أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - ماوراء اقليم البصرة















المزيد.....


ماوراء اقليم البصرة


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 6207 - 2019 / 4 / 21 - 13:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماوراء اقليم البصرة
ادهم ابراهيم
بين فترة واخرى يخرج علينا مجموعة من سياسيي العراق
ليطرحوا مشاريع جديدة , للتمويه على المواطن العراقي المبتلى بعملية سياسية عرجاء . ومن هذه المشاريع النظام الرئاسي الذي صدع راسنا به زعيم حزب الدعوة واعتبر كل مشاكل العراق والفشل الذي رافق حكمه يعود الى شكل نظام الحكم وليس سوء الادارة والفساد الذي ازكم الانوف . ولعل الدعوة الى اقليم البصرة التي ظهرت مؤخرا هي جزء من هذا السلوك , والتي تاتي ايضا للتمويه على فساد مجلس المحافظة والاحزاب المنظوية به . والهروب من المسائلة القانونية والاخلاقية بشعار اقليم البصرة البراق وادعاء الخير الوفير الذي سياتي به هذا الاقليم لاهالي المدينة المنكوبة باحزاب السوء ومافياتهم من اللصوص والبلطجية

الدعوة للاقاليم
ان الدعوة للاقاليم في العراق قد جاءت بعد الاحتلال الامريكي للعراق . واول من نادى به المرحوم عبد العزيز الحكيم الذي طالب باقليم الجنوب , كما تم ادراج فقرة في الدستور على حق المحافظة الواحدة او مجموعة محافظات لتشكيل اقليم
وفي العلوم الادارية نجد ان اللامركزية هو اسلوب اداري حديث يحقق طموحات السكان المحليين . وهناك دول عديدة تتبنى الادارة بالاقاليم . وخصوصا الدول المتقدمة علميا وحضاريا . وهذا المنهج شأنه شأن الديموقراطية , يحتاج الى مواطنين متعلمين ومجتمعات متقدمة متصالحة مع نفسها . اما عندنا في العراق فان اغلب سكانه يعاني من الامية , اضافة الى التخلف الحضارى والممارسات العشائرية والتمسك بمفاهيم دينية وطائفية موغلة بالتخلف وتستند على ماضي وتاريخ مشوه , ولذلك فان طرح فكرة الاقاليم في هذا الوقت بالذات لايخدم الشعب العراقي , وقد يؤدي الى تفتيت الدولة العراقية وتقطيع اوصالها من الشمال الى الجنوب

مشاريع للنهب
ان الدعوة للاقاليم ماهي الا مشاريع جديدة للنهب والسلب , فلن تغير من الحال المعاشي والخدمي للاهالي وسوف لن تؤدي الا الى
المزيد من البؤس والفقر . . وان الكل يعلم بان لاوجود لدولة حقيقية في العراق وانما هناك اقطاعيات حزبية
تسير الوزارات والمرافق العامة لسرقتها وحرمان المواطن من ابسط الخدمات الانسانية او حقوق المواطنة بالعيش في سلام وامان . وقد اصبح كل شئ في العراق فضائي , فهناك جنود فضائيين وحشد فضائي ومشاريع فضائية لاوجود لها . حتى حان الدور الان على المحافظات لتصبح اقاليم فضائية بهدف الكسب غير المشروع ايضا

دوافع حزبية
ان دعوات الاقاليم المطروحة الان لها دوافع حزبية ضيقة فبعد ان كانت دولة القانون تعارض اي فكرة للاقاليم نجد الان رئيس مجلس محافظة البصرة وهو من هذه الكتلة يطالب بالحاح لتحويل المحافظة الى اقليم , وقد خرج توا من السجن بعد الحكم عليه بجرائم فساد . وان ذلك يعطي مؤشرا واضحا للاهداف الكامنة وراء دعوات الاقليم , والتي بدأت من الفاسدين والمتهمين بجرائم الرشوة وخيانة الامانة

استغلال نقمة الجماهير
هناك من يدافع عن هذه الدعوات المشبوهة عن قصد او سذاجة حيث ان هذه الدعوات تستغل نقمة الجماهير وحراكها على الحكومة المركزية والمحلية , لانعدام الامن والخدمات من ماء وكهرباء وغيرها لتحرفها عن اهدافها في اسقاط العملية السياسية الفاسدة برمتها
وتحولها الى دعوات الانفصال او الاقاليم . وكذلك لسحب البساط من قادة الحراك الشعبي , بعد ان عجزت الاحزاب الحاكمة عن اخماد جذوة الانتفاصة , في مزايدات مفضوحة ومشبوهة غايتها ايقاف الاحتجاجات المتوقع القيام بها في الصيف القادم . مع العلم ان من يطالب بهذا الاقليم هو نفسه الذي حرم اهالي البصرة من المشاريع رغم المبالغ الطائلة التي منحت لهم في السنوت السابقة وان دعاة اقليم البصرة لايكفون عن ترديد نغمة ان البصرة غنية بالموارد النفطية وفيها الميناء الوحيد للعراق وان 80%من ميزانية العراق تعتمد عليها . وهم يعلمون جيدا ان الدستور الذي نص على جواز الاقاليم قد حدد كذلك ان النفط وبقية الثروات الوطنية هي ملك الشعب كله ولايقتصر على محافظة واحدة او اقليم لينفرد بها وحده . واذا كان عند البصرة النفط فان عند المحافظات الاخرى منافذ حدودية كثيرة اضافة الى الماء الذي يعتبر عصب الحياة وهو بالتاكيد اهم من النفط والموارد الاخرى . وان محافظات العراق بالونها وخيراتها المتنوعة تكمل بعضها البعض وليس من مصلحة مدينة واحدة او محافظة الانفراد بموارد دون اخرى

وعود كاذبة
ان النظرة الانانية الضيقة في محافظة ما قد تدفع لمطالبات غير عقلانية مشابهة لمحافظات اخرى وتخلق نزاعات محلية جديدة اضافة الى النزاعات الاقليمية الجاريةالان
ان كثرة الاحزاب المشاركة في الحكم المحلي وتصارعها على الغنائم سوف لن تعطي للمواطن البصري سوى الوعود والمشاريع المعطلة . وقد ثبت ذلك من خلال ادارتها للمحافظة لاكثر من خمسة عشر عاما . فهل نتوقع ان يصلحوا انفسهم ويخدموا المحافظة بين ليلة وضحاها

لاتنخدعوا بالشعارات فانها مخدرة كالافيون , ولاتقدم لكم سوى الفقر والجوع والاستغلال لحد العبودية من نفس الاحزاب الحاكمة وممثليها في مجالس المحافظات , ولن تشهدوا اي تحسن بالخدمات من ماء وكهرباء وطرق معبدة ومجاري ولا سكن او تعيينات وغيرها من الحاجات الاساسية للمواطنين . وقد ضاعت كل فرص العيش الكريم امام المواطن العراقي من الشمال الى الجنوب . ان العراقيين كافة في مركب واحد فلا الاقاليم , ولا دعوات الاصلاح ولا
الآمال الكاذبة ستحسن الاوضاع الكارثية في كل المحافظات العراقية بلا استثناء . ولايمكن لمحافظة واحدة ان تنجوا من هذا الطاعون المستشري في الجسد العراقي

صيف ساخن
المطلوب في هذه المرحلة عدم الاتفات لهذه الدعوات المغرضة والعمل على رص الصفوف وانهاض الشعب , كل الشعب , ليقف وقفة رجل واحد لكسح الطغمة الحاكمة الفاسدة التي تاجرت بالدين , وتتاجر الان بدعوات الاقاليم . انهم يلفظون انفاسهم الاخيرة ففرصتهم الاخيرة في توزير السيد عادل عبد المهدي قد انتهت . ولم يستطع حتى ان يكمل وزارته , كما عجز عن توفير الامن او ايقاف العصابات المافيوية ناهيك عن الاحزاب الطفيلية . اضافة الى استمرار تسلط الدولة العميقة التي تعمل على ادامة الفساد وهي تنمو في الجسد العراقي كالسرطان
نحن نعلم وهم يعلمون جيدا ان الصيف القادم سيكون ساخنا جدا وان احداثا جسام ستقع , بعد ان مل الشعب من الاساليب القمعية لاحزاب السوء والوعود الكاذبة , ومنها دعوات الاقاليم . ومن البصرة الصامدة الجريحة ستنطلق شرارة الغضب العراقي لتعم المحافظات كافة وتنهي المرحلة القاتمة من تاريخ العراق
ادهم ابراهيم



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب العدالة والتنمية التركي . بداية النهاية
- العودة الى الديكتاتورية ام الملكية
- الجزائر . على اعتاب الجمهورية الثانية
- الهوية الوطنية في مهب الريح
- محاربة الفساد في العراق
- سقوط الاسلام السياسي في العراق
- انها مجرد فضائية ترفيهيه
- السعودية والخروج من عباءة التطرف
- الصراع الامريكي الايراني في العراق
- العلاقة الجدلية بين الفساد والدولة العميقة في العراق
- انهم يغتالون الكلمة الحرة
- العراق ساحة الصراع الامريكي الايراني
- هل الزمن يغير توجهاتنا ؟
- الثورة السورية والديموقراطية العراقية
- كركوك من التغيير الديموغرافي الى علم كوردستان
- حول الانسحاب الامريكي من العراق
- اثار الانسحاب الامريكي من سوريا والموقف العراقي
- مشروع قانون الخدمة الالزامية
- السترات الصفراء . . مطالب شعبية وتدخلات مشبوهة
- عودة النظرة الدونية للمرأة


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - ماوراء اقليم البصرة