أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - حوار مع متطرّف: نعم … أنا متطرّفة!














المزيد.....

حوار مع متطرّف: نعم … أنا متطرّفة!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 6208 - 2019 / 4 / 22 - 18:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



فور وقوع كارثة سريلانكا وتفجير كنائسها وقتل المسيحيين المصليّن نهار عيد الفصح يوم أمس الأحد، دخل أحدهم على صفحتي وكأنه يبحث عن تبرير لتلك المذبحة الحرام؛ وكتب مما يلي: “التطرف ليس فقط في الإرهابيين. فانتي متطرفة أيضا فكريا. أنتم علي طرفي نقيض. فعلا الإرهاب لا دين له.”
وبعيدًا عن أخطاء الإملاء التي وقع فيها السيد "محمد سند"، ولا يقع فيها مُلتحٍ يزعم "التدين" ويقرأ القرآن الكريم الذي من بين ما يُعلّمنا: البيانَ والبلاغة والفصاحة وحُسنَ الصوغ واستحالة الوقوع في أخطاء الإملاء، فقد أكّدتُ على كلامه قائلة: “بالفعل. أنا متطرفةٌ في بُغض الشرِّ والقتل والتمييز والظلم والجهل والدناءة. متطرفةٌ في محاربة أعداء الحياة وخصوم السلام وقتلة التسامح. متطرفة في عدم الصمت على كل ما يفعله الدواعشُ من ترويع الآمنين وقتل الأبرياء بذقونهم المُغبَّرة بالبُغض والتنّمر والإقصاء والتمييز والغلّ؛ على عكس ما أمرنا الُله في جميع العقائد، بأن نتعارفَ ونتحابَّ ونتعاون على البرّ والتقوى ولا نتعاون على الإثم والعدوان، وأن أكرمنا عند الله أتقانا. بالفعل أنا متطرفةٌ في مواجهة كل تخلّف عقلي يفرزه الإرهابيون من ثقوبهم السوداء.” فردّ عليّ بأعجب ردٍّ يمكن تصوّره في موقف كهذا وبعد جريمة شنعاء كالتي وقعت في سيرلانكا. كتب يقول: “انتي حاقدة علي كل إنسان مسلم متمسك بدينه.” وهالني ما قال لأنه لم يدرك بأنه بهذا يُدين الإسلام ذاته. فرددتُ عليه بقولي: “هل تدري ما تقول؟! كلامُك هذا إقرارٌ صريح منك بأن الإسلام يدعونا لتفجير الكنائس وقتل المسيحيين! فهل تدرك خطورة ما تهذي به من غُثاء؟! ألا ترى أنك بهذا الهذيْ تزدري الإسلامَ وتتهمه بالإرهاب؟! هل تُقرُّ بتعليقك غير المسؤول هذا بأن (التمسّك بالدين) يعني تفجير الكنائس؟ الآن، وعلى الملأ، أرفعُ عليك دعوى إهانة معتقدي الإسلامي ورميه بالقتل وهدر الدماء. أرأيت كمَّ ضحالة عقلك ومحدودية ثقافتك؟! من الأفضل أن تصمتَ لأنك تهذي و تفضح سريرتك التي تحملُ تصوّرًا وضيعًا عن الإسلام، وتُدينُ نفسك.” ثم جاء من بين المُعلّقين مسلمٌ عاقل اسمه "محمد أبو عيشة"، كتب يقول: “شوهوا الاسلام. يارب انتقم من كل من حرّضهم وزرع في عقولهم هذه الأفكار البعيدة عن الاسلام. يجب أن يتكتل جميع المستنيرين للحثّ علي مواجهة هؤلاء الجهلة.  نرجو من حضرتك الاستمرار دون يأس فنحن نستلهم من كتاباتك الرد المقنع لمدعي العلم هؤلاء. فمعرفتهم بعلوم الدين الصحيحة للأسف سطحية للغاية.” فأمّنتُ على كلامه قائلة: “هذا ما نقوله منذ مليون دهر ودهر. أولئك هم مشوهو الإسلام أعداؤه.”
والآن، أوجّه كلامي لرجالات الأزهر الشريف الذين من أولى مهامهم حفظُ الدين والدعوة إليه عن طريق تنقية صورته من كل ما يشوبه من دنس وتشويه. لا يكفي أن يخرج شيخُ الأزهر ليشجب ما حدث في سريلانكا ضد فقراء المسيحيين هناك، أو ضد ما يحدث لأقباط مصر في أعيادهم. لا يكفي أن يظهر رجالُ الدين الأجلاء من شيوخ المسلمين على الفضائيات وفي التصريحات الصحفية يدينون الإرهابيين، ثم ينامون ليلهم قريري العين وقد أدّوا دورهم وأراحوا ضمائرهم ونفضوا أيديهم من دم الضحايا الشهداء. فالإدانةُ والشجبُ دورنا نحن المسلمين والكتّاب التنويريين؛ لأننا فقط "مسلمون" ولسنا "صُنّاع قرار" ولا نملك من أمرنا شيئًا؛ اللهم إلا قولة الحقّ التي سنُساءل عنها يوم القيامة بين يدي الله، فنقول له: “اشهدْ يا ربُّ أنني حاربتُ الإرهاب وواجهت تشويه اسمك بقلمي ولساني وقلبي وكل هذا أضعفُ الإيمان، لكنه كلُّ ما نملك!” لكن شيخ الأزهر ورجالات الإسلام من المتنفذين صًناع القرار لا يملكون هذا، بل يملكون ما هو أقوى من هذا. ولهذا سوف تكون مُساءلتُهم أمام الله أعظمَ وأخطرَ وأعسر. هم يملكون تصحيحَ مناهج التعليم الأزهري، ونبذ كل الأحاديث الدخيلة التي تحثّ على العنف والإقصاء والترويع. هم يملكون أن يوقفوا مشوهي الدين عند حدّهم بأن يمنعوهم من الحديث باسم الإسلام في كل مكان في هذا العالم. هم يملكون أن يعيدوا للإسلام صورته المسالمة الدافئة التي تحضُّ على السلام والتراحم والحُنوّ، على غير المسلم قبلما تكون على المسلم. هم يملكون أن يضخّوا في عقول البشر أن الدين في القلب وفقط، بينما حقوق المواطَنة الكاملة للجميع دون أدنى تمييز؛ مثلما ينصُّ دستورُنا وجميعُ دساتير العالم المتحضر. هم يملكون أن يرفعوا رؤوسنا المُنكّسة بالخجل نحن المسلمين حين ينظر إلينا العالمُ بوصفنا إرهابيين أو مشاريع إرهابيين حين تسنح الفرصُ، بكل أسف. أفيقوا وانقذوا العالم. "الدينُ لله، والأوطانُ لَمن يحبُّ الوطن”.

***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَن يقرعُ الأجراسَ في باريس؟
- الملك لير … سرُّ عظمة مصرَ
- روچر … البودي جارد الذي خاصمني!
- مصطفى الفقي … سَلطنة التشريح الفكر
- في قانون التحضُّر: البقاءُ للأضعف!
- الإسكندراني والسيسي وزيدان …. يا حفيظ!!!
- أم كلثوم ... فيروز … شيرين
- دائرةُ الحُب الأبديةُ في بيت لليان تراشر
- العسراءُ الجميلة التي اغتالتها يدُ صهيون
- ما هديتُكَ في عيد الأم؟
- البابا شنودة و... برينتون تارانت
- الأدبُ … حين يحمينا من المزورين | عن الصفحات الكاذبة
- هنا أسيوط … والذي مصرُ تعيشُ فيه
- على هامش ((تصويب)) الخطاب الديني
- البابا فرنسيس في دار زايد … على خُطا القديس الأسيزي
- صخرةُ العالم … وسوطُ السجّان
- إكليلُ غار للجميلة: سميحة أيوب
- قال الرئيس: مسيحيو مصر ليسوا أقليّة!
- عينا -نوال السعداوي- … في وهج الشمس
- أحبّوا … مثل طفلٍ ضرب قدمَه بسهم


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - حوار مع متطرّف: نعم … أنا متطرّفة!