|
جلسة عسل .. وبصل !..
صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 6220 - 2019 / 5 / 4 - 05:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
دائما ومن فترة طويلة اصطحب من له في القلب سكن .. أو هي من يرافقني في أغلب الأماسي !.. وعلى وجه الخصوص عندما يكون فيها خمر وسمر وتصابي وأوقات راحة وتأمل وحب !.. نسرح بخيالنا في عالمنا الفسيح والجميل !... دائما كنا نحاول قدر المستطاع أن نبتعد عن نكد السياسة وسجالها ، وما تجلبه من كروب وتداعيات وخلافات تعكر الأمزجة ، وما تتركه من ندوب وجروح وهموم وتقاطعات غير محمودة !.. المكان يوحي وكأننا في إحدى أماسي ألف ليلة وليلة !... أو قيس بن الملوح وعشيقته البلهاء الساحرة ليلى !.. لا ندري أهي من جننته !.. أم هو من جن بها !.. بخيلائها وعذوبة وترانيم شِعْرها وسحر جمالها ، أم أصابته بسهامها التي تصرع الجبابرة المتيمين والمتصابين ، أو من شدة الوجد والهيام . قالت .. هل نبدأ سَمرنا وسُمارنا بنشوة الخمر والعشق والقبل يا صديقي ؟ ... أم نصوغ مقدمات لحديث قد يطول مداه ونحن في مقتبل السَحَرْ؟ ... وأنتَ تعرفني أُجيد لغة الاستدراج والتغزل والتقرب أليكَ !.. وتستهويني رقة حديثك وطريقتك لتضمني تحت جناحيك وفي ظلك الظليل !... هكذا بادرتني وكنا نتعجل اللثم والتقبيل !.. ونشرب مما جادت به عليً من خمر الرضاب وليلتنا المقمرة الساحرة !... وكما عودتني هذه الفاتنة اللعوب ، تناغم الأحلام بحلو الكلام ورقة معبودتي وسحرها الفاتن الساحر!.. قالت ما رأيكَ سيدي ؟ .. بماذا ؟ ... بالذي يجري اليوم في عراقكم ؟ .. ألم نتفق بأن نبتعد عن السياسة ونعيش سويعات لذاتنا ؟ قالت .. متى كنا نلتقي ولم تكن السياسة والعراق غائبين عن مجلسنا ؟.. متى ؟ صحيح .. أتفق معكِ !.. هلا تفصحين لي وما تبغين قوله وما تريدين الوصول إليه ؟ .. معك حق سيدي .. سأنبيك اليقين !.. عن رئيسكم الدكتور الجديد !... ما بهِ ؟... عن مهماته المناطة به أتحدث ؟ .. أين تبدء ؟ .. ومتى وأين تنتهي ؟ ... وهل هو في إجازة مفتوحة ؟ .. أرجوكِ حبيبتي وقدري !... لا تتكلمي بالألغاز ، وكما لو أنكِ تتحدثين رقعة لكلمات متقاطعة !.. فأنا فهمي محدود وبالي قصير وقد مسني الكبر ، وصبري محدود كما هو نظامنا السياسي !.. حلمكَ عليً يا بن الأجاويد !... ألم يكن رئيسكم هذا من عائلة دينية ومن قوى الإسلام السياسي الحاكم منذ عقد ونصف ، وتلقى علومه في العراق وفي أوربا ؟.. بلا هو كذلك .. فلماذا لا يقوم بأداء مهماته ويقدم خدمة جليلة للعراق وشعبه ؟ .. باستخدام صلاحياته الدستورية واكماله الكابينة الوزارية واختيارهم من المستقلين وليس من قوى وأحزاب الإسلام السياسي الفاسد ، وقد مضى على الانتخابات عام كامل ، ويتحدث اليوم في باريس بأنه اختار وزرائه من المستقلين ؟.. ولو كان صادقا فيما ذهب إليه من المستقلين وليس محاصصة وتقاسم المناصب ، هذا لك وذاك لفلان ولعلان ، لماذا لليوم لم تكتمل حكومته ؟!.. وهل هو مدرك لما يصرح به ؟.. أين مصداقيته ، ألم يضع يده على الكتاب المقدس بأن يكون خادم للشعب وليس للقوى الفاسدة والتي تدين بولائها للأجنبي ؟ ؟... والشعب قد استبشر خيرا في ما أعلنه ، وأن حكومته ستكون حكومة إصلاح وبناء وخدمات وأمن ورخاء !... ولكن الشعب رغم مرور عام على حكومة الإنقاذ الوطني المزعومة !!.. ، تشكيلها ستكون من المهنيين والتكنوقراط ومن أصحابي الخبرة والدراية والكفاءة ، ومن الوطنيين والنزيهين ، وتُوكَل لهم مهمة إعادة بناء الدولة ومؤسساتها المختلفة وعلى أساس المواطنة والوطنية .. أين هو من كل تلك الوعود ؟!!.. أين تلك الوعود ؟.. ولماذا أُعيد إنتاج الفاسدين وعودة الحرس القديم من الفاسدين والطفيليين وسراق المال العام ؟.. وهل السيد الرئيس قد أصابته العدوى من رفاقه وحاشيته الفاسدين الكذابين ؟.. أم هو بالأصل ( هذا الكعك .. من ذاك العجين ! ) ؟؟... وهل سينتظر الشعب لأربع سنوات أُخر ويبقى يأن من الجوع والمرض والبطالة وغياب الأمن والعدالة ؟.. أفتونا يا حكماء القوم !.. إن ما زال منكم رجل رشيد ..!!.. وهل السيد الرئيس حفظه الله ورعاه !!ّ.. ، ما زال يتذكر وعده بإعادة بناء المؤسسة الأمنية والعسكرية وعلى أساس وطني مهني واستقلاليتها الكاملة عن الأحزاب السياسية والطائفية التي تدين بفلسفة الدولة الدينية وأحزاب الإسلام السياسي الفاسدة !!.. وأين أضحى وعده بحل الميليشيات ومنعها من ممارسة أنشطتها المخالفة للدستور ، ويخرج علينا أحدهم قبل أيام ليقول [ الحشد الشعبي هو روح المؤسسة الأمنية والعسكرية ، وهو يعلم يقينا بأن جميع الميليشيات منضوية تحت مضلة الحشد ] !.. شعبنا لمن يصدق ؟.. وما هي المرجعية التي يعود إليها في حالة الخلاف أو الاختلاف في التفسير والتعليل ؟.. وهل ( ضاع الخيط والعصفور ) ؟.. متى إن شاء الله والحكومة الموقرة ، تقوم بالبدء في إعادة استكمال بناء الدولة المدنية الديمقراطية ؟؟.. ، وعلى أساس المواطنة وحق الاختلاف والتعددية ، وكنس الطائفية السياسية والمحاصصة ومحاربة الفساد والقضاء على بؤر داعش وفكره الظلامي الإرهابي ، والكشف عن الفاسدين والمفسدين وحيتانهم الكبار المتربعين على الحكم وبيدهم ناصية القرار ، واسترجاع ما نهبوه الى خزينة الدولة ، وحصر السلاح بيد الدولة وليس بيد الميليشيات والطوائف والأحزاب .. متى ؟؟.. . يا سيدتي !... هذه الأسئلة وغيرها توجه الى الحكومة ورئيسها السيد رئيس الحكومة ، وللسيد رئيس جمهوريتنا !.. ولمجلس النواب ورئيسه والأحزاب المشاركة معهم في صنع القرار وأضم صوتي لصوتك !.. إنهم مسؤولون .. وعلى الشعب أن يخرج ويوجه كل هذه الأسئلة إليهم ويحاسبهم !!.. لحنثهم اليمين وكذبهم وريائهم الذي يمارسوه على الشعب يوميا ومنذ سنوات . وعلى هؤلاء أن لم يكن بمقدورهم الوفاء بما وعدوا به وتحملوا مسؤولية خدمة الشعب ، ولم يمتلكوا الإرادة والقدرة التي تمكنهم من ذلك ؟ .. فعليهم أن يبرروا ذلك أمام الشعب وأمام ضميرهم وأمام ربهم ... ويقولوا نحن عاجزون عن فعل ما وعدنا شعبنا !!... العراق وشعبه يعيش أزمات متعدة ومتجددة ، والوضع الإقليمي والدولي مأزوم ويزداد سخونة وتصعيد ، وكل الاحتمالات مفتوحة على مصارعها ، وربما الى أحداث خطيرة ومتغيرات كبيرة ، وربما ستتعرض المنطقة الى زلزال عنيف ، سيعيد ترتيب الأوراق ، وربما ستختفي قوى وتظهر أخرى على أنقاضها ، والاستعداد لتلك الاحتمالات واجب بل ضروري . والعراق وحكومته والممسكين بالسلطة أن يدركوا ذلك جيدا ، والعراق لا يحتمل المقامرة بمصير بلد وشعب بأكمله فيكفيه ما تعرض له وما يعانيه اليوم . ومن لم يجد في نفسه القدرة في إدارة شؤون البلد ، والحفاظ على أمنه وسلامته وأمن شعبه ، فليخرج ويعلن عن استقالته وتنحيه عن المسؤولية قبل أن تتم تنحيته بالقوة كما في حدث لأقرانكم في الجزائر والسودان . هل لي أن أسألكَ عن البصرة وما تعانيه ، وعن تقاتل العشائر وسيادة العشيرة وأحكامها بديل عن القانون ، وانتشار المخدرات والجريمة المنظمة والاغتيالات ، والضعف الواضح ( للدولة !) وللقانون ، وما أسباب كل ذلك ؟.. نعم سيدتي السبب الحقيقي للذي يجري في البصرة وفي مختلف المحافظات وبشكل متفاوت ، سببه غياب الدولة ، ففي العراق ليس لدينا دولة وبسبب غياب الدولة العادلة ، غاب القانون والقضاء والعدل والمساواة . في العراق الأن هناك مراكز قوى تقودها أحزاب متنفذة ولها مجاميع مسلحة تخضع لإرادة هذا الحزب أو ذاك ، وهذه الأحزاب هي التي تتحكم في مصائر الناس وهي من يفرض قانونها وليس قانون الدولة ودستورها وغياب القضاء ، فالقاضي غير محمي من الدولة وذلك لغيابها كما بينا ، وكل شيء في العراق يدار من قبل هذه الأحزاب المتنفذة ، فبيدها السلاح والمال والإعلام ، وهم يديرون عصابات المخدرات والسلاح والقمار والجنس والتجارة بالبشر وتتاجر حتى بمؤسسات الدولة ، وتتحكم بكل شاردة وواردة ، وكل ما يقال عكس ذلك فهو كذب وتظليل ورياء ، ولا وجود لأي قوة اليوم قادرة على مواجهة هذه الأحزاب ومجاميعها المسلحة ، وهذه القوى مدعومة من خارج الحدود . والفساد أصبح منظومة قائمة بذاتها في ( الدولة ! ) والمجتمع ، وتمثل بحق الدولة العميقة التي كما بينا ، بيدها كل شاردة وواردة ، وحتى تشكيل الحكومة ومنذ سبعة أشهر نتيجة عدم توافق هؤلاء المتنفذين ، ولا يمكن لرئيس مجلس الوزراء أن يأتي بوزير أو وكيل أو أي درجة خاصة إلا بموافقتهم ومن صفوفهم أو من يسير في نهجهم وضمن دائرتهم . هل من أسئلة تدور في ذهنك سيدتي ؟ .. فابتسمت وبشيء من التهكم والشرود، الذي يعكس استهجانها لحقيقة ما عكسته لها وما يجري في عراق اليوم !.. وهل أبقيت لي ما يمكن التعويل عليه والتحاور حوله وتبادل الرأي !.. فكل شيء مظلم دامس وحزين ، وليس ضبابي أو الكأس نصفه مملوء !.. نعم أفهمك سيدتي .. والصورة محزنة .. بل كارثية ونحتاج الى أشبه بالمعجزة !.. والمعجزة اليوم ، هو شعبنا الوحيد القادر على صنع التغيير وخلق المعجزة ، ولا ألغي العامل الخارجي وما يحدث في الخفاء تارة .. وفي العلن وفي وضح النهار تارة أخرى . رغم كل ذلك فالتغيير قادم لا محال ، ومهما أرادت قوى الظلام والتخلف أن تقف ضد إرادة الناس ، فلن تتمكن أبدا من نيل مرادها ، والحياة ستثبت لكل المشككين بحتمية التغيير . إن التغيير سيصبح حقيقة .. طال الزمن .. أم قصر .
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المجد للأول من أيار ..
-
شيء عن الأول من أيار المجيد .
-
رسالة من مخلوقات الكواكب الأخرى !..
-
سؤال يراود الكثيرين .. في أي دولة نعيش ؟..
-
النصر حليف الشعب السوداني .
-
ثقافة الحوار شرط أساس لقيام دولة المواطنة .
-
تعليق على ما يجري في النجف !..
-
خبر وتعليق ؟!! .. على أحلام العصافير !..
-
الحزب الشيوعي العراقي ومهماتنا الوطنية .
-
أين ذهبتم بأخي .. ورفيق .. وصديقي ؟ ..
-
أين سيرسو مركب بلاد الرافدين ؟
-
والدة عبد الغني الخليلي تأكلها الذئاب ؟؟...
-
أفاق قيام الدولة الديمقراطية العلمانية الاتحادية ؟
-
حل الميليشيات الطائفية ضرورة وطنية .
-
وجهتي أضعها تحت المجهر .
-
جريمة الهجوم على دور العبادة في نيوزيلندا .
-
الذكرى السادسة والثلاثون بعد المائة لرحيل كارل ماركس .
-
حادث مروري يودي بحياة عدد من الطلاب في الصويرة !..
-
الشعوب قد تصبر ولكنها لا تستكين !..
-
باقة ورد عطرة الى زوجتي ونساء العالم .
المزيد.....
-
بعد تفاعل محمد بن سلمان.. -مات ليث من ليوث آل سعود- بقصيدة ع
...
-
تحديث.. انفجار طائرة سقطت في فيلاديلفيا بأمريكا قرب مركز تجا
...
-
انتشال جثتي طياري المروحية العسكرية المنكوبة بحادث اصطدام بط
...
-
ما هو تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على كندا والمكس
...
-
ما مستقبل الشراكة بين أميركا والجزائر بعد عودة ترامب؟
-
كارثة جديدة في أجواء أميركا.. كيف سقطت -طائرة الطفل المريض-؟
...
-
القوات الروسية تسيطر على بلدة جديدة شرقي أوكرانيا
-
ترامب يعلق على تحطم طائرة صغيرة في فيلادلفيا
-
سوريا.. فيديو ودلالة هدية أحمد الشرع إلى أمير قطر ورد فعل ال
...
-
السعودية.. فيديو ما فعله وافد يمني ومواطن بالشارع العام يشعل
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|