عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 6218 - 2019 / 5 / 2 - 21:01
المحور:
الادب والفن
لا أنكر الشوق
لاأنكرَ الشوقَ فالأشـــــوقُ ميداني
قد كان قبل النوى ســري وإعلاني
عاهدتهُ بالهوى يومــــاً وعاهدني
فخانَ عهدي وبالهجــرانِ جازاني
ما كانَ أحرى بقلبي أن يجازيَهمْ
بما بدا منهمو هجـــــراً وأحراني
الشوقُ يا صـــاح داءٌ لا دواءَ له
ثوى بروحي فأشـــــقاني وآذاني
ما عادَ سرّاً فقد فاضَ الأسى علناً
حتى ترى منه فــي آماقِ خُلاّني
أسكنتهُ القلبَ حتى صارَ موطنَهُ
وصار في دفتر الأيـــــامِ عنواني
سجنتُ قلبي بزنزانـــــاتِ فتنتهِ
فصارَ بعد ذهــاب العمرِ سجّاني
قلبي حزينٌ ونفســي لا تُطاوعُني
كأن قلبي ونفســـــــي فيّ ضدّانِ
هذا يحنُّ إلى عشـــــقٍ غدا خبراً
وتلكَ ترغــبُ أن تحـظى بسلوانِ
صارا عدوّين لا يُرجـى وفاقُهما
شتانِ بينهما شــــــــــــتانِ شتانِ
قلبٌ تعلقَ بالأوهــــــــامِ معتقداُ
أنّ ابتعــــــــــادهمو يومٌ ويومانِ
لكن بوم النوى باحــتْ بما كتمت
ففاضَ من مدمعيْ عيــنيّ نهرانِ
الريحُ تعلمُ قد باحــــتْ بما عَلِمَتْ
أن الحبيب لهُ فــــي الصدرِ قلبانِ
قلبٌ تعلل بالأســـــــبابِ معتذرا
وثَمّ آخرَ قال البعــــــــد أنساني
بكى فؤاد الفتى مـــن حرّ لوعتهِ
وما يزال ونحــــنُ الآنَ شيــخانِ
وراح يخلعُ نبضاً كـــان يسترهُ
وصاح بالناسِ أني محضُ عُريانِ
وقَدّ من قُبُلٍ صــــــدري ليتبعه
وقالَ موتُكَ والهجــــرانِ سيّانِ
وراحَ يفتقُ بي جرحـــــاً أرتّقهُ
وقد درى أنه فــــي ذاكَ أرداني
السبعُ لو جاعَ لا يصطاد صاحبهُ
من الأسود عفيـــــــفٌ غيرُ منّانِ
فقلتُ واعجباً مــــن غائلي عجباً
وكيف يفتكُ إنســـــــــانٌ بإنسانِ
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟