سوسن شاكر مجيد
(Sawsan Shakir Majeed)
الحوار المتمدن-العدد: 6214 - 2019 / 4 / 28 - 10:02
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
اعتاد الباشا نوري السعيد الخروج صباح كل يوم بسيارته مع سائقه ومرافقه متجها الى مقر عمله (مجلس الوزراء) حيث يمر بساحة الميدان وذات يوم واذا برجل مشاكس رث الملابس وعلى وجهه امارات الفقر والعوز والثمالة يقف في ساحة الميدان اثناء مرور سيارة الباشا ويصرخ باعلى صوته (باشا… باشا) ويطلق من فيه (صوتاً) طويلاً (صوتاً نشازاً يدل على السخرية والاستهزاء) ابتسم الباشا وتجاهله ظنا منه بانه انسان مجنون معتوه وتكرر المشهد في اليوم التالي حيث وقف هذا الرجل وفعل نفس الفعلة على اثر ذلك طلب المرافق من الباشا ايقاف السيارة وتاديب هذا الرجل المشاكس ورميه في السجن الا ان نوري باشا رفض ذلك وقال: اتركوه وشأنه لان هذا الرجل المشاكس اذا ضرب وسجن فان المعارضين للحكومة في البرلمان سوف يقلبون الدنيا وسيفخمون الامر ويجعلون من الحبة كبة ويشنون حملاتهم الاعلامية علينا بعدما يؤولون الامر بخلاف حقيقته ويصيغونه ضدنا.
في اليوم التالي تكرر الامر نفسه فطلب الباشا من سائقه التوقف امام ذلك الرجل المشاكس المتمرد كما طلب من مرافقيه عدم الترجل من السيارة واخرج الباشا وجهه من نافذة السيارة ونادى على الرجل وقال له: (منعول الوالدين مدكلي شتريد مني..؟) فاجابه المشاكس: (باشا… الله يخليك اريد اتكلم مع جنابكم، وما لكيت غير هذه الطريقة للوصول اليكم) فرد عليه الباشا: ماذا تريد مني يا ابله؟ فقال الرجل المشاكس: (اني مفلس وما عندي فلوس اشتري بها طعام وعرق وصار لي اسبوع دايخ وما اعرف شسوي، وناس في المقهى نصحوني الى هذه الطريقة لمقابلتكم وطلب المساعدة لاني بملابسي هذه الوسخة لااستطيع مراجعة مكتبكم باشا)..
وابتسم الباشا وهدأ روعه واخرج من جيب سترته دينارين واعطاهما اياه وقال له: هذه الطريقة في مقابلتنا غير مؤدبة واياك ان تكررها معنا، وعليك ان تعمل ولا تبقى عاطلا وصعلوكا تتهجم علينا بهذه الطريقة واذا فشلت بالحصول على العمل او الفلوس تعال الى مكتبي واننا سوف نساعدك واعطاه كارتا فيه اسم مرافق الباشا يبرزه عند المراجعة فرح الرجل المشاكس بمكرمة الباشا نوري السعيد والتي جاءت بعد هذه المغامرة الجنونية التي لم يعاود بعدها تكرارها.
#سوسن_شاكر_مجيد (هاشتاغ)
Sawsan_Shakir_Majeed#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟