احمد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 6216 - 2019 / 4 / 30 - 19:57
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
جولة في فضاء الذاكرة والوعي.
(الشعب يريد اسقاط النظام) هذا الشعار الغامض والمبهم، كان مهما من الناحية التعبوية، لكنه ملتبس كليا من الناحية السياسية والمنهجية. اغلب من اطلقوه قصدوا بالنظام حكم مبارك وحاشيته، واخرون استعملوه تعبيرا عن غضب ورفض وليس كمطلب واضح المضمون والخطوط.
ما هو هذا النظام الذي يريد "الشعب" اسقاطه، بل ومن هو "الشعب" الذي يرغب ويستطيع اسقاط النظام؟
هل هو "الدولة؟" ام السلطة السياسية؟ ام الشكل السياسي للحكم؟ ام التنظيم الراسمالي للمجتمع والاقتصاد؟
هل نطيح بالراسمالية لننقذ "الشعب" منها، ام نطيح بالديكتاتورية لننقذ حكم الراسمالية المصرية بديموقراطيتها المزعومة؟
ما هي تلك ”العدالة الانتقالية“ التي تقترحها المؤسسات الدولية والحقوقية.؟
أي عدالة يقصدون؟ وانتقال من ماذا الي ماذا؟؟؟؟
الم يكن شيء مخزي كليا ويعكس الضعف والتخلف الذي كان عليه وعي الثورة حين تم اختزالها في شعار "تمكين الشباب" .. ماذا كان هذا الهراء؟ وما معنى "ثورة الشباب" التي حاولوا تسييدها بواسطة الاعلام وائتلافات البرجوازية الصغيرة العقيمة. بل وما مدى السخف الذي انتشر تحت شعارات (دولة العواجيز) ... لتتحول المعركة والصراع والثورة والاهداف الى حرب بين الشباب والعواجيز دون اى بعد او دلالة ذات معنى. تفريغ تام من اى معنى سياسي او اجتماعي.
كل تلك المفاهيم التي حولت وعى الثورة الى عبث مراهقين وتشويش على كل معنى حقيقي وهام للثورة ومداها الاجتماعي بل وحتى السياسي. هذا العبث الذي تقابل بعبث لا يقل عنه ممثل فى شعار "سلطة الميدان" ...
ما هو هذا الميدان الذي طالبوا بسلطته؟ وما مضمونه الاجتماعي او حتى السياسي؟ وكيف سيحكم - ولا مؤاخذة - الميدان؟
كل هذا الهراء رافق الثورة منذ بدايتها، تلمس النظام فيه عوامل مساعدة فى الربكة والتشويش وتصفية اى محتوى حقيقي للثورة فساعده اعلاميا وتوسع فيه وشارك فى انتشاره.
انساق الكثير ”منا“ الى مجاملة هذا العبث، واحيانا تصديقه والسير خلفه، وتلك خطيئة لا نعفى مرتكبها. افهم ان اشخاص بدئوا لتوهم عمل سياسي، او شاركوا في بضعة مظاهرات غاضبة دون اى فهم سياسي أو خبرة او حتى نقاشات هامة، يسقطوا فى هذا اللغو الاجوف، لكن لا اسامح الاخرين.
أي نظام ؟ السؤال الجوهري الاساسي الذي علينا ان نجيب عليه أولا قبل التطرق الي اى شيء اخر.
#احمد_حسن (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟