عبدالامير آل حاوي
الحوار المتمدن-العدد: 6207 - 2019 / 4 / 21 - 17:17
المحور:
كتابات ساخرة
هكذا وبشكل مفاجئ يداهمك الاحساس بالفراغ والوحدة بعد أن تضطرك الظروف على مغادرة محيطك الذي تحب ..أحبابك وأصحابك أو عملك الذي تحبه وتبدع فيه والذي يملؤك حيوية ونشاط وسعادة لا سيما حينما تجتاز تحدياً وتحقق نجاحاً مهنياً أو أجتماعياً ملفت للأنظار حينها تعتريك موجة من الحزن والقنوط بعد أن تواجه صعوبة في الجلوس مع نفسك وحيداً والتكيف مع الوضع الجديد فمن الصعب أيجاد البدائل في هذا السن الذي يصعب فيه تغيير علاقاتك الاجتماعية أو عملك الذي تتقنه وتجد نفسك فيه ...قد يعشق البعض وحدته ويجد الهدوء والراحة فيها ولكن يبقى الانسان وليد ولصيق البيئة والمجتمع الذي يكبر وينمو ويشيخ فيه كما هيَ الزروع والاشجار . أن الوحدة المفروضة تكون ثقيلة جاثمة على الصدر فبعد أن كنت سعيداً ومبتهجاً بالدائرة التي تحيط بها نفسك تتكلم فيسمعونك، يضحكون، يتفاعلون، يعلقون، يهللون لك فتشعر بقيمتك وأهميتك ثم تستيقظ من غفوتك فتنظر حولك وتجد أن من كانوا في صحبتك تحولوا الى مجرد ذكرى بعد أن توقف رنين الهاتف المستمر صباحاً ومساءاً ولم يعد لديك سوى تصفح الاسماء مراراً وتكراراً بعدها تبدأ عملية محوأسماء من كانوا مفروضين عليك بحكم العمل أوالظروف ومع ذلك عليك ان تثور على عبوديتك للهاتف والحاسوب وكل ما ينتمي للانترنيت الذي يجعلك أسيراً له وتنطلق مجدداً لفضاءات جديدة تشرق فيها نفسك وتتألق روحك من جديد قبل فوات الأوان...بعد غياب الضجيج من حولك وتوقف السعي اليومي المحموم لانجاز ما مفروض عليك من مهام لاتنهزم تمتع بأحتساء فنجان قهوة أوشاي على أريكة مريحة وتأمل الطبيعة والمكان والاجمل تصفح كتاب جميل يطير بك الى عوالم أخرى قد تكون وسط المئات ولا تشعر بصحبتهم، وقد لا يكون هناك أحد غيرك ولكنك تستمتع بصحبةنفسك ...لذلك كل ما يهم هو أن تستمتع بما تفعل.بالطبع تكون الوحدة مؤلمة ولكنها أهون بكثير من أن يتذكرك الناس فقط وقت فراغهم
#عبدالامير_آل_حاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟