أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - في الطريق إلى أربيل














المزيد.....

في الطريق إلى أربيل


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 6216 - 2019 / 4 / 30 - 11:29
المحور: كتابات ساخرة
    


إتصلَ بي حمكو قبل مُدّة وإقترح ان نُسافر أنا وهو ، في صباح اليوم التالي ، إلى أربيل ، لزيارة معرض الكتاب الدولي ، والعودة في نفس اليوم .. ولأن العَرض مُغرٍ ولا سيما بعدَ قولهِ بأنه سيجلب معهُ " كليجة " لنأكلها في الطريق ، فأنني وافقتُ على الفَور ! .
يمكن القَول بأن نصف المسافة بين دهوك وأربيل ، تقريباً ، شارع لا بأس به .. لكن المُصيبة في النصف الثاني ، حيثُ من غير المُنصِف تسميته بشارعٍ رئيسي بين مدينتَين أو كما يحلو لنا أحياناً ، تسميته بالطريق الذي يوصل الحدود الدولية مع تركيا ، بالعاصمة أربيل .. ففي العادة عندما يكون الطريق فيه بعض الأماكِن السيئة ، نقول بأن " الشارع فيه بعض الحُفَر والطّسات هُنا وهُناك " ، لكنَ طريقنا العتيد هذا ، يصحُ فيهِ القَول أنهُ عبارة عن ( حُفَر وطّسات فيه بعض الشارع هُنا وهناك ! ) .
كُنتُ أسوقُ وأبدي تَذّمُري كُلّما إضطرَرْتُ للنزول في حُفرة ، إذ لا أستطيع تفاديها لأن هنالك سيارات قادمة و " الشارع " ضّيِق أصلاً .. ولكن الذي أزعَجني أكثر ، ليس الحُفَر والطسّات .. بل شَماتة حمكو الجالس إلى جانِبي ، مع طيف إبتساماته الخبيثة ! . قُلتُ لهُ بعصبية :
- ألا تخجل ياحمكو ؟ تراني أكادُ أنفجِر من الغيض بسبب هذه الحُفَر اللعينة ، فتبتَسِمْ ؟ أتضحكُ فوق ذلك ؟ الذنب ليسَ ذنبك ... ذنبي أنا الذي إستمعتُ إلى إقتراحِك الأحمق بالذهاب إلى أربيل .
* على مهلك يارجُل .. لماذا أنتَ غاضِب هكذا ؟ وماذنبي أنا ؟ هاكَ إشرب قليلاً من الماء وإستهدي بالله .. ألا ترى بأنَ العملَ جارٍ على قدمٍ وساق .. أنظُر أن عمال ومهندسي هذه الشركة ، يعملون حتى في هذا الجو المُمطِر ، من أجل الإسراع بإنجاز الشارع الجديد . ألَمْ تزعل مني قبل فترة وإتَهَمْتَني بأنني أتذمّر وأنتقد الاوضاع دائِماً ؟ .. ها أنتَ تفعل ذلك .. أنها مُجّرد طّساتٍ بسيطة يارجُل .
- طّسات بسيطة ؟ أتُسّمي هذهِ الحُفَر والتكسُرات والإنبعاجات .. بسيطة ؟ ... نعم أن شركة المقاولات تعمل حقاً .. ولكن ألَم يكُن من الضروري عمل تحويلات معقولة قبل البدء أصلاً ؟ وإعفاءنا من هذا التعذيب ؟ .. الذي يغيضني هو ان جميع المواد التي تُستَخدَم في أعمال التبليط وصيانة الطُرُق ، مُتوَفِرة مَحلِياً ولا تُستَورَد .. ومِئات المهندسين والفنيين مُتكدسين في مديريات ودوائر الطُرق والجسور وتفرعاتها وحتى هنالك مكائن كافية ... لا أفهمُ لماذا شوارعنا بائِسة إلى هذه الدرجة ؟
* ماذا دهاكَ يارجُل ؟ هل تُلَمِح إلى تقصير الحكومةِ لا سامحَ الله ! . ألا تأخُذ بنظر الإعتبار الظروف الإستثنائية التي مررنا بها منذ 2014 وتهديد داعش ، وفوق ذلك قطع الحكومة الإتحادية لحصتنا من الموازنة ، والأزمة الإقتصادية والمالية الحادة الناتجة عن إنخفاض سعر النفط ؟ هل كُنتَ تريد أن تقوم الحكومة بتبليط الشوارع وصيانتها ، بدلاً من الوقوف بوجه هجمات وتهديدات داعش ؟
- واللهِ ياحمكو .. أشعرُ وكأنكَ تتعمدُ إثارة غضبي وكأنما تنتقمُ مِنّي لأنني إنتقَدْتُكَ قبل فترة ... يالكَ من رفيقِ سَفرٍ مُريح ! . بما أنني أمتلِكُ صديقاً مِثلكَ فلستُ بحاجةٍ لِعَدو ! .
في تلك اللحظة مَرَقتْ سيارة مُسرِعة على حُفرةٍ مليئةٍ بمياه المطر ، فرّشَتْ وَحْلاً مُعتَبَراً على واجهة سيارتنا .. فلعنتُ سنسفيل أجداد السائِق .. ولمحتُ حمكو الذي كان يكظمُ ضحكةً مكتومة ! .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفاؤل
- بُقعة ضوء على مايجري في أقليم كردستان
- تموتُ .. عندما لا يتذكرك أحَد
- حِوارٌ حَمكوي
- ضوءٌ على جَلسةٍ برلمانية
- يشبه الحكومة
- حمكو الحزين
- حمكو .. وأزمة فنزويلا
- بَلَدٌ عجيب وشعبٌ غريب
- وصية المرحوم
- أللهُ أعلَمْ !
- أُمنِياتٌ مُؤجَلة
- براءةٌ وحُسنُ نِيّة
- تعبنا ومللنا من الحروب
- أحترِمها .. لكني لَسْتُ مُقتنِعاً بها
- هَلْ مِنْ مُجيب ؟
- اللاجئين ... نقمةٌ أم نِعمة ؟
- حمكو والسُعال
- ش / ع / ن
- ال PKK في الأقليم .. وجهة نَظَر


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - في الطريق إلى أربيل