عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 6212 - 2019 / 4 / 26 - 03:18
المحور:
الادب والفن
أمنْ غابة الزيتون
أمنْ غابةِ الزيتــونِ أم غابةِ النخلِ
أتيتَ لسبيِّ الناسِ بالرمـشِ والكُحلِ
وشعرٍ كأن الليلَ يخـــــــــلعُ بُردَهُ
عليه فيغري العاذلاتِ على العذلِ
يغيرُ على الكتفينِ مثـــــــلَ كتيبةٍ
من الخيلِ دُهمٍ جامحـاتٍ بنا جُفلِ
ووجهٌ حباهُ اللهُ حُســـــناً ورونقاً
إذا سرّهُ شيءٌ تبسّـــــــمَ كالطفلِ
مُنيرٌ كبدر التمّ ليــــــــــــلةَ ظلمةٍ
يؤججُ أضـــلاعي فقلبي بها يغلي
تروغُ منَ العشّــــاقِ مثلَ غزالةٍ
مطولٌ إذا ما عاهدتكَ على الوصلِ
تعقّبها قلبي على وقــــــــعِ نبضهِ
فلا تعذلوا قلبـي ولا تحقروا شكلي
فإن فؤادي ما يزالُ مُرَفــــــــــرِفاً
بجسمٍ تخطاه الهـــــوى مُنهكٍ كَهلِ
ولو أشرقتْ أنوارُهُ فـــــــوقَ قريةٍ
تداعتْ بخيلاتِ النفـوسِ إلى البذلِ
شهيٌّ كأنّ الجائعيــــــن على الطوى
يبتون إذ ألهى الجيــــــاعَ عن الأكلِ
فبستانُهُ يزهــــــــــــــــو بكل ثمارهِ
كأن لم ترَ العينان بعـــدي ولا قبلي
كأنّ نضيجاً مـــــــــن عناقيدَ تشتكي
وتطلب قطفاً باليديـــــــــنِ من الثُقلِ
تمنيتُ من تُفّــــــــــاحهِ كأسَ خمرةٍ
فأثملني من خمرةِ المُقَـــــــلِ الشُهلِ
فكيفَ بحالي لو حظيـــــــــتُ بقبلةٍ
لأرشفَ مـــــن ثغرٍ برودٍ على مهلِ
وأعلمُ أني في الرؤى كنــتُ سابحا
وإنّ التي في القلبِ قد قطعَتْ حبلي
وأنّى وصالي والخفيـــــــــرُ مدججٌ
بأسلحةٍ فتاكةِ القـــــــــولِ و الفعلِ
أغارتْ على قلبي الهمـوم وأطلقتْ
كتائبَ آهــــــــــــاتٍ تجدُّ إلى قتلي
فإن بقيَتْ ممنـــــــــــوعةُ لا أطالُها
أموتُ فهل موتُ المحـبِّ من العدلِ
وقالوا جزافاً إنما الشيـــخُ قد صبا
فقلتُ تحروا جيـــــــداً تجدوا مثلي
وتلكَ أمانٍ مــــــــــــــا تزالُ بعيدةً
تُشجعها نفســـــــي ويحبطُها عقلي
لأنَّ قِطافَ الورد فــــي غير حينه
حرامٌ وإسفافٌ وضـربٌ من الجهلِ
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟