فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 6216 - 2019 / 4 / 30 - 17:48
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
مع إستمرار مسلسل الفشل والتراجع والهزائم السياسية المتکررة لنظام الفاشية الدينية وبعد أن صار مفضوحا على مختلف الاصعدة ولم يعد بوسعه أن يمارس کذبه ودجله خصوصا بعد أن تم تضييق الخناق عليه وصار من الصعب عليه أن يناور ويلعب على الحبال، فإنه کما يبدو لم يجد أمامه من طريقة ووسيلة لکي يحافظ على رباطة جأشه ولاسيما أمام جلاوزته وعملائه ومرتزقته في بلدان المنطقة، سوى الکذب، ولاسيما عندما تم الاعلان عن إن مخابرات النظام قد تمکن في العام الماضي تم تفكيك 116 خلية على علاقة بمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية على مدار العام الماضي!
هذه الکذبة الجديدة التي أعلنها النظام، جاءت بعد أن نجحت منظمة مجاهدي خلق خلال العام الماضي وهذا العام من القيام بنشاطات وتحرکات واسعة النطاق في داخل وخارج إيران ونجحت في توجيه العديد من الضربات الموجعة وتحقيق إنتصارات سياسية کان وقعها على النظام أشد وأقسى من أي شئ آخر،ولأن نشاطات معاقل الانتفاضة من أنصار منظمة مجاهدي خلق قد توسعت دائرة نشاطاتها لتشمل سائرأرجاء إيران ولأن النظام يعلم جيدا بأن المنظمة عندما تواصل نشاطاتها بإستمرار ولايمکن توقيفها، فإن ذلك يعني بأنه سيسفر عن تحول نوعي يقود الى إنتصار جديد ضد الملالي، ولذلك فإن النظام ولکي يتدارك الامر ويغطي على هزائمه المنکرة ولکي يرفع من المعنويات المنهارة لجلاوزته وعملائه، فإنه لجأ الى کذبة تمکنه من تفکيك 116 خلية على علاقة بمنظمة مجاهدي خلق، والنظام مجبر على ذلك لأنه لايملك أي جهد نوعي ضد المنظمة على أرض الواقع لکي يباهي ويتفاخر به.
الصراع الجاري بين منظمة مجاهدي خلق وبين النظام الايراني، هو صراع يمکن إعادة جذوره ليس الى بداية تأسيس هذا النظام بل وحتى الى عهد الشاه، ذلك إن النظام الديني المتطرف الاستبدادي ونظام الشاه البوليسي الديکتاتوري، هما وجهان لعملة واحدة، فکلاهما منهمك بمعاداة الشعب الايراني وقواه الثورية الوطنية وبمصادرة الحريات، ولذلك فإن رفض المنظمة ومنذ البداية لهذا النظام کان من باب إنه يمثل إمتدادا للديکتاتورية الملکية ولکن مع إستبدال التاج بالعمامة.
الانتصارات السياسية الظافرة والباهرة لمنظمة مجاهدي خلق على النظام الايراني والتي صار يعاني منها الامرين وتبدو الاثار واضحة عليه، خصوصا وإن هذه الفترة تحديدا تشبل التي سبقت سقوط النظام الملکي، ولذلك فإن النظام في عجلة من أمره لکي يداري عجزه ورعبه بکذبة نوعية وليس هناك من أفضل أن يدعي إنتصاراته الوهمية على مجاهدي خلق!
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟