علي دريوسي
الحوار المتمدن-العدد: 6210 - 2019 / 4 / 24 - 00:55
المحور:
الادب والفن
أصدر الخليفة الأعمى قانون مكافحة "الكُنَافَة" الشهير بمواده الأربع.
المادة الأولى: منع البائعين من البيع على البَسَطات أو التَجْوَال في الشوارع أو التَّطواف بين المُدنِ والقُرى، وذلك بغية تخفيف التلوُّث البيئيّ الناتج عن أصواتهم المزعجة وأشكالهم الهندسية الفقيرة، إضافةً إلى حماية المجتمع من خلايا الإرهاب النائمة وانتشار الذباب والحشرات في المدينة المريضة أصلاً.
المادة الثانية: منع الناس من شراء أو تناول الكُنَافَة من أجل الحفاظ على تناسق ورشاقة أجسادهم.
المادة الثالثة: حصول البائعين على الموافقة الأمنية المرتبطة بقدرتهم على شراء الدكاكين في العقارات العائدة للمُسْتَخْلَف الأعمى.
المادة الرابعة: اِعتقال المخالفين للتعليمات وحرمانهم من الحق في الحياة.
آن صدر القانون في الصحيفة الرسمية صرخ أبو بُلْبُل، الرجل الذي يطبخ الكُنَافَة ويبيعها على بَسطة كي يطعم أفراد أسرته وأسرة ابنته الكبرى التي فقدت زوجها في حادثة غرق: ألا يعلم هذا الرجل الأعمى الذي يقطع بأَرزاق العباد بأنَّ الله يرى ويراقب كل شيء؟ حسبنا الله ونعم الوكيل.
منذ ذلك اليوم اِنقلَبت حياته رأساً على عقب، بدأ ببيع أطراف جسده وأعضاءه بدلاً من حلوياته.
باع في اليوم الأول يده اليسرى وتلاها باليمنى.
في اليوم الثالث باع قدمه اليسرى بعدها جاء دور القدم اليمنى.
في اليوم الخامس بربر أبو بُلْبُل حين شاهدهم قادمين: الخليفة أعمى القلب والبصيرة. ثم باع لسانه في اليوم نفسه لحُرَّاسِ الخليفة.
في اليوم السادس أهدى قلبه للباعة الفقراء.
في اليوم السابع اسْتراح نهائياً من عمليات البيع والشراء، بينما كان الخليفة يتناول طعام الظَّهيرة المُؤَلَّف من سَلَطَة الخُضَرِ المقطَّعة مُضافاً إليه الليمون الحامض والمِلْح وشرائح شَهيّة من لِسان البُلْبُل!
#علي_دريوسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟