أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حنان محمد السعيد - ثورة لا تحكم .. تكسر














المزيد.....

ثورة لا تحكم .. تكسر


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 6203 - 2019 / 4 / 17 - 19:46
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


ان اروع ما في الثورات العربية أنها تأتي عفوية بدون ترتيبات سابقة، يحركها دائما نفاد صبر نسبة لا يستهان بها من ابناء هذه الشعوب على القمع والفساد والتهميش والتنكيل حيث يخرج هؤلاء الى الشارع بدون رؤوس محركة فتكون ثورة من طين الأرض يتساوى فيها جميع التيارات والفئات وتطالب بمطالب متقاربة.
الى أن هذا الأمر على الرغم من روعته ومشروعيته يعد ايضا نقطة الضعف الأبرز في هذه الثورات، حيث لا يوجد في اغلب الحالات رأس يمكن ان يقود المجموعات ويكون مسؤولا عن تحقيق الأهداف الشعبية.
ولذلك ايضا يتعرض هؤلاء للكثير من المناورات من النظام الذي ثاروا عليه ومن الجهات التي تعمل على حماية مصالحها من خلال الابقاء على النظام القديم والالتفاف على المطالب الجماهيرية ووضع بديل يمكن ان يخدع الجماهير لبعض الوقت وحتى يتمكن النظام من جمع شتاته وتقوية نقاط ضعفه وجمع الأشخاص المؤثرين الذين التفت حولهم الجماهير الغرة والتنكيل بهم والصاق كل التهم المشينة بهم وهو ما حدث في مصر على سبيل المثال حيث انتهى الأمر بالثورة بانطفاء جذوتها وبكل من يحمل افكارها عن الحرية والعدالة الاجتماعية بالتنكيل أو الحبس أو الهروب الى الخارج أو حتى التصفية الجسدية.
واكاد ابكي دما عندما اشاهد ان الثورة الجزائرية والثورة السودانية تتعرضان لنفس المشكلة حيث يعمل الجنرالات على تهدئة الشارع بالوعود والعهود وحتى يتم استنزاف قدرة الناس على الصمود أو حتى يتم بث روح الخلاف بين صفوف الشعب الموحدة على الهدف.
ولا أفهم لماذا يرضى الثوار بأقل من فرض ارادتهم على النظام ووضع اشخاص يعرفونهم ويضمنون نظافتهم وانتمائهم للمطالب الثورية في مواقع الحكم ويتفقون مع هؤلاء على تنفيذ الارادة الشعبية ويراقبوهم ويحاسبوهم محاسبة دورية وحتى يطمئن الشارع أن الأمور بدأت تسير في الطريق الذي يرغبون فيه بحق.
ان اكثر العبارات المثيرة للأسى التي اذكرها من ايام الثورة المصرية هي تلك التي قالتها كلينتون حين كانت في منصب وزيرة الخارجية الأمريكية حيث قالت أنهم يتابعون الثورة المصرية عن كثب ويستهدفون ان يكون التغيير هو "تغيير وجوه وليس تغيير سياسات" أي سنزيل رأس ونضع رأس بديلة تحقق ايضا كل ما ترغب فيه القوى العظمى وتسير على نفس النهج المرفوض على المستويين الداخلي والخارجي وهو ما حدث بالفعل وان كان القمع والتنكيل والفساد وغياب القانون قد تضاعفوا جميعا حتى دخلت البلاد في نفق مظلم ظلاما دامسا لا يبدو له أخر !
اتمنى أن يفطن ثوار الجزائر والسودان الى هذا الأمر وأن لا يتركا الأمر لغير القوة الثورية في تشكيل الحكومة الانتقالية وأن يضعوا اشخاص منهم يعرفون انتمائهم حق المعرفة في المناصب الحساسة على اساس الاستحقاق والنزاهة والا سيخسرون كثيرا ويندمون حيث لا ينفع الندم.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعديلات لم يخلق مثلها في البلاد
- لا تثريب عليكم
- عصر ما بعد التعديلات الدستورية
- بين براثن العسكر
- الاخواني والمجنون
- ندوات تثقيفية
- مخربون
- اتركوا خلفكم كل أمل في النجاة
- ثمن المبادئ
- ليس دفاعا عن القتلة
- نحو المزيد من الفشل
- تنمر أنظمة
- الاحتفاء بالتنمية حرقا وشنقا وتحت عجلات المترو
- وطنك متباع .. سرك متذاع
- قاعدة لا يعمل بها
- للبيع: دستور لم يستخدم من قبل
- القبيحة ست جيرانها
- مجموع كل المساويء
- التربية على الطريقة المصرية
- احلام الثورة


المزيد.....




- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حنان محمد السعيد - ثورة لا تحكم .. تكسر