أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فاطمة الفلاحي - سنان ينظر من خرم الإبرة!؟ الجزء الثاني من الحلقة الرابعة من -الكتابة قطب الأدب وفدامة العقول ، ومن صناعة الترسل– أدب الرسائل-














المزيد.....

سنان ينظر من خرم الإبرة!؟ الجزء الثاني من الحلقة الرابعة من -الكتابة قطب الأدب وفدامة العقول ، ومن صناعة الترسل– أدب الرسائل-


فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 6208 - 2019 / 4 / 22 - 13:27
المحور: مقابلات و حوارات
    


"ما تأثير التصوير البياني على أخيلة وتشبيهات واستعارات الكاتب في رسائل المراثي" سنان ينظر من خرم الإبرة!؟" الجزء الثاني من الحلقة الرابعة من "الكتابة قطب الأدب وفدامة العقول ، ومن صناعة الترسَّل– أدب الرسائل-" حوارنا مع الأديب هاشم مطر في"بؤرة ضوء"

تتشابك مضامين رسائل المراثي وتتمازج تدبيجاتها ، مما يجعل تفصيل وتقسيم مادة الرسالة أمرًا عسيرًا ولاريب؛ قد تطول وقد تقصر الرسائل دون أن يؤثر ذلك على بنائها الفني ومرونته وأسلوبيته التي تتيح لمنشئها مجالًا واسعًا لإظهار مقدرته على إظهار توجعاته على من شُيعت جثمانه إلى مقبرة مغلقة سيلقى حتفه فيها .. وحين العودة بالذاكرة سيتحقق الإنزياح والغموض قد يرتقي بها إلى درجة تجعلها شعرًا منثورًا كما في مرثيته لسنان أو تتشكل لديه أبيات شعرية موزونة يرثيه فيها :

"نحرتك محبة الوطن يا سنان.. سبقتَ أحلامك فأصبح جريك حلمًا طائرًا لا تجاريه الريح! إلى أين؟ يشدك اخوك: تريث! فتحث خطاك لتظفر بلوحة البلاد الأليفة التي لم ترها عيناك ذاهبتا النظر لما خلف السراب.."*1

سؤالي :

- كيف ستكتب سنان وهو يلبس معطف الموت ؟
- كيف تديح غبار بُعاد أشيائهم في حنايانا وسطوة حضورهم في كل التفاصيل؟


هاشم مطر يقول :
نحن ننقل حسية الأشياء، بالصورة والصوت إلى منتج صامت جديد نطلقه للحياة، والصورة هنا ليست العين الناظرة ولكنها المتحسسة الرابضة بكامل الكيان الإنساني، فـ طه حسين فاقد لحاسة النظر لكنه ينظر ما لم يره غيره، وبتهوفن فقد حاسة السمع لكنه يسمع ما يكتبه ويحسه كما هدير صاخب أو خرير ينساب بهدوء يكاد لا يُسمع، ومع هذا التفوق المثير يجري الإبداع من منهل إلى آخر أكثر عذوبة.

سأنحو بإجابتي منحىً تطبقيًا بخصوص الرسالة المعنونة ”سنان ينظر من خرم الإبرة”.. هو نص مبني على ضيق العبارة التي تتفجر بعد خروجها من ضيقه. يقول النفري العظيم «كلما ضاقت العبارة اتسعت الرؤيا». ترى كيف يحصل ذلك؟ هل تساءلنا يومًا على سبيل المعارف، كيف تطبع صورة المنظر الكثيف في أدمغتنا وهي تدخل من بؤبؤ العين الصغير؟ ربما هذا سؤال ساذج، لكنني أبدأ به كصيغة منتهية ذلك أن شكسبير يسميها بـ (اللحظة) ولدى غاندي هي (الخطوة)، واختار لها الفلاسفة مسميات أخرى. وفي الكتابة هي (النقطة) فهل إنتبهنا لها؟ فمع النقطة تكون الرؤى السابقة وكأنها اختزنت على نحو متفجر بحاجة إلى منفذ، وفي حالة المنفذ الكبير ستتسرب محمولات النص على شكل سوائل مندلقة على عكس كثافة الطاقة في بطارية مختزنة. وبغض النظر عن المسميات فهذا ما يجعل الشاعر منشئ لأقوى أنواع التعبير المكثف، ويحذو الناثر إلى ذات الكثافة فلا تسطيع التفريق بين ما هو نثر وشعر أحيانًا، والكثير من النصوص تحتوي الوجهين. لنلاحظ أشعار الراحل محمود درويش فهي بأغلبها حكايات، اختارت أن تخرج من ضيقها السردي إلى ناحية الشعر، كذلك الأمر لدى الشاعر الداغستاني (رسول حمزاتوف)، الذي تسبب مقالك عنه بما نقوم به الآن بتوجيه العناية لتلك (المُغيّبات) في الأدب. فيكون بالإمكان تحويلها إلى قصة أو ثيمة لرواية، ولكن لا يحدث العكس أبدًا. ولدى القاص فعله المشابه ذاته كما في النصوص القصيرة لـ محـمد خضير ومحيي الأشيقر، لاحظي (حدائق الوجوه) و(سوسن أبيض) للكاتبين على التوالي، فهي نصوص شاعرية تنطوي على عناية خالصة بالرسم والجمالية وجودة التعبير، بالإضافة إلى اختراق الحاجز النثري ذاته. أشبّه ذلك بالجنين الذي يتحول إلى مولود يتوق إلى الهواء الخارج من ظلامه إلى نوره. وعليه سيكون لمحمولات النص من الرثاء والألم معنى آخر غير ما وصل إليه كفقدان أو نهاية نسميها بالموت. حضور أشبههُ بولادة جديدة حتى وإنْ حمل شقائه ولوعة فراقه، لسبب هو مقدرة الكاتب تحويلها إلى طاقة دافعة، بل سلطة نصية قائمة بذاتها، فلم يعد الموت موتًا، ولا الفقر فقرًا، إنه تجاوز الحاجز اللامرئي حسب المفكر Henry David Thoreau في كتابه (Walden) الذي يبحث فيه عن تلك الدوافع بتجربة إقصائية عزلوية شخصية مثيرة، بل يضيف إلى أن عددًا من القوانين الدافعة ستبدأ بفعلها وتنظم نفسها بنفسها إلى أي فعل يختاره المبدع الإنسان، وليس الإنسان المبدع، بل سيتم توسيع القوانين القديمة، وتفسيرها لصالحه بمعنى أكثر ليبرالية.
أنا لا أدعي أنني قمت بكل ذلك في نص استذكاري قصير جاء على نحو رسالة، ولكن حينما تكثر قراءاتك يتأهل صوتك مسموعًا هذه المرة، وكل مرة. فأنت لا تزيح الغبار، إنما هو ينظم إلى حقلك الفسيح بالاختيار، وبكل التفاصيل كما ذكرتي. يضاف إلى ذلك، وهي حالة أشبه أن تكون (مَرضية إبداعية) تنطوي على حركة من القطع والتماهي، تحسسك بأنك أنت/هو نفسك الغائب والضمير المخاطب. بالطبع ينطبق ذلك على الكثير من الدراسات الروحانية، ولكن ما يهمنا هنا: بقدر ما تُبسّط الأمر يبدو لك الإبداع أمرًا سهلًا، مثلما يكون على المقابل تقبله وهو ما جرى الاصطلاح عليه بـ (السهل الممتنع)، تلك هي الفكرة التي يستطيع الجميع حيازتها، لكنني أعود إلى التأكيد على توسيع المعرفية والقراءة والعمل بدأب وصبر.

_______________
1. نص من صفحة الناقد الأديب هاشم مطر من مرثيته في " سنان سامي نادر ".


انتظرونا عند "ما تأثير التصوير البياني على أخيلة وتشبيهات واستعارات الكاتب في رسائل المراثي" الجزء الثالث رفقة الخريف من الحلقة الرابعة من "الكتابة قطب الأدب وفدامة العقول ، ومن صناعة الترسَّل– أدب الرسائل-" حوارنا مع الأديب هاشم مطر في"بؤرة ضوء"



#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما تأثير التصوير البياني على أخيلة وتشبيهات واستعارات الكاتب ...
- هاشم مطر - فتنة الكتابة وأدب الرسائل- الحلقة الثالثة
- الرسالة والرسالة في رقة الألفاظ وتواؤمها في الجرس وجمال النغ ...
- -الكتابة قطب الأدب وفدامة العقول ، ومن صناعة التَرسّل – أدب ...
- - ثقافة المقاومة - من فعلُ الكتابة، يلازمه وعيه الأنطولوجي ح ...
- 8 أذار يعدم داعش 6 نساء في الموصل
- - قشة التبتل عند ناصية العبث - من فعلُ الكتابة، يلازمه وعيه ...
- ماهية الكتابة والبنيوية التكوينية لنصوص غلوم الأدبية
- جواد غلوم: فعلُ الكتابة يلازمه وعيه الأنطولوجي حد تخوم اللغة ...
- كتاب -في دروب الفكر والكتابة - مقدمة الدكتورة خديجة زتيلي -ب ...
- -مصطلح الأمركة .. فلسفة أم مؤامرة -من -دهشة فعل التفلسف كعقل ...
- نقد الفيلسوف آركون العقل الديني الإسلامي ومشكلته اللاهوتية ، ...
- - هل أوجد الفيلسوف محمد أركون البديل الناجع من المنهجيات الع ...
- - لم سيّد أفلاطون الرجل ومَنحه سمة الحبّ فقط وجعل مرتبة المر ...
- - الإدراك الفردي من خلال المفاهيم الكليّة في فلسفة كروتشه - ...
- - هل أسّس كروتشه لنفسه فلسفة جديدة كلغة تعبيريّة لكتابة فلسف ...
- - فن الشعر ضرب من ضروب المحاكاة - من -دهشة فعل التفلسف كعقلن ...
- - المحاكاة الغريزية في فن الشعر لأرسطو - من -دهشة فعل التفلس ...
- - هل أنتم محصنون ضد الحريم* - - من -دهشة فعل التفلسف كعقلنة ...
- - وجهة الوعي العقلاني الليبرالي في مرحلة ما بعد الحداثة - من ...


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فاطمة الفلاحي - سنان ينظر من خرم الإبرة!؟ الجزء الثاني من الحلقة الرابعة من -الكتابة قطب الأدب وفدامة العقول ، ومن صناعة الترسل– أدب الرسائل-