|
ادراك العدالة المرتبكة !!!
ميثاق بيات الضيفي
الحوار المتمدن-العدد: 6206 - 2019 / 4 / 20 - 13:01
المحور:
حقوق الانسان
إدراك العدالة المرتبكة !!!
بقلم/ الدكتور ميثاق بيات ألضيفي ماذا يمكن أن يكون السبب الحقيقي للإحباط في الحياة؟ أعتقد أنه صدام مع الظلم، وفي مرحلة ما من حياتنا يمكننا أن نصل لمرحلة نجد فيها أن صبرنا قد تحطم، فنحن نعيش في عصر مسعور للغاية فيه الحياة ذات سعة كبيرة لدرجة أنه وفي بعض الأحيان ليس لدينا وقت للرد والتعامل مع العديد من الأشياء، فكل شيء يدمج كما لو كنا نموج في نفق منحدر والنتيجة تمثلت في فقداننا الإيمان بالذات وبالآخرين وفي المستقبل وحتى في الوجود!! وقد يكون ذلك لأننا نشعر ونرى الكيفية التي تتم عبرها معاملتنا بشكل غير عادل في هذا الموقف أو ذلك أو غيره، وفي ذات الاوقات نرى أن شخصًا ما لديه حقوق وامتيازات أكثر منا جميعا وأن شخصًا ما يعامل بشكل أفضل وأننا مظلومين مع إننا نستحق المزيد من الاحترام وأن شخصًا ما قد أدين ونحن نعرف أنه بريء، ولذا فقد نود إن نصبح مقاتلين لأجل العدالة، وغالبًا ما نقضي الكثير من الوقت نجرب ونعاني لكن عملنا لا يعطي نتائج ويرافقه مقدار كبير من الهدر الذي نضيعه من الزمن والكم الكبير من الأعصاب التي نحرقها في داخلنا، ونمضي قدمًا في محاولاتنا للإثبات للعالم أجمع أن كل هذا غير عادل وواجبنا إن نسعى لنحاول الحفاظ على التفكير الإيجابي والتفاؤل. لا أحد ليس لديه مشاكل عادية أو حتى ازمات مثالية أبدا، ولا أحد يفعل بالضبط ما يراه مناسبا، وكما إن نزاهة ومبادئ الحياة مختلفة في نظر الجميع، ولذلك نعتقد أن العدالة تكتسب معنى حقيقيًا حينما لا توجد عبرها مصلحة ذاتية أو منفعة شخصية أو معنى خفي، وفي هذا العالم هناك درجات مختلفة لمستويات الاهتمام وعندما ننجح فعليا بجعل شخصًا ما سعيدًا سنشعر بالارتياح لأن نتائج عملنا أصبحت إيجابية وعندها فقط قد نعتبر العدالة منتصرة لبعض الشيء، فتستمر الحياة ونختار مرة أخرى المسار الذي نريد اتباعه متوقعين النجاح والنبل والحياة المثالية والشكر والحب والرحمة وفرصة اكتساب شيئا كفوا، لكن في مرحلة ما مرة أخرى قد نواجه تلًا من الظلم ثم نبدأ مرة أخرى في النضال لإثبات برنا للعالم. كل جوانب الحياة صراع أبدي فماذا ومتى يتعين علينا إثبات قضيتنا أمام العدالة؟ لابد إن نحاول بكل قوة قلوبنا وارواحنا أن نثبت براءتنا وصدقنا، غير إن الحقائق أشياء عنيدة تحتضن الظروف والذعر والخوف وخيبة الأمل وعبرها تكون الحياة لا معنى لها لدرجة أن كل شيء سيبدو قد فقد، لكننا لابد إن ندرك انه تحت أي ظرف من الظروف من المهم الحفاظ على الثقة والإيمان بأن العدالة ستتغلب على أية عقبات ولذا فيجب ألا نفقد عزمنا عندما يتم إلقاؤنا أو عندما نكون في القمة، وإلا فإن الحقيقة سوف تنحرف عنا وسيكون تحقيق نتيجة إيجابية أكثر صعوبة وهذا هو قانون الطبيعة وقانون الحياة. ويمكننا تعريف العدالة بطرق مختلفة لكن من المهم أن يفهم الجميع وبوضوح كيف يستوجب إن يعيشوا ويتصرفوا وفقًا للعدالة، وبمجرد انجازنا ورسمنا لصورة النجاح الخاصة بنا ولأنفسنا فيمكننا أن نقرر ازاء ذلك كيفية التصرف والمضي قدمًا من أجل العيش بشكل صحيح من دون الإساءة ومن دون إيذاء أي شخص، غير انه ولأجل الحصول على النتيجة سنواجه العديد من الصعوبات والعقبات والجحود والمشاكل وسنعتبر كل ذلك ظلمًا بينما أفكارنا ومعتقداتنا وفقًا لقانون الجذب ستجذب لنا وتجذبنا نحو مواقف وافعال مختلفة وفقًا لقانون الطفرة لذا فإن ما نبعثه للآخرين وما نقوم به إن كان جيدًا أو سيئًا فسيعود إلينا، لان طريقنا في الحياة هو صراع مستمر من أجل العدالة ومن أجل النجاح ومن أجل حسن الخلق ومن اجل أنفسنا إن كنا لا نريد أن نخسر ولا إن يتم رفضنا. غير إنه لا يكفينا أن نتمنى أن نكون محبوبين وأن نتمنى إن نكون منصفين إنما علينا أن نفعل الخير وأن نكون عطوفين ومهتمين بالآخرين وأن نساعد الأصدقاء والمعارف والغرباء، ويجب ألا نضطر إلى القيام بأي شيء نظلم به الآخرين وان نعلم إننا ومن خلال العمل الجيد نحصل على الامتنان، لأنه لا يمكن أن يكون شيئا جيدا أكثر من العدالة للحصول والوصول إلى الخير والنجاح والسعادة وجوهر الحياة وهذه مكافأة عادلة تجلب لنا المنفعة واحترام الذات والراحة القلبية. ولذا سيكون لدينا دائما القوة لتقرير ما نريده من الحياة فلدينا القوة لإدراك الخير الذي يتم إخفاؤه بمساعدة العزم والخيال والحماس والفرح والإيمان وعندها سيكافئنا رب الحياة بكل المزايا التي نحتاجها والتي لا نحتاجها، وسيكون ذلك سبيلا للوصول لغاية العدالة فلذا يجدر بنا إن ندرك إننا ولأجل إن نحقق العدالة لأنفسنا وللآخرين فنحن لسنا بحاجة إلى فعل الشر لأن كل شيء في الحياة أمر طبيعي ومقدر وذلك لأنه إذا تسببنا في ضرر لشخص ما فسيعود إلينا ذلك الضرر بالتأكيد وقد يحدث ذلك في أكثر اللحظات غير المتوقعة لدرجة أنه يطغى علينا ونحن في أسوأ الأحوال، فلذا لا يجب إن نجزع لأن كل عمل سيء يمكننا تصحيحه عبر إدراكنا الخطأ والتوبة باجتهادنا في تصحيح مظالمنا السابقة.
#ميثاق_بيات_الضيفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
غاية ميكافيلي... لا تبررها الوسيلة !!!
-
لسنا مبالين... فهل ذلك يعقل؟؟؟
-
تكنولوجيا... روج الضفادع !!!
-
الثقافة... لماذا نحتاجها ؟؟؟
-
قشة خلاصنا !!!
-
هشاشة العمر الديمقراطي
-
الابداع... كيف يتبادر ؟؟؟
-
اليأس المهستر !!!
-
الشفق الأحمر
-
أخبروني مما تخافوه... لاخبركم من أنتم؟؟؟
-
تكتكة أخلاق السياسة
-
المذنبون الأبرياء... بين الوطن والوطنية
-
الخوف المهين... سيف ذو حدين !!!
-
لست عدوا للتكنولوجيا... ولكن ؟؟؟
-
الحرية... من دون face makeup
-
المقاومة الفكرية... هل هي ممكنة؟
-
حكاية الشتات الحديث
-
تاج اللآلئ... بين الحقيقة والافتراض
-
الاساطير... بين الأمن والسياسة !!!
-
محاكمة الحوكمة
المزيد.....
-
كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
-
اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
-
السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في
...
-
ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
-
السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير
...
-
غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا
...
-
شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
-
هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و
...
-
ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها
...
-
العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|