فاطمة هادي الصگبان
الحوار المتمدن-العدد: 6219 - 2019 / 5 / 3 - 14:31
المحور:
الادب والفن
إهداء / لكل الصامتين ... تغني العنادل حناجرهم
وضع سترته على كتفه ..تأكد من خلع سماعة أذنيه ....قبل المرآة طالبا منها الحظ مثل كل يوم ...تمنى ان تأذن له...حمامة بيضاء مهدبة بجفن ناعس... هادئة كجدول ربيع يسقي العطاش ...تمنى زقزقاتها ليعود الفرح ....تغريدة من لطائف اناملها ...إشراقة غمازتيها ...ظلالها السوداء حين تغادره عيناها الى البعيد ...حرف تائه يستكين اليه قلبه الذي مزقته غرابيب الليل ووحشة الدروب ...أيامه التي أثقلتها المسافات الميتة ...لو أنها تبوح ...في سويدائه جذوة باقية لم تطفئها أصابع الندم ... عناق ما قبل الأخير يعوض ما فاته من جوع ....شفتاها تبث الشوق ..وتهدي القبل ..وتعلن الحنين ..تراه لمن ...هل هناك من ينتظر؟
أمسكت كرة الصوف وبدأت تنسج افكارها ...عيناها زائغتان لذاك الغريد الفتي ذو الريش الملون ...متى ستسمع أغنياته ...تسمع ...تحسست جيبها ...قلبت سماعة النجاة ...لامست بطنها الناحلة ...تنهدت ونظرت ساهمة الى السماء...
أنى لذاك الفجر يرتدي وشاحها ...والافنان تمنحها أكسير الحياة ....
وذاك العندليب يسكن لسانها العقيم ..ربما بلبلته في مكان ما تنتظر ...ليرقصا تغريدة الشمس ....
تدحرجت كرة الصوف لتعلن اللقاء ...
بلبلة خرقاء قطعت الوصال ...
مطالبة بتحرير عربتها افي المرآب..
حملت أحزانها وأبتعدت...تسحق الأوراق الصفراء على عزفها المنفرد...
منحته الحسناء قبلة وعناق...
لقبوله مساعدتها ..
عاد ...مقعد رمادي وبقايا من الصوف
...وضع سماعته وذهب...
#فاطمة_هادي_الصگبان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟