|
تسونامي مع في وعاطفي 2
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6217 - 2019 / 5 / 1 - 20:17
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
تسونامي معرفي وعاطفي 2 ( فكرة اللانهاية المتعددة ، مع علاقات الكم والنوع ) 1 في نصوص سابقة عديدة ناقشت فكرة المنطق التعددي ، منطق العلم والمستقبل ، بالمقارنة مع المنطق الثنائي المشترك _ الدغمائي غالبا _ والسائد عالميا ، في مختلف العلاقات الدولية ... حتى الحقوقية والعلمية منها أيضا للأسف الشديد . ما يزال المنطق الثنائي محور الفلسفة والآداب والفنون بغالبيتها المطلقة ، أيضا للأسف . مثال نموذجي للمنطق الثنائي : تقسيم الواقع إلى مستويين فقط : 1 _ الوجود بالقوة . 2 _ الوجود بالفعل . وقد شرحت بشكل تفصيلي ، أنه بعد إضافة البعد الثالث 3 _ الوجود بالأثر يتغير كل شيء . فتتوضح الصورة ، وخصوصا اتجاه الزمن ، المعاكس لاتجاه الحياة : من الوجود بالقوة ، إلى الوجود بالفعل ، وأخيرا الوجود بالأثر والماضي ، حيث التاريخ والآثار والذكريات والأحداث المتنوعة والمختلفة بلا استثناء....تبتعد كل يوم أكثر من سابقه في الماضي أبعد ، فأبعد . .... بعد ذلك ، بعد فهم اتجاه الزمن الحقيقي ، تبرز أسئلة وتصورات جديدة ومتنوعة !؟ المستوى الأول أو المرحلة الأولى : التحول من المستقبل إلى الحاضر ، يحدث صدفة من بين احتمالات مجهولة بطبيعتها . وهو الموضوع المحوري لفيزياء الكم ، حيث النتائج احتمالية وتتغير من تجربة لأخرى ، بصرف النظر عن شخصية المجرب . بعبارة ثانية ، موضوع فيزياء الكم التحول من الوجود بالقوة إلى الوجود بالفعل ....العلاقات داخل نواة الذرة وجزيئاتها الأصغر . المرحلة الثانية تختلف بشكل نوعي عن الأولى : الحاضر والموجود بالفعل يتحول إلى الماضي والوجود بالأثر فقط . التحول في المستوى الثاني يحدث بشكل تكرار ثابت ، ويقبل الملاحظة والتعميم والاختبار بدون استثناء . وهو الموضوع الثابت لعلم الفلك ، الذي موضوعه الماضي البعيد للمجرات والنجوم ، وهو ثابت بطبيعته كونه مجرد صورة عن الماضي . بعبارة ثانية ، الوجود بالأثر ثابت لا يمكن تغييره بشكل فعلي . المستقبل بداية ، والحاضر علاقة تفاعل ثابتة ، نتيجتها الماضي الجديد _ الذي يتشكل للتو ؟! ومن البديهي أن يكون السؤال : هل ينقص المستقبل والحاضر ؟! طالما أنه دائم التحول إلى الماضي . وتساؤل آخر أيضا ، هل يتزايد الماضي على حساب المستقبل والحاضر ؟! لكن اتجاه الحياة المعاكس بطبيعته لاتجاه الزمن ، يعقد الصورة أكثر ... حيث اتجاه الحياة الثابت : من الماضي إلى الحاضر إلى المستقبل. .... ويبرز سؤال جديد عبر هذا المنظور ؟ هل الكون نظام مغلق ، أم مفتوح ، أم أنه شكل جديد ، يختلف عن تصوراتنا كليا ؟؟! شخصيا أرجح الاحتمال الثالث ، أن يكون الكون نظاما مختلفا عن بقية النظم المعروفة حاليا ، وربما بساطته تفوق التصور ! لكن مثل هذه الأفكار ، هي في عهدة المستقبل ، ولا نملك في الوقت الحاضر سوى الاستنتاج والتخيل ضمن الحدود المنطقية . .... 2 ما الذي يحدث بعدما نفقد فكرة ، كانت قبل لحظات واضحة تماما في الذهن والوعي ، لكن الذاكرة لم تسجلها ....بسبب حدث ، أو مثير مفاجئ أو لاختلافها النوعي عن غيرها . ونعرف بحكم التجربة المتكررة ، أنها ضاعت إلى الأبد . هذه الحلقة المفقودة بين الفكر والشعور والانتباه والسلوك ، أو بين العقل والجسد ، ما تزال شبه مجهولة . وأدعوك إلى التفكير الهادئ بها ، وتأملها.... العلاقة بينهم محور هذا النص مع الحلقات القادمة .... ظاهرة زايجارنك ، تلقي بعض الضوء على تلك الخبرة عندما نكون في جلسة حوار ، ويتحدث أحد الحضور عن فكرة ، ولدينا ملاحظات إيجابية أو سلبية ، يمكننا عادة أن ننتظر دورنا في الكلام ( دون أن ننسى ما نريد قوله ) ، وهذا على العكس من النسيان الفجائي في الفقرة السابقة . ظاهرة زايجارنك موجودة في موسوعة الدكتور عبد المنعم الحفني _ وله الفضل السابق واللاحق لكثير من الأفكار التي ترد خلال كتابتي _ وهي تلقي الضوء على الذاكرة والخيال أيضا ، وتفتح الأفق على تصورات جديدة ، ومدهشة . 3 ما هي اللانهاية ؟! مجرد كلمة أو عبارة تصف المجهول . وطالما أن لا أحد يعرفها ، أو يمكنه اثباتها بشكل تجريبي أو حتى منطقي ، لا توجد كلمة أو فكرة تحددها بالفعل . يشبهها المجهول ، المطلق ، البداية الأولى ، النهاية الأخيرة ....وغيرها . لكن في ذلك مغالطة ثنائية ، لغوية وفكرية بالتزامن . في حالة الفرد ، امرأة أو رجل أو طفل _ة ، عادة ما تكون الحدود واضحة بين المعلوم والمجهول ، أيضا بين المحسوس ( ما يوجد ضمن مجال الحواس وفي عتبتيها الدنيا والعليا بالتحديد ) وبين غير المحسوس أو المجازي . تحتاج الفكرة إلى بعض التأمل ... لكن ، ومع عدم إمكانية تحديد اللانهاية بشكل لغوي وفكري ، كلنا نعرفها ونفهمها ؟ مثال الزمن ، لكن الأكثر وضوحا اللانهايات المتعددة !؟ .... اللانهايات المتعددة ، تلاعب بالألفاظ ومغالطات ضمنية ومضمرة أم حقيقة ؟! بعمر 59 فهمت فكرة اللانهايات المتعددة ، أيضا وجود لانهاية أكبر أو أصغر من سواها ، والظريف في الأمر كان ذلك من خلال فيلم أجنبي ، وبفضله !؟ والمثال من الفيلم نفسه : بين الرقمين 0 و 1 عدد لا نهائي من الأرقام أو لانهاية1 . أيضا بين الرقمين 0 و 2 عدد لا نهائي من الأرقام أو لانهاية2 . والآن ، بشكل بديهي ، اللانهاية 2 أكبر من اللانهاية 1 . بالنسبة لي حدثت إضاءة عقلية مزدوجة ، في الذاكرة والخيال .... تسونامي معرفي وعاطفي بالفعل ، وهذا ما أرغب بنقله إليك ....غبطة المعرفة الجديدة . بعد تغيير طريقة التفكير ، تحدث ولادة جديدة بالفعل . .... 4 التحولات الكمية والنوعية ، قضية فلسفية كلاسيكية ومحورية . بقيت بدون حل علمي ، منذ نشأتها . والسبب بسيط جدا ، يتعذر حل معادلة من الدرجة الأولى بمجهولين . بعبارة ثانية ، المنطق الثنائي لا يكفي لتفسير سلوك وخبرات الانسان المعاصر . توجد فكرة كلاسيكية أيضا ، وهي جدلية بطبيعتها : الرشوة والهدية . تشبه الشكل والمضمون أو هنا وهناك أو الداخل والخارج وبقية الثنائيات الجدلية . يتعذر حلها في دولة فاشلة ومجتمع قديم ( كل مجتمع قديم عنصري بطبيعته ) . بينما في الدولة الحديثة استبدل المنطق الثنائي بالمنطق العملي والتعددي ، الواضح بطبيعته . وهذه الفكرة ناقشتها سابقا ، بشكل تفصيلي عبر نصوص منشورة على الحوار المتمدن . .... سأختم مع مثال معروف ، ومبتذل ، أيضا ناقشته سابقا وأذكره باختصار شديد : " انصر أخاك ظالما أو مظلوما ". ضمن المنطق الثنائي ، يتعذر فهم العبارة . أو الاتفاق على معنى محدد لها . لكن بسهولة تتضح العبارة ، بعد نقلها إلى المنطق التعددي ؟ في المنطق الثنائي لا يوجد تمييز بين الأخلاق والقيم . في المنطق التعددي الأخلاق نظام اجتماعي ، دائري ومغلق . بينما القيم نظام انساني ، فردي ومشترك ، تراتبي ومفتوح . والآن بسهولة يمكن فهم العبارة : تفضيل الأخلاق على القيم . أو تفضيل علاقات الأخوة والقرابة ، وهي من ضمن النظام الأخلاقي ، على القيم . العدالة والمساواة وتوحيد المعايير ، هي من القيم الإنسانية ( الفردية والمشتركة ) الأساسية . .... ملحق 1 توجد حقيقتان في حياة الانسان المعاصر ، الأولى حقيقة منطقية وعلمية _ محددة بدقة ووضوح _ وهي ثانوية بطبيعتها ، والثانية عاطفية وشعورية غامضة ولا محدودة . الحقيقة المنطقية يمثلها الفكر واللغة . بينما الحقيقة الشعورية والعاطفية هي نحن .... أنت وأنا . يوجد مثال بسيط على الفكرة : هل جربت النوم مع وجود بعوضة في الغرفة !؟ .... ملحق 2 يمكن الآن ، بعد فهم طبيعة الحاضر ، إعادة طرح السؤال المركزي عند هايدغر : ما هو الأهم ، الذي لا يتقادم ، أو لا تتغير درجة أهميته مع تغير الظروف والأحوال ؟ سوف أحاول الإجابة على السؤال لاحقا ، عبر نصوص قادمة . .... ملحق 3 لماذا لا يتغير الحاضر كميا ، مع أن التغير النوعي للحاضر ظاهرة عامة ومشتركة ؟ الحاضر لا يزيد ولا ينقص . ربما يكون السؤال شبيها بسؤال ستيفن هوكينغ : لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل ؟ لم يتغير رأيي بسؤال هوكينغ ، هو ببساطة سؤال سطحي وساذج ؟ المستقبل لم يصل بعد . سؤالي عن الحاضر ، هو تكملة لبعض أسئلة هايدغر وهاجسه الجوهري : الحضور . كيف يحضر الانسان بالفعل هنا _ الآن !؟ ربما يكون السؤال سطحيا ، وسخيفا بالفعل ، أو ربما يكون الخطوة الأولى لتكوين تصور جديد ؟! للبحث تكملة ...
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تسونامي معرفي وعاطفي ، آت
-
الارادة الحرة والصحة العقلية ...
-
شكرا للألم ...تكملة
-
شكرا للألم 2
-
شكرا للألم
-
رواية الزمن _ الخاتمة
-
رواية الزمن 4 ، 1
-
رواية الزمن 3 ، 4 مع خلاصة الفصل
-
رواية الزمن 3 ، 3
-
رواية الزمن 3 ، 2
-
رواية الزمن ، الفصل الثالث
-
رواية الزمن _ هامش الفصل الثاني
-
رواية الزمن 2 ، 3
-
رواية الزمن 2 , 2
-
رواية الزمن 2 , 1
-
رواية الزمن _ هوامش الفصل الأول
-
رواية الزمن 5 مع الاسبق
-
رواية الزمن 4 ، 3
-
رواية الزمن 3
-
رواية الزمن 2
المزيد.....
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
-
عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا
...
-
إعلام: الجنود الأوكرانيون مستعدون لتقديم تنازلات إقليمية لوق
...
-
مصر.. حبس الداعية محمد أبو بكر وغرامة للإعلامية ميار الببلاو
...
-
وسائل إعلام: هوكشتاين هدد إسرائيل بانهاء جهود الوساطة
-
شهيدان بجنين والاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة
-
فيديو اشتعال النيران في طائرة ركاب روسية بمطار تركي
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|