أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - رؤساء الدول العربية لا يتعلمون ممن سبقوهم في الحكم: سيسي مصر نموذجاً!















المزيد.....


رؤساء الدول العربية لا يتعلمون ممن سبقوهم في الحكم: سيسي مصر نموذجاً!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 6211 - 2019 / 4 / 25 - 14:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشير قوانين التطور الاجتماعي إلى أن العالم كله يسير نحو التقدم بشكل عام، ولكن ليس بالضرورة كل أجزاء هذا العالم تحقق ما توصل إليه بقية العالم من تقدم حضاري، بل يمكن أن تحصل زگزگزات أو ارتدادات في هذا البلد أو ذاك أو حتى في مجموعة من الدول في هذه القارة أو تلك من قارات العالم الخمس. هذا الواقع نجد تجليه في حقيقة التطور الحضاري المستمر والتقدم العلمي المتواصل وما يطلق عليه بالثورة التقنية، أو الإنفوميديا، في حين يلاحظ إن العالم العربي في تراجع شديد، فيما عدا استهلاك بعض ما ينتج في العالم المتحضر، ولاسيما تلك التي تملك مواداً أولية ذات طبيعة استراتيجية كالنفط والغاز. أما الموقف من الدولة الديمقراطية والمجتمع المدني العلماني والحريات العامة والحياة الديمقراطية وحقوق الإنسان فهي في تدهور استثنائي مستمر، رغم الهبَّات والوثبات والانتفاضات الشعبية التي تنطلق من هذه الدول ضد النظم الحاكمة فيها، وضد الحكام المستبدين، وضد الأوضاع المأساوية والكارثية المشينة التي تعيش تحت وطأتها شعوب هذه المنطقة من العالم، وخاصة الدول العربية.
فلو أخذنا مصر كنموذج لما يرمي إليه هذا المقال، وهي الدولة التي كان ولا يزال العرب يعتبرونها "أم الدنيا" والدولة القادرة على أن تلعب دورها المهم في دفع الدول العربية إلى الأمام في مجال التقدم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والحضاري عموماً، يجد المتتبع إنها تعاني قبل غيرها من أقسى صور التجاوز على الحريات العامة والحياة الديمقراطية وحقوق الإنسان، كما إنها من الدول الأكثر معاناة من البطالة والفقر والحرمان بالنسبة للغالبية العظمى من سكانها، وبينهم عائلات كثيرة لم تجد مكاناً لعيشها سوى سراديب المقابر. في هذه الدولة العربية التي بلغ عدد سكانها في هذا العام (2019) أكثر من 98 مليون نسمة، عدا العدد الذي يعيش في الخارج والذي يقدر بـ 10 مليون نسمة، (انظر: الإحصاء يكشف عدد سكان مصر الآن، موقع البوابة نيوز في 01/01/2019)، إذ "أن مصر احدى الدول التي تعيش هاجس انتشار الفقر بين المواطنين، حيث يرزح 30 مليون مصري تحت خط الفقر المدقع، إضافة إلى ارتفاع عدد العاطلين عن العمل إلى 3.5 مليون، وذلك وفق إحصائيات رسمية". (أنظر: ثوريا قاسمي، 30 مليون مصري تحت خط الفقر، موقع حيم في أكتوبر 2017). وفي واقع الحال فأن الفقر والبطالة أكثر من هذا العدد الرسمي بكثير. كما تشير الكثير من البيانات المصرية إلى أن عدد المعتقلين والسجناء السياسيين في مصر يزيد عن 60 ألف معتقل وسجين، ليس كلهم من جماعة الإخوان المسلمين، بل الكثير منهم ممن كان في مقدمة المناضلين لتغيير نظام الحكم في فترة حكم محمد حسني مبارك، أو في فترة حكم الإخوان المسلمين ورئاسة محمد مرسى لجمهورية مصر.
في عامي 1971 و1980 لجأ أنور السادات إلى إجراء تعديلات في الدستور المصري ليبقى في السلطة أطول فترة ممكنة. وفي فترة حكم محمد حسني مبارك عمد هو الآخر إلى إجراء تغيير في الدستور المصري مرة في عام 2005 وأخرى في عام 2007 ليورث أبنه أخيراً رئاسة الجمهورية من بعده. وكلاهما انتهيا إلى مزبلة التاريخ، أحدهما قتل، والآخر خلعه الشعب شر خلعة. وفي ليبيا سعى القذافي إلى توريث ابنه له في حكم ليبيا، وهكذا حاول صدام حسين قبلهم توريث ابنه قصي الحكم، بعد أن أصيب ابنه المدلل عدي بعاهات بعد محاولة اغتياله ببغداد. وهكذا حصل في سوريا أيضا، وما يجري فيها اليوم ما هو إلا التعبير الشنيع لغياب الشرعية والتعديلات الدستورية غير الشرعية ليعتلي بشار، أبن حافظ الأسد، عرش الجمهورية السورية وبمصادرة كلية للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. يضاف إلى ذلك فشل محاولة حاكم الجزائر تمديد ولايته للمرة الخامسة وهو الميت سريرياً تقريباً، إضافة إلى الدكتاتور الأهوج والإخواني عمر حسن البشير الذي أرد أن يحكم السودان حتى الممات وبدعم من الطغمة العسكرية المساندة له، والتي حاولت بانقلاب ضده تسلم السلطة وإنقاذ النظام من السقوط، ولكن الشعب والتجمع المهني وكانوا لهم بالمرصاد فاجبر ثلاث من أعوان عمر البشير إلى الاستقالة من المجلس العسكري الجديد، بأمل تشكيل مجلس مدني فيه بعض العسكريين لإقامة فترة انتقالية تؤسس لدولة مدنية ديمقراطية علمانية، ومجتمع مدني ديمقراطي في السودان.
لم يتعلم عبد الفتاح السيسي من حكام مصر السابقين ولا من الرؤساء العرب، بل يريد إعادة التجربة من جديد، فسقط في فخ اللاشرعية وإجراء التعديلات غير الدستورية في دستور مصري الجديد، لا ليصبح الحاكم المطلق في السلطة التنفيذية ويحكم حتى أبعد من عام 2030 فحسب، بل ليكون رئيس الدولة المطلق والمهيمن على السلطات الثلاث، التنفيذية والتشريعية والقضاء وعلى السلطة الرابعة التي تشمل الإعلام كله، الذي بدأ بغالبيته يسبح بحمد الرئيس الجديد، وربما سيجعل منه سليل النبي محمد، إن لم ينجحوا في جعله سليل الفراعنة والفرعون المطلق الجديد في مصر. لنتذكر كيف جعلت الصحافة المصرية الحكومية من الملك فاروق خليفة على المسلمين وسبح بحمده حتى الأزهر، الذي لا يزال يمتنع عن إدانة ما فعله داعش بالمسلمين وغير المسلمين باسم الإسلام، وآخر جريمة ارتكبها تنظيم داعش 365 قتيلاً من مسيحيي سيرلانكا من النساء والأطفال والرجال، إضافة إلى أكثر من 1200 جريح ومعوق!
في استفتاء غير شرعي شارك فيه 44،3% من الذين لهم الحق في التصويت، أي بمقاطعة 66% من الناخبين أولاً، وحصوله على 88،8% من الـ 44،3%. وهو فَرِحٌ ومزهوٌ بهذه النتيجة البائسة. ولكن هل سيحكم طيلة الفترة القادمة مصر فعلاً؟ هل سيسكت الشعب المصري على الضيم الجديد الذي يفوق ضيم كل الرؤساء السابقين؟ هل سيقبل أن يحكم بالحديد والنار، إضافة إلى البطالة والفقر والحرمان والاعتقال والسجون والتعذيب، وكذلك التآمر مع السعودية والإمارات ضد انتفاضة شعب السودان ضد النظام القائم وضد قوى النظام القديم في المجلس العسكري، الذين استقالوا أخيراً؟
التجارب المنصرمة تعلم الجميع إلا الحكام، بأن الحكام الدكتاتوريين يمكن أن يحكموا، وربما لفترة غير قصيرة، كما في أغلب رؤساء الدول العربية، ولكن خاتمتهم كانت باستمرار حزينة لهم ولعائلاتهم بشكل من الأشكال، ولكن في المقابل تعم الفرحة الكبرى في صفوف شعوب هذه الدول لطرد أحدهم من الحكم، كما حصل في مصر ذاتها وقبلها العراق. لن يسمع المستبدون إلا صوتهم، ولن يروا إلا صورتهم، حتى تهدر أصوات الشعب، كل الشعب، وترتفع صورة الشعب، كل الشعب، عندها لن يجد المستبدون سوى مكانهم الجدير بهم، في مزبلة التاريخ! فهنياً لهم في الموقع المحجوز لهم منذ الآن!



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة في كتاب -الاقتصاد العراقي – الأزمات والتنمية للسيد الدك ...
- نظرة في كتاب -الاقتصاد العراقي – الأزمات والتنمية للسيد الدك ...
- نظرة في كتاب -الاقتصاد العراقي – الأزمات والتنمية للسيد الدك ...
- هل من جديد في العراق؟ نعم، تمخض الجبل فولد فأراً!
- لتكن خبرات عام 1971 و1985/1986 دروساً بليغةً للشعب والأحزاب ...
- نظرة في كتاب -الاقتصاد العراقي – الأزمات والتنمية للسيد الدك ...
- نظرة في كتاب -الاقتصاد العراقي – الأزمات والتنمية للسيد الدك ...
- الشعب السوداني على طريق النصر رغم المناورات
- نظرة في كتاب -الاقتصاد العراقي – الأزمات والتنمية للسيد الدك ...
- رؤية حوارية حول وعي المجتمع ودور الدولة العراقية
- نظرة في كتاب -الاقتصاد العراقي – الأزمات والتنمية للسيد الدك ...
- نظرة في كتاب -الاقتصاد العراقي – الأزمات والتنمية للسيد الدك ...
- صفعة الشعب التركي لسلطانها المستبد الجديد
- نظرة في كتاب -الاقتصاد العراقي – الأزمات والتنمية للسيد الدك ...
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
- نظرة في كتاب -الاقتصاد العراقي – الأزمات والتنمية للسيد الدك ...
- نظرة في كتاب -الاقتصاد العراقي – الأزمات والتنمية للسيد الدك ...
- نظرة في كتاب -الاقتصاد العراقي – الأزمات والتنمية للسيد الدك ...
- هل من علاقة بين ضحايا العبارة وطبيعة النظام السياسي العراقي؟
- هل أخفق تكتل سائرون باختيار عادل عبد المهدي لرئاسة الوزراء؟


المزيد.....




- فيديو لحافلات تقل مرضى وجرحى فلسطينيين تصل إلى معبر رفح في ط ...
- قصف روسي لبلدة دوبروبيليا الأوكرانية يخلف جرحى وخسائر مادية ...
- مقتل عشرة في قرية سورية سكانها علويون والسلطات تبحث عن الجنا ...
- لمن سيصوت الألمان من أصول عربية خلال الانتخابات المقبلة؟
- للمرة الأولى منذ 12 عاما.. أسير أردني يلتقي بطفله الوليد من ...
- مجموعة لاهاي تكتل دولي لمحاسبة إسرائيل
- حماس: حالة أسرى العدو تثبت قيم وأخلاق المقاومة
- كاتب تركي: ترامب حوّل -الحلم الأميركي- إلى كابوس
- الجميع متعبون والمزاج تغير.. الغارديان تلقي الضوء على أزمة ف ...
- -مشهد مخيف هناك-: مراسل CNN يصف ما سببه تحطم الطائرة بمركز ت ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - رؤساء الدول العربية لا يتعلمون ممن سبقوهم في الحكم: سيسي مصر نموذجاً!