أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سوسن شاكر مجيد - قصة نوري سعيد والليمون الحامض














المزيد.....


قصة نوري سعيد والليمون الحامض


سوسن شاكر مجيد
(Sawsan Shakir Majeed)


الحوار المتمدن-العدد: 6211 - 2019 / 4 / 25 - 18:40
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كان نوري السعيد في لبنان يحضر احد المؤتمرات السياسية و مر بأسواق بيروت فشاهد احد الباعة يبيعون النومي الحامض ، في موسم لم تنزل فيه الحمضيات بعد في العراق . وعرف عن ابو صباح حبه لأكل الفواكه كسائر المواطنين العراقيين. فخطر له ان يشتري كمية من هذا النومي الحامض و يأخذها معه الى بغداد. وهو ما فعله بالضبط. ملأ له الفاكهاني سلة من الليمون حامض اللبناني. و دفع ثمنها و اصطحبها معه في الطيارة.
نزلت به طائرة الخطوط الجوية العراقية في مطار بغداد الذي كان يسمى في تلك الأيام بأسم مطار المثنى. انزلوا امتعته و نقلوها الى مأمور الكمرك ليفتشها كسائر امتعة المسافرين. ما أن بدأ بتفتيشها حتى لاحظ سلة الليمون الحامض. قال ما هذا ؟ هذه السلة ممنوع دخولها. ممنوع استيراد الحمضيات الى العراق. قالوا له هذه السلة لرئيس الوزراء. قال و شنو يعني؟ ممنوع استيراد الحمضيات من الخارج. نادى على الفراش : " تعال يا ولد. خذ هذا النومي الحامض و اتلفه حالا."
اسرعوا الى نوري السعيد ليخبروه بما ينوي عليه مأمور الكمرك بليمونه الحامض. فهرع رئيس الوزراء بنفسه الى غرفة التفتيش لينقذ ما جاء به و تحمل كلفته و عناءه. سأل الموظف بكل أدب ، ابني ليش تريد تمنع دخول هذا النومي. فأخبره المأمور بأن لديه تعليمات صارمة بمنع أي فاكهة من الحمضيات من دخول العراق ، و يشمل ذلك النومي الحامض. ثم شرح مأمور الكمرك لرئيس الحكومة السبب في هذا المنع. وهو ان الحمضيات في سوريا و لبنان و الأردن و غيرها من بلدان الشرق الوسط قد ابتليت بالحشرة المعروفة بالمن الدقيقي التي تؤدي الى تدمير الفواكه و موت اشجارها. و حرصا على مصلحة المزارعين و اصحاب البساتين في العراق قررت مديرية الزراعة العامة منع دخول أي فواكه حمضية من الخارج.
قرار معقول طبعا. و لكن نوري السعيد اجاب على الموظف قائلا ان ما جاء به من النومي الحاض لا يتجاوز بضعة كيلوغرامات للأستعمال الشخصي. لن تذهب الى السوق ولا تختلط بالفواكه الحمضية العراقية. وعده نوري السعيد بأن يستهلك ما جاء به في بيته في خلال أيام قليلة ثم يحرق كل قشورها و نفاياتها. و لكن مأمور الكمرك لم يلن او يذعن لقول رئيس الوزراء . اجابه قائلا: " آسف باشا. التعليمات عندي صريحة والمسألة مهمة يتوقف عليها مصير البرتقال و الليمون العراقي. لا استطيع ان اسثني أي احد."
لم يستطع نوري السعيد غير ان يستسلم لقرار هذا الموظف الصغير الذي كان بأمكانه ان يطرده من وظيفته بشخطة قلم. و لكنه بدلا من ذلك، شكره على حرصه في التمسك بتعليماته و بأوامر الحكومة و خرج من غرفة التفتيش لا يلوي على شيء، آسفا على ضياع النوميات التي حلم بعصيرها. خرج الى سيارته وهو يسمع مأمور الكمرك ينادي مرة ثانية على "الفراش : " يا ولد انت هنا. جيب بطل نفط و احرق هالسلة النومي مال الباشا



#سوسن_شاكر_مجيد (هاشتاغ)       Sawsan_Shakir_Majeed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة نوري سعيد والفنان عزيز علي
- لا حظت برجيلها ولا خذت سيد علي
- خذ الشور من راس الثور
- النشالين واللصوص المحترفين ايام زمان
- الباشا نوري سعيد والبلام
- عادت حليمة الى عادتها القديمة
- بين حانة ومانة ضاعت لحانا
- قصة المثل العراقي ( إلْما يعرف تدابيره .. حنطته تاكل شعيره )
- قصة المثل ( الجنه مو خان جغان)
- التحرش الجنسي وآثاره النفسية وأساليب الوقاية منه
- تجربة كلية التربية في جامعة الإمارات في الحصول على الاعتماد ...
- المراجعة الخارجية للبرنامج الأكاديمي من قبل وكالة ضمان الجود ...
- تجربة سنغافورة في مجال تجويد التعليم
- التقويم البديل ( الجزء الاول)
- التقويم البديل وضمان الجودة في التعليم ( الجزء الثاني)
- تقويم جودة اداء الكليات الاهلية (الخاصة) وفق المعايير الدولي ...
- البيانات المستخدمة في التقييم وأهم العوامل المؤثرة فيه ( الق ...
- أساليب التقويم الموضوعية والتقديرية ( القسم الثالث)
- أساليب تقويم الأداء الحديثة ( القسم الرابع)
- خصائص واساليب قياس وتقييم الأداء ( القسم الثاني)


المزيد.....




- هذا الهيكل الروبوتي يساعد السياح الصينيين على تسلق أصعب جبل ...
- في أمريكا.. قصة رومانسية تجمع بين بلدتين تحملان اسم -روميو- ...
- الكويت.. وزارة الداخلية تعلن ضبط مواطن ومصريين وصيني وتكشف م ...
- البطريرك الراعي: لبنان مجتمع قبل أن يكون دولة
- الدفاع الروسية: قواتنا تواصل تقدمها على جميع المحاور
- السيسي والأمير الحسين يؤكدان أهمية الإسراع في إعادة إعمار غز ...
- دراسة تكشف عن فائدة غير متوقعة للقيلولة
- ترامب يحرر شحنة ضخمة من القنابل الثقيلة لإسرائيل عطّلها بايد ...
- تسجيل هزة أرضية بقوة 5.9 درجة قبالة الكوريل الروسية
- مقتل ثلاثة من أفراد الشرطة الفلسطينية بقصف إسرائيلي لرفح


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سوسن شاكر مجيد - قصة نوري سعيد والليمون الحامض