أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - في فضاء المربد الثالث..*














المزيد.....

في فضاء المربد الثالث..*


جاسم العايف

الحوار المتمدن-العدد: 1536 - 2006 / 4 / 30 - 10:19
المحور: الادب والفن
    


يقف وطننا وشعبنا بكل نسيجه الاجتماعي أمام منعطف حاسم في هذه اللحظات التاريخية الكبرى التي نعيش منذ ثلاثة أعوام.. منعطف وضعنا في قلب الأحداث الحاسمة التي ترسم مصير العالم ومصيرنا كأمة عراقية قادرة على الانبثاق الجديد من الليل الدموي الطويل الذي أطبق علينا وبدد مشاريعنا الإنسانية وثرواتنا الهائلة وحولنا بكل ثرائنا المادي- الروحي التاريخي إلى شحاذي معونات من أفقر البلدان والشعوب.وقد وسم ذلك بنيتنا الاجتماعية بهذا الشكل أو ذاك,إلا أن الثقافة العراقية الاصيلة بقيت عصية على المطاوعة لأنظمة القهر وتأبيد الذل واستطاعت أن توصل خطاب الرفض بطرائق متنوعة.يتزامن انعقاد مهرجان المربد الثالث مع بداية السنة الرابعة لانهيار عهد الفكر الشمولي والخطاب الحزبي الأحادي المفروض بقوة السلطة البعثية-الصدامية القهرية واكراهاتها ومغرياتها، وقد استجاب لها ولغنائمها بالذات مجموعة من المداحين والطبالين الذين سريعا ما استداروا للوقوف في مقدمة المشهد الثقافي الحالي معتقدين ان ذاكرتنا خالية مما كتبوه في مدح جلاد شعبنا مهندس مقابرنا الجماعية. ويتزامن مربدنا الثالث مع بداية العام الرابع للاحتلال الامريكي لوطننا,بذرائع شتى. لقد استدار العراقي- بعد انهيار دولة القمع البعثية-صاحب الأرث التنويري التجديدي, منقبا في هذا الفضاء الشاسع,بحثا عما يروي ظمأه للتعدد والتجدد وتبديد العزلة,فلم يعد ثمة معنى للتردد أو الممنوع والامتناع في الخطاب الثقافي العراقي وما عاد النتاج الثقافي بكل تشكلاته يخضع للرقيب السلطوي ومهيمناته مع ان ثمة من يحاول ذلك كرة اخرى مستغلا الفراغ القانوني وغياب المنظومة الاجتماعية الديمقراطية المدنية القادرة على التصدي لذلك.. هذا الانبثاق وسم الروح العراقية بأشكال التعبير عن الذات- الاجتماعية المتعددة التي تتشكل منها الأمة العراقية ونسيجها التاريخي، ورغم عوامل النكوص والإحباط والمشاهد الدموية اليومية والنهب والسلب لكل ما هو غال وثمين في ما تبقى من البيدر العراقي فإن المساهمة الجادة الفعالة في صياغة الأوطان ليست نزهة سهلة أو صفقة قابلة للمساومة من قبلنا . في إعادة الصياغة للروح الوطنية العراقية بكل ارثها التاريخي تكمن قدرتنا في الاستجابة لمشروعنا الوطني العراقي المؤتلف-المختلف. وهمُّ المثقف العراقي الآن ليس نتاجه الإبداعي- الذاتي فقط على ضرورته وأهميته، بل اختراق عوامل النكوص والتردد والاستنكاف لإيصال روحه العراقية الإبداعية الى المجتمع، ففي العراق الآن ثمة خنادق خطرة تحاول قوى الظلام والتخلف تثبيتها كاستحقاقات لازمة في الضمير الجمعي العراقي لتدمير النسيج الاجتماعي-الوطني على أسس الطوائف والتحاصص وسيادة مهيمنة العزل وحتى تفعيلها ورسم خارطة العراق الجديد في ضوء هذه الخطابات ((بالقوة- الميليشياوية)) التي ستمزقه وطنا وتشرذمه شعبا، وهنا يبدأ فعل الثقافة الوطنية العراقية وإبداعها في تنشيط لغة الحوار وتفعيل أسس السلام الاجتماعي- الوطني المدعم بالحقوق والواجبات.. إن مشاركة المبدعين العراقيين كضمير حيّ للروح العراقية المتنورة في الحياة العامة سيدحر الإرهاب ومخططاته الوافدة والمقيمة بفعل سياسة الاحتلال ومقاصده المتناغمة والتوجه الفكري والعملي مع سياسة اليمين الأمريكي المحافظ الجديد الذي يخطط لأعادة رسم الخارطة المحلية والأقليمية والدولية بما ينسجم ومصالحه ورؤاه جاعلا ارضنا وشعبنا حقلا فعليا لتجاربه. لقد خضع كل شيئ في العراق للمحاصصة الطائفية-القومية وما يترتب عليها, إلا الروح الثقافية الوطنية وخطابها الذي سيئد الشوفينية والطائفية المسيسة والتمييز الفكري وسيخلق أسس الحوار الدافعة للاستقرار والأمن وانتعاش ثقافة التعايش والسلام وإقرار حق الاختلاف فرديا واجتماعيا وحرية التعبير بمختلف الاشكال ، لأن أرضنا جديرة بذلك وشعبنا الذي يعيش عليها وهب التاريخ الإنساني أولى الشرائع الوضعية ورددت وديان وطننا أولى نداءات التوحيد، وهو بقدرات واصرار ودأب مبدعيه -ضميرهُ الحي- على الرغم من كل ما يتعرضون له من تجاهل وتهميش مقصود وغدر واستباجة لقادرعلى اعادة العافية للوطن العراقي وشعبه والمساهمة في صنع مستقبله بروح التحديث الاجتماعي التي تسم عالمنا الراهن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*افتتاحية العدد ألأول لجريدة (المربد) ,مع اضافة بسيطة جدا , وقد ترأست تحريرها وصدرت خلال انعقاد مهرجان المربد الثالث في البصرة بتاريخ15 -17 نيسان2006بـ(4 ) اعداد و(8 ) صفحات من القطع الكبير وهذا ما لم يحدث في المرابد السابقة حيث كانت تصدر بـ(4 )صفحات من القطع الصغير.



#جاسم_العايف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتوى (الشيخ الحنفي) في وشم الجبهة
- قليل من الوهم.. شيء من الواقع *
- في اربعينية الرفيق جبار فرج(ابوسعيد)
- ملتقى البريكان الأبداعي الثالث في البصرة
- قراءة في كراس:..التوظيف السياسي للفكر الديني
- قتلٌ واضحٌ .. علني *
- *الورثة والأسلاف
- حوارمع القاص (مجيد جاسم العلي) رئيس اتحاد الادباء والكتاب ال ...
- ..السؤال .. مجلة تعنى بثقافة المجتمع المدني ..ملف خاص بالقاص ...
- مابعد الانتخابات العراقية ونتائجها
- مجلات
- حفل (السياب) التأبيني الأول
- حول مؤسسات المجتمع المدني في ا لعراق
- الادباء والكتاب في البصرة يجددون احتفائهم بالسياب في ذكرى رح ...
- المشهد الثقافي في البصرة -3
- الشعاع البنفسجي....
- المشهد الثقافي في البصرة -2-
- من اجل انتخابات عراقية حرة و نزيهة
- المشهد الثقافي في البصرة -1
- كاردينيا.. الملاذ والأسى


المزيد.....




- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - في فضاء المربد الثالث..*