أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة هادي الصگبان - الجرائم البيضاء














المزيد.....

الجرائم البيضاء


فاطمة هادي الصگبان

الحوار المتمدن-العدد: 6220 - 2019 / 5 / 4 - 17:35
المحور: الادب والفن
    


الجرائم البيضاء

في وسط المدينة صخرة كبيرة أقيمت عليها مائدة مستطيلة طويلة تسع لستة أشخاص يرتدون ملابس القضاء وفي الوسط حفرة كبيرة وعلى جانبها أخشاب وفحم وفي الجانب الآخر جمهور غاضب وهتافات تعلو حينا وتهفت مطالبة برجم إزميرالدا التي شتت العقول وأشاعت الفسق والفجور بين شباب وفتيات المدينة الآمنة....
تلوح إزميرالدا مرفوعة الرأس في عربة خشبية يتقدمها عدد من الحراس ..
المفوض الأول :
انت متهمة بإفساد العقول بسحرك الذي فرق الجمع وشتتهم ....
إزميرالدا :
وهل توجد عقول أصلا كي تفسد؟ ..بل أين الجمع الموحد لكي يشتت....
المفوض الثاني:
لقد غنيت للخمر والنبيذ ودعوت الشباب لأن يسكروا ؟
هم في الجهالة ثملون وفي ظلامية أفكارهم غارقون ..وإلا كيف في صورة شعرية عن الخمر يتناولها البطل من شدة اليأس وجدب الحياة ان تؤثر فيهم لو لم تكن عقولهم مريضة ونتنة ...
يتابع السؤال:
لكنك ساهمت في الدعوة لها والتشهير بفتيات المدينة...
أجابت :
هل يملك احد منهم دليل مادي يثبت معاقرتي ما حرم الله في عقيدتي...هل يملكون الحق في دعوتي للفضيلة التي كنت اول جند لها و الثلاثة عقود تشهد في حين ادلة دامغة تثبت معاقرتهم للخمر بل فتياتهم من يحضرن لوازم المائدة على خفية من الناس....
المفوض الثالث :
لقد سحرت المرء وخطفته من زوجته وأيتمت ولدها ؟
أجابت بسرعة :
لم يكن لها لو أعجبه غنائها لما أخذته نفسه لغناء الأخريات ..والولد لو كان صالحا بارا بوالده لما أنفت النفس منه ..واعيد هل هناك دليل لممارسة الخيانة والفحش..أنا املك الدليل على رسائل الأزواج التي لم تلقى الرد ....
المفوض الرابع :
لقد تآمرت مع الأعداء رقصت وصفقت لهم ؟
إزميرالدا :
هؤلاء الذين يهتفون لرجمي الآن ..بالأمس كانوا يصفقون ويهللون للطاغية ..و ابي وإخوتي لم يريقوا قطرة دم واحدة في حروب ذاك الطاغية رغم الخوف ومداهمات العسس كل ليلة ...


المفوض الخامس :
لقد شوهت صورة الشباب والفتيات في الاغتراب؟
إزميرالدا :
لست أنا ...السكوت على الطغيان.. ومايتبعه من فقر وفاقة وعدم توفر صمام الأمان في نفوسهم والمتمثل بالوعي وسلاح العلم ...مع انعدامهما وفي محيط الآلة التي لا ترحم يجبر الفتيات والشباب لامتهان الأعمال الرخيصة مثل الدعارة المافيا التجسس والدليل أمامكم الكثير من فتياتكم مع انعدام الوازع الأخلاقي والإجبار في الواعز الديني الى درجة التعصب ..ما أن تخطو بعيدا عن حدودكم حتى تعرت واتخذت من الحرية فسوقا وفحشا ...لدي الأدلة على ذلك ...هل يملكون دليلا دامغا ضدي على ممارسات لاأخلاقية....
المفوض السادس:
انك بقعة سوداء في واقعنا النقي ...انت عيب في ثيابنا يجب رتقه...
إزميرالدا :
واقع اسود لايعرف جمالية الألوان وروعتها بالفن والأدب والشعر والغناء .. يشكون الحاجة لتلك الأطياف الملونة في البوح الذي يفت الصخر أو في الرثاء الذي يفل الحديد مع قناع الحزن الذي خلفه كل الأمراض التي تميت الفؤاد وتقتل الروح الحسد التشفي البغضاء النميمة ... كيف لنفس ترق للبوح ان تتحول لوحش يحمل كل ذاك السوء...وكل تلك الأمراض السارية والمعدية حتى من يتمكن من الفرارويعود ثانية ترموه بالوباء فيكون اشد بغضا وسلاحه اشد فتكا ...
نحن السنة ونحن الفرض..
من عرقنا تزهر الارض
من انتم أيها القانطون
انتم ذرة تراب في عيون الخليفة
انتم جراد الأرض ..
أنتم جيفة أنتم جيفة
المسحورون هم من تاقت روحهم النقية لأغاريد الطبيعة الملونة سئموا من القاع....
الموت حق ولكن الأحياء أحق ان يعيشوا الحياة بكل ألوانها وأطيافها فتلك نعمة الباري إلينا ....
غضب رئيسهم فأمر بإطلاق الفتيل...تعالت النيران ...مزقت عنان السماء..
حتى شهقت الشمس



#فاطمة_هادي_الصگبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعادت ...قصاصات من الواقع /2
- طعام الملائكة 1 قصاصات من الواقع
- سلام
- صمت العنادل
- قوقعة النورس
- البدلة
- نداءات ميتة
- دبش ...الإنسانية السوداء
- وانتصرت ..القبيلة
- خبز الرصاص
- العبور إلى الجحيم
- الزفاف الدامي
- احزان حان قطافها
- حرف نااقص
- روائح العنبر
- اهداء له 7 لست نقطة
- بيني وريتا جواز سفر
- اهداء له 6 وتاه اسمي
- عابر ضجيج
- إهداء له / محامية الشيطان


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة هادي الصگبان - الجرائم البيضاء