ماجد أمين
الحوار المتمدن-العدد: 6205 - 2019 / 4 / 19 - 16:16
المحور:
الادب والفن
لنحلم....
كلما نحلم.. نقر بأن حقيقة هناك..ستولد.. تتمخض احلامنا حقائق لاتدرك الا بعد حين.. وقد لاتدرك ابدا..
لاتبتئس عندما تجد البعض يدوس على النحوم بخفي حنين..
لا تحزن..
عندما لايعيرك احد اذنيه.. فهؤلاء موتى..
وإن ترائى لك حفيف خطواتهم..
لاتندهش عندما تفرز القبور قيح الاجداث..
طالما النمل ينبثق من بين ثنايا الجدران..
الجدران التي سجلت حوار عاشقين لم يكملا قبلة او نشوة..
القهقهات تفضح الاسرار.. بيد انننا نظن
وحدنا نمتلك ناصية الفضائح..
لنحلم.. فالحالمون وحدهم.. يصنعون الحقائق..
لاتبتئس عندما لا يستمع هؤلاد لصوت هزار يغني..
فهو لايغني لأحد بعينه..
الغناء كعطر الازهار.. تحمله النسمات متاحا للجميع..
نحن من نحتكر الاشياء لاننا صغار.. عبيد.. نتوق لزنزانات التقمص في الحقارة..
ندعي بكبرياء فارغه.. اننا عاشقون..
ثم مانلبث ان نلوذ بالحفر نحتضن الذعر..
ترتعد فرائصنا.. بينما عصفور بحجم راحة كف يستقبل القدر باغنية..
لايأبه للنواىب..
وداعا ابها الهاربون من أقدارهم..
ايها اللائذون في كفوف الموت..
العصافير والحمائم تسخر منا.. اذ نمشي سربعا بخطى واثقة لنهاياتنا المؤلمة..
لنحلم.. فاحلاَمنا تولد صامتة ثم رويدا رويدا تصدح بالغناء..
وداعا للتافهين..
وداعا للعبيد عشاق الاغلال..
وداعا لمن اعتاد ارتياد زنازين النكوص.. والذل..
وداعا...
سأرافق العصافير.. واغازل الفراشات.. واتعلم من الباشق كيف ان اكون عملاقا دون ضجيج..
الباشق يصفق بجناحيه في اعالي للقمم صادقا..
غير موارب..
سئمت كلامكم الَمنمق بالنفاق..
ما إن ادير ظهري.. تنطلق سهاما محملة بالقيح والقبح.. والرذيلة..
وداعا.
لم اذق طعم الحرية في ظهرانيكم.. واعلن اسفي لضياع حقبة من سنين تبخرت سدى وضاعت هباءا..
اللحظة ادركت ان الحرية لاتكتب في صفحات الصحف. ولاتعلم في المدارس..
ولاتعطى ولاتكتسب فهي احساس تتنفسه الفراشات.. ربما نتذوق طعم الحربة.. من رفرفة فراشة او زقزقة سنونوة صغيرة..
الحرية.. طائر لايَمكن ترويضه..
لذا عليك ان تتبع نسيمها.. اينما.. حلق شذى عبقها..
وداعا غير مبتئس....
لكني أرثي سنين العمر التي لفها الضياع..
وداعا..
#ماجد_أمين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟