلمات أن تصف بشاعتها ،وهي تخطف كل شيء جميل في الحياة . أنها غصة وحرارة تحترق داخل الصدور . ربما تجد بعض المتنفس للخروج على شكل شريط تلفزيوني يراجع تلك المأساة ،لم نجد خلاله سوى الحزن والموت وفقدان الأحبة في طاحونة الحرب التي تحتاج إلى مادة أولية لوقودها . رواية ( بيت بيوت ) للكاتبة سوسن صالح الصدارة عن دار الورشة الثقافية للنشر والتوزيع بغداد 2019 يمكن أن تصف على أنها روايات الحرب برغم أنها لم تصور المعارك وأصوات المدافع وأزيز الرصاص وخنادق الجنود ،ولكنها في نفس الوقت عالجت آثارها النفسية والاجتماعية والاقتصادية على طبقة لم تشارك فيها ،بل كانت ترصد حركاتها في عيون أحبتها وهم يساقون إلى جبهات القتال ليرجعوا على شكل نعوش ملفوف الأعلام وعويل ودموع أرمل ثكلى وأطفال يتامى ،دعائهم الأول والأخير أن يعود ذويهم سالمين من هذا الجنون البشري الذي يأكل حتى أحلام الصغار .تختصر صالح الحرب بوصف رائع يمكن أن يقرب مسافة الفجيعة ،وان الحرب لا يأتي منها سوى الويلات " في الحرب يموت الأطفال ، يقتل الجنود ، تهدم البيوت ،تنبت الأرامل ،تنتظر الفتيات رجال يعودون بأرجل وأيدي مبتورة ، الأمهات يرضعن أولادهن حليب الخوف والحزن والجوع ، المقابر تنافس البيوت وتزاحمها في المسافة ، الأرض تعلن الحداد ففي الحرب ليس هناك منتصر " ص51 .
تمر الأحداث بشكل دائري تبدأ بحرب ولتنتهي بحرب ،والحياة لابد لها أن تدور معها . ربما تصاب السن البشر بخرس حيث ( أيام الصمت ) الفترة البولسية وكتميم الأفواه حيث يكون الصمت طريق السلامة الوحيد وحدها الجدران هي من تكفلت بسرد الحكاية لأنها لا تخشى الاعتقال " الجدران تنصت وتعرف جميع الحكايات ،لكنها لا تخون ولا تسرق الأسرار ولاتشي بأهلها كما يظنون ويتهمونها " ص11 حيث أفضت الكاتبة على الصوامت روح الحكائية التي تحفظ الأسرار في ظل صمت مطبق يخيم على الناس ولكن لابد من صديق نسرد له الحكاية والجدران خير صديق برغم كما يقال (ان للجدران أذان تسمع ) ولكن جدران سوسن صالح كانت أمينة في حفظ الأسرار . ولكن هنالك أيضا خشية من نوع آخر تتمثل في الرحيل الذي له أسباب كثيرة " البيوت أيضا تخاف خديعة العمر ، تخاف أن يرحل أصحابها ، فالموت هو الراوي الحقيقي لحكاية الجوع والغياب التي ألفناها " ص44
حاول الكاتبة أن توسع دائرة الرواية لتشمل العراق بكل عناوينه من خلال لعبة فن الأسماء التي اختارتها لأبطالها.فهناك تنوع فسيفسائي يمكن ملاحظته ( عثمان ، عادل ، يوسف ، دانيال ، دلال ،كرار، رقية ) "- أنت من بغداد – صحيح !اعتقدت انك من كركوك ،ملاحمك شمالية جدا " 60
ولعل تقسيم الرواية إلى عناوين فرعية يمكن أن يفتح باباً من متعة القراءة للمتلقي (أيام الصمت ،أم موسى ،عصى سليمان ، الحرب مرة أخرى ، سرقة الوقت ، الإخلاص دليلنا للعودة ..الخ ) . حاولت صالح الاتكاء على الإرث الديني والتاريخي من اجل مقاربة ظروف التاريخ مع اليوم كما في ( عصى موسى،أم موسى ، دجلة الحمراء ) .



#عبدالكريم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( بوصلة القيامة ) دمعة حزن على خد وطن
- (سمايل ) والسير في درب البرامج المقلدة
- السيرة الذاتية في رواية ( نيران ليست صديقتي)
- رواية ( طائر التلاشي ) والبحث عن الغرائبية
- كهرباء نجم
- سأقول : كرواتيا، كرواتيا لأجل هذه المرأة
- (عطشة علوش)
- رأس الحربة بين الرياضة السياسة
- حلم لمْ يتحقق
- (أنيس ) عبد المطلب السنيد حاضراً في ذاكرة الأطفال
- المسلسلات العراقية وقضايا المواطن
- أحاديث بعيدة عن صوبة علاء الدين
- مترو بغداد وسكة حديد الصين
- محنة الاهوار العراق - بحة - داخل حسن و-أهوار- الجيزاني و-جبا ...
- استنساخ المعلم
- الموت على موعد مع الفقراء
- عاش ( الشلغم ) المحلي
- جيل - توك توك - وصراع الأجيال
- الخصصة ارحم من - ابو المولدة -
- جباية أم خصخصة


المزيد.....




- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم ابراهيم - ( بيت بيوت ) ثنائية الحرب والحياة