أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - فاطمة الحصي - حول الإنتحار














المزيد.....

حول الإنتحار


فاطمة الحصي

الحوار المتمدن-العدد: 6211 - 2019 / 4 / 25 - 08:11
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


االانتحار.. يالها من كلمه سهلة الكتابه خفيفه الحروف ، صعبة المنال ، محرمة في اﻷديان ..
الإنتحار …
من الذي يفكر فيه ؟وهل هو سهل التنفيذ ؟هل من السهل على الإنسان أن يقتل روحه بيده ؟ و من قام بذلك ونجح فيه هل تردد كثيرا حتى وصل إلى القرار ؟و عندما اتخذ القرار هل كان خائفا ؟ ما شعوره قبل أن ينفذ قراره ؟هل كان وحيدا؟ موجوعا ؟
مديونا ؟بائسا ؟جائعا ؟شاربا ؟ ضائعا ؟
وهل انتحار الفنان أو الشاعر أو المبدع في أي مجال كان يختلف كثيرا عن انتحار
المواطن العادي الذي تعانده الحياه وتثقل هامته الهموم ؟أبينهما فارق شاسع؟!

هل صحيح ما قاله الفيلسوف الألمانيُّ فريدريك نيتشه من أنه على المرء حينما يشعر بعدم قدرته على المزيد و الإبداع أن يختار يوم موته ،؟ وهل يفكر المثقف المنتحر في هكذا فكرة ؟ألهذا السبب لم ينتحر نجيب محفوظ ،الذي ظل يكتب حتى وفاته ؟

كانت المره الأولى في حياتي التي سمعتُ فيها عن الإنتحار إبان وفاة الشاعر الرائع صلاح جاهين(1986) وكنتُ مازلت في المرحله الثانويه ففي ذلك الوقت توفى جاهين شاعري المفضل ، وحين دار الهمس في الصحافه بشكل مستتر وكنت اتابع الصحف بشغف لقراءة كل ما يُكتب حول جاهين بعد وفاته ، كانت هناك تلميحات بالإكتئاب الذي أصابه وأدى به إلى الإنتحار ! أما كيف انتحر ولماذا فقد كانت التكهنات ﻻ تُسمن وﻻ تُغني حقا ..
ومات جاهين مكتئبا وقد يكون منتحرا ..

الله وحده يعلم صحة هذه اﻻدعاءات من عدمها ،فأنا أحكي ذكرياتي الخاصه عن كاتب اهتممت به منذ نعومة الأظافر جاهين .
المره الثانيه يوم نادى المنادي بالصحافه العالميه بإنتحار المطحول اﻻنتحارحول اﻻنتحارربه التي لطالما شغفتُ بها حبا (داليدا) التي كتبت رسالة انتحارها بخط يدها لمحبيها قائله ( سامحونى فالحياة لا تُحتمل )!

وعندما توسعت معارفي أكثر تعرفتُ على حكاية الفنان العالمي فان جوخ الذي أطلق الرصاص على نفسه فى مساء الأحد 27 يوليو 1890 وقبل ساعات من انتحاره كتب:
"إن الحزن يدوم إلى الأبد".
وكذلك حكاية مارلين مونرو التي انتحرت عام 1962 وكانت أسبابها هى اﻷكثر اقناعا بالنسبة لي حيث وصفت نفسها بأنها ليست حقيقيه ، وأنها زيف مفتعل وشئ مصنوع بمهارة وأنها تشعر بكونها ليست إلا إنتاجًا سينمائيًا فنيًا أتقنوا صُنعه

في الحقيقه أن المسأله أرقّتني كثيرا وشغلتني حتى اللحظه الآنيه التي أكتب فيها هذه السطور ، كان السؤال :لماذا ؟وما الذي يؤدي بالإنسان للوصول إلى هذه النقطه ؟هل يرى هؤﻻء البشر ما لم يره غيرهم ؟هل حقا كل ما كان يحتاجه المنتحر هو عناقٍ طويل كما يخبرنا ألبير كامو ؟وهل حقا الحياه الجافه عاطفيا وروحيا هى ما تدفع المنتحر الى تقرير المصير ؟ لست أدري .

جعلتني هذه النماذج (وهى جزء يسير من كثير ) أ فكر في كون هؤﻻء الذين يصلون إلى تلك النتيجه هم في اﻷ-------حول الاغلب اﻷعم مغتربون عمن حولهم وعن واقعهم وعن من يعاشرونهم ، أشعر بأنهم إناسُ من عالم آخر سقطوا على عالمنا كالكائنات الفضائيه وحاولوا التأقلم والحياه فيها فلم يستطيعوا لهذا سبيلا..
وصفهم وديع سعاده في قصيده قائلا :
"المنتحرون مقتحمو الحواجز والمخاوف والمحرمات
فاتحو عتمة النفق ببرق عبورهم
المنتحرون ،قديسونا الذين لم تسعهم الحياة
ففتحوا فسحة في الموت
"لم يملكوا حياة فملكوا موتا "

*****************
كاتبه من مصر
رئيس تحرير مجله هوامش تنويري



#فاطمة_الحصي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حادث نيوزلاندا وتغييب العقل
- شكر واجب الى المترجم هاشم صالح
- فيروس الحريم عند المرنيسي
- حول اعادة انتاج اوضاع المرأة العربية
- أمي وقُبلة الموت ..
- كلام في الرومانسية
- قراءة فى كتاب القرآن بين السماء والأرض لمحمود حسين
- المقاومة الثقافية عند محمد أركون
- أض الخوف
- الدوغمائية فى حياتنا اليومية
- الاعلام بين الهدم والبناء
- المزاودة المحاكاتية ..والأرثوذكسية فى مجتمعاتنا العربية
- أزمة مثقف
- تجديد الخطاب الدينى بين محمد أركون واسلام البحيرى
- المصرى حسن حنفى بعيون اللبنانى على حرب ...!
- قراءة لقضية اسلام البحيرى الاعلامية فى ضوء فكر محمد آركون
- التنمية البشريه بالمرحلة الابتدائية.....
- فى ذكراه نتساءل : هل تعمد الغرب تجاهل فكر محمد اركون ؟!
- الطريق الى الثورة يبدأ بالتفلسف
- التعليم وقضاياه فى دستور مصر 2014


المزيد.....




- الحياة الواقعية تحت وطأة الصراعات.. المرأة اليمنية في أدب وج ...
- سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال ...
- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - فاطمة الحصي - حول الإنتحار