أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - رنيم أبو خضير -الاشتياق إلى الحنين-














المزيد.....

رنيم أبو خضير -الاشتياق إلى الحنين-


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6211 - 2019 / 4 / 25 - 02:11
المحور: الادب والفن
    


رنيم أبو خضير
"الاشتياق إلى الحنين"
قراءة الومضات ممتعة ومدهشة، فالطريقة التي تقدم بها تبين قدرة الكاتب/ة على الأبداع وتجاوز ما هو عادي، كما أن الفكرة التي تحملها تأتي بسرعة ومختزلة، لكنه قوبة وموجعة في ذات الوقت، لهذا ليس كل أديب يستطيع كتابة الومضة، وإذا ما أضفنا إلى ما سبق أن هذه الومضات لامرأة، نحصل على عامل جذب اضافي، فصوت المرأة أو الحديث عنها أو لها يحفز القارئ على التقدم مما يقدم من أدب.
في الومضة الأولى نجد أن المرأة عطي كل شيء ولكنها لا تحصل على شيء:
"حبني
نعم
ونلعب الغميضة في الاختباء
قلبي موطئك الاول
ومهربك الأبدي
انا الى أين اهرب
وقلبك المكتض لا يحملني!"
حالة الظلم الواقع على (الساردة) لا تكمن في الفكرة فحسب، بل نجدها في عدد الكلمات المتعلقة بذلك الحبيب أيضا، والملفت للنظر أننا أمام ثلاثة حالة، حالة اخبارية ماضية "حبي/نعم" وحالة حاضرة، متعلقة بالرجل "ونلعب/ ومهربك، وحالة ثالثة متعلقة (بالساردة) "لا يحملني" وهذا ما يضيف جمالية أخرى على هذه الموضة.

3"
على المرآة أتأمل الخسارات مكدسة في جسدي
امرر اصابعي فوقها بشهوة
تتبلل من زيارة مباغتة
وارقص.."
جمالية الومضة تكمن في الصورة الأدبية التي حملت الفكرة، نجد في كلمات "الخسارات، مكدسة، جسدي" حالة الألم/الوجع/الحسرة، لكن ورغم هذا الألم نجد (السادرة) تستمتع في ألألم، ولا يأتي هذا الاستمتاع من خلال "أمرر بشهوة" بل من خلال لفظ "تتبلل" الذي جاء بأحرفي التاء واللام متلاصقين، وهذا يشير إلى حالة الحب والرغبة في "امرر"، وإذا ما توقفنا عند فعل "تتبلل" والذي يحمل صورة وصول الماء إلى الجسد، ومن ثم ستكون هناك عملية تحول وتغيير إلى ما هو أكثر إنسانية، هكذا كان "أنكيدو" بعد أن اغتسل بالماء والزيت، وهذا يجب أن يعمد الطفل ليحصل على بركات "المخلص" ويجب أن يغتسل المسلم ليدخل إلى الدين/الصلاة، والمرأة والرجل بعد تدفق ماءهما يدخلان في حالة اجتماعية جديدة، أعلى من حالتهما قبل تدفق الماء، ومها هنا نجد "الخسارات، مكدسة" تتحمل إلى "وأرقص" وهذا التحول جاء بفعل "البلل/الاغتسال.
"4.
تحت اللحاف
اتفقد جسدي العاري
يتعفن هجرا
من أين تشترى الارواح"" !

قلنا أن صوت المرأة يحفز المتلقي ويستثيره، وإذا ما أخذنا الفكرة الجريئة التي تطرحها (الساردة) يتأكد لنا أهمية وجمالية هذه الصرخة، فهو جاءت في حالة (خنوع/وتسليم) بما هو كائن، ورغم حالة القنوط ووجود القمع والرقيب، إلا أنها أصرت على التمرد وأطلق هذه الصرخة لتدوي في مجتمع الذكور، وإذا ما توقفنا عند الفعل المضارع "أتفقد، يتعفن" نجد فيه أصرار على مواصلة واستمرارية التمرد، فهي لم تقل " تفقدت، تعفن" وهذا ما يضيف جمالية على فكرة الومضة.

"الم
وحنين
المومس المتعبة
بعد الفجر
تعبد طريق العودة لروحها
المنهكة
وحدة"..
حالة التمرد لا تقتصر على الحديث عن النفس، عن الذات فحسب، بل تتعدى إلى (أحقر النساء) المومس، (فالساردة) تواجه مجتمع الذكور بالمومس، التي قدمها كضحية: "المتعبة، تعبد، المنهكة، وحدة" وكأنها تريد أنها يرى نفسه فيها، أليست المومس انتاج مجتمع الذكور؟، فعليه أن يرى نتيجة افعاله.
7".
اعبدني
كأنك مؤمن
الحد بربك
قلبي الهك
جسدي معبدك الازلي
قل لا اله الا هو"

المحرمات في مجتمع الذكور "الجنس، الدين، السياسة، وها هي (السادرة) تنقلنا إلى المحرم الثاني، الدين، وكأنها بعد "تتبلل" تطهر جسدها وانفتح عقلها/ادراكها، فها هي تتقدم خطوة جديدة نحو تابو الدين، جاعلة من قلبها معبد، ومن جسدها معبود، وإذا ما أخذنا هذه جرأة وتمرد من (أنثى) تعيش في مجتمع ذكوري، يتبين لنا حجم وأهمية وعظمة هذه الثورة/التمرد.
10. "
شرقي :
رجل يحب العابرين ،
يكره الوصول ،
ولغريزته هدف ،
لن تثيره قمم نجاحاتك ،
وإنما خطوات نساء عابرات ،
ومفاتنهن"
(عقدة الساردة) هي الذكور في المجتمع، فما قدمته من تمرد كان من المفترض أن يؤثر ايجابا على الآخرين (الذكور) لكنهم في سبات، وهذا ما استفز (السارد) وجعلها توجه كلامه لهم مباشرة، فهم لا يبحثون عن الفكرة/الغالية، بل يترصدون ويجترون الجسد/الشهوة، لهذا لن يصلوا إلى ما وصلت إليه من رقي فكري وفعل ثورة.
15"
اسمع نداء قلبي يا حبيبي
ويل للقاسية قلوبهم"
جمالية الومضة تكمن في بساطتها وصراحتها، وأيضا في تناصها مع القرآن الكريم، وإذا ما اخذنا عدد كلمات الترغيب "اسمع" نجدها أكثر من كلمات الترهيب "ويل" وكأنها لا تريد أن (تزعج) الحبيب.

19"
هذا الحب
ليس سبات عميق
انا لست الكهف يا حبيبي
ولا انت السبعة النيام
ولا وفي ككلبهم"

"
جمالية الفكرة والتناص مع أهل الكهف، كل هذا يجعلنا نستمتع ونتشوق لتقدم أكثر مما يقدم لنا من ومضات.
23"
في الوحدة
اشعر انني في الشتاء
ولا غطاء يحمي ارتحافي"

مذهلة التورية التي جاءت وراء الكلمات، كما ان عدد الكلمات الومضة قليل، وكأنه الخجل والتعب/البرد يؤثر على حديثها، فاختصرت وكثفت فجاءت بهذا الشكل الجميل.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرف والكلمة والمعنى في قصيدة -لكم في القهوة- ناصر أبو حاكم ...
- محمد العموش والماء
- عباس دويكات قصة الشيطان
- حرب واشواق نزهة أبو غوش
- حلم دجاجة سعادة أبو عراق
- رواية خريف يطاول الشمس نزهة أبو غوش
- مناقشة ديوان خطى الجبل للشاعر محمد علوش
- سلطان خضور -حزني وآهاتي-
- -شهيدة وشهيد- فراس حج محمد
- التراث في ديوان -سرايا-* ل خليل عانيني
- المرأة في رواية الكبسولة كميل أبو حنيش
- إياد شماسنة الحرف والكلمة في قصيدة
- ورشة نقد تناقش “قصة عشق كنعانية” للروائي صبحي فحماوي
- محمد عبد الباري خاتمة لفاتحة الطريق
- انهيار الارستقراطية في رواية - شتاء العائلة- علي بدر
- الغربة في ديوان أوراق مسافر -سامر كبه-
- جعفر بشير الشعر والشاعر
- يوميات ميكانيكية علي سفر
- اسراء عبوشي
- المرأة والسياسية عند جاسر البزور وجروان المعاني


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - رنيم أبو خضير -الاشتياق إلى الحنين-