محمد مسافير
الحوار المتمدن-العدد: 6208 - 2019 / 4 / 22 - 16:46
المحور:
كتابات ساخرة
توفيت والدة صديقي الكافر بالله حديثا، فأقاموا الوضيمة بعد ليلتين من الدفن، ونزولا عند التقليد، عزموا بعض "طلبة" مسجد الحومة ليقرؤا ما تيسر على روح الفقيدة، فجاؤوهم خمسة كما طلب، شاركهم صديقي مجلسهم في صالون البيت، تتوسطهم مائدة مستطيلة بها أطباق الحلويات وصينية شاي، غادرهم دقيقة ليتسلم العزاء عبر مكالمة هاتفية، لكنه حين عاد، تفاجأ بمنظر الأطباق الفارغة عن آخرها بلا حياء ولا حشمة، جلس إليهم وغصة الشمتة في حلقه، ثم قال بعد أن سكن ضجيجهم:
- لقد عادت ظاهرة الكريساج مرة أخرى إلى أحيائنا، فترى مسلحين يعترضون سبيل المارة ليسلبوا كل ما بحوزتهم، لكن نطلب الهداية لهؤلاء المسؤولين حتى يطبقوا فيهم شرع الله ويقطعوا يد السارق، أليس كذلك يا فقيهنا..
أجاب كبيرهم وهو يحتسي كأس الشاي:
- صحيح، وهذا ما نقوله دائما، إن أصل البلايا جميعها هو الابتعاد عن شرع الله، ومتى أقاموه فسوف يعود الشباب إلى رشده...
- لكنهم لا يجب أن يتشددوا فيه، فمثلا حين يسرق أحدهم إبرة لا يجب أن تقطع يده..
- بالعكس، الشرع لم يستثني حجم المسروق ولا قيمته، والحكمة هي أخذ العبرة من صغائر الأمور قبل أن تتطور إلى كبائرها، لذا يجب أن تقطع يد السارق مهما سرق..
- لا لا فقيهنا، يصعب علي أن أتفق معك في هذه الحالة، فكيف يعقل أن نقطع يد شخص سرق مجرد قطعة حلوى أو حتى طبقا من الحلويات، لا أعتقد أن هذا يجوز...
وهنا اسودت الوجوه وابتلعت الألسن!
#محمد_مسافير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟