أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد موسى قريعي - يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٣)














المزيد.....

يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٣)


أحمد موسى قريعي
مؤلف وكاتب صحفي سوداني

(Ahmed Mousa Gerae)


الحوار المتمدن-العدد: 6203 - 2019 / 4 / 17 - 16:15
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


*
*يجب اقتلاع دولة الكيزان العميقة من جذورها*
الدولة العميقة، أو الدولة المتجذرة هي دولة غير ظاهرة داخل الدولة الظاهرة، تتكون من عناصر موجودة في مؤسسات ومفاصل الدولة المدنية والعسكرية والسياسية والإعلامية والأمنية في شكل تكتل وشبكة معقدة جدا من العلاقات والتداخل بين أجهزة "سيوعسكرية" وأجهزة "سيودينية" لمقاومة أي تغيير يطرأ من شأنه أن يهدد المصالح الحيوية للدولة العميقة والجالسين على رأسها. فهذه الدولة تعمل فقط على تعزيز وحماية مصالحها الخاصة حتى وإن أدى ذلك إلى زوال وانهيار الدولة الظاهرة.
ظهر مصطلح الدولة العميقة لأول مرة عندما أنشأ "كمال أتاتورك" عام 1923م شبكة سرية مكونة من مجموعات من ضباط الجيش والشرطة وبعض رجال القضاء والبيروقراطيين وعناصر أخرى للقيام بأعمال سرية تهدف إلى الحفاظ على علمانية الدولة التركية ومحاربة أي فكر أو حركة أو حزب أو أعضاء الحكومة من شأنه تهديد النظام العلماني التركي.
دولة الكيزان العميقة
للدولة الكيزانية في السودان وجود قوي و "هش" في آن واحد في مختلف أجهزة ومؤسسات ومفاصل الدولة، له تأثير في توجيه القرار السياسي مثلما يحدث الآن.
في الحقيقة هنالك وجهان لدولة الكيزان العميقة، أحدهما معلن وظاهر يتمثل في كوادرها الذين يوجدون الآن بشكل مستفز داخل مجلس "البرهان" العسكري مثل "عمر زين العابدين" ذلكم الكوز العصبي، إلى جانب إخوته في بقية مؤسسات الدولة المختلفة. ووجه أخر خفي غير معلن يتولى تحريك خيوط اللعبة لتنفيذ "خطط" الدولة العميقة لإجهاض الثورة، أو على أقل تقدير إفراغها من مضامينها الثورية.
في الواقع يعمل "الوجهان" على قدم وساق للإبقاء على مصالحهما وامتيازاتهما الخاصة، واستثنائهما واستثناء دولتهم العميقة من أية محاسبة أو مساءلة، وعدم تعرضهم لأية متابعة قضائية. لذلك نجد "الكيزان" يتمسكون ببقاء المجلس العسكري الثاني بعد أن فقدوا المجلس الأول، حتى يحركونه لأي اتجاه يريدونه، أو التأثير على قراراته. لأن أي تشكيل حكومي من خارج الإنقاذ وفترتها المشؤمة سيربك حساباتهم ويجعل دولتهم العميقة على السطح.
ينبغي أن نعلم أن من مظاهر الدولة الكيزانية العميقة "الغموض والسرية" اللذان يشكلان حماية تنظيمية لها حتى تقود أجهزتها السرية لقمع وإكراه الثوار على فض الاعتصام مهما كلف الأمر. بالإضافة إلى تجسس هذه الدولة وتضليلها للرأي العام السوداني عن طريق التشويه الإعلامي والديني لعناصر في تجمع المهنيين بشكل خاص.
يجب أن نعلم أيضا أن دولة الكيزان العميقة لا توجد فقط بسبب قدرتها على التخفي والتلون، بل بسبب امتلاكها القدرة أيضا على هيكلة علاقات "زبائنية" متنوعة مع الافراد الذين يوجدون خارج نطاق الدولة السودانية، والذين سيعملون على نصرتها حين يصلهم الاستدعاء.
يجب أن نضع في أذهاننا أن دولة الإنقاذ العميقة تمتلك النفط والذهب والأراضي والسلاح والمال والثراء الفاحش، لكنها لا تمتلك القبول وسط قطاعات الشعب المختلفة، الأمر الذي يساعد على كشفها وفضحها مستقبلا حتى يتم عزل منسوبيها الذين أجرموا اجتماعيا.
في عشرية الإنقاذ الأولى كان "الترابي" هو من يحرك ويرسم سياسة الدولة العميقة، والبشير وأعوانه ينفذون تلك السياسة من "سُكات". ثم صارت اللجنة "الأمنية – العسكرية" التي تعرفنا عليها في عهد "ابنعوف" المحرك الأساسي للدولة العميقة بعد مفاصلة رمضان 1999م.
الآن يجب علينا أن نترصد ونتعقب أعضاء تلك اللجنة واعتقالهم وتقديمهم للمحاسبة وبذلك نكون قد قضينا على "الرأس". وأعضاء اللجنة المطلوب القبض عليهم هم: (الفريق أول بكرى حسن صالح، الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين، الفريق أول محمد عطا، الفريق أول هاشم عثمان الحسين، الفريق أول هاشم عبد الله محمد، الفريق مهندس عماد الدين عدوي، الفريق يحي محمد خير، الفريق صديق عامر، الفريق أمن الرشيد فقيرى مدير الامن الشعبي، القائد عبد الله الجيلي ، منسق عام الدفاع الشعبي، القائد عبد القادر محمد زين ، منسق الخدمة الوطنية، القائد صلاح الطيب ، رئيس مفوضية التسريح وإعادة الدمج، البروفسير ابراهيم غندور، والدكتور مصطفي عثمان إسماعيل). ويجب ألا ننسى أن شعار هؤلاء القتلة هو: ‏( أطلق الرصاص لتقتل ).
كيف تعمل دولة الكيزان العميقة؟
من الأدوات المحببة لهذه الدولة استخدام العنف بأشكاله المختلفة، ثم العامل الديني، واستخدام الحيل والخداع، واستخدام جهاز الدولة الاداري والذي ما زالوا يتحكمون فيه. ثم التحكم في الأسواق بافتعال الأساطير والحكايات لإشاعة الفوضى الاقتصادية. بالإضافة إلى الحملات الدعائية والتحريض وخلق الحيل لتضخيم العديد من القضايا الفرعية الصغيرة على حساب القضايا الكبرى لتحريك الرأي في اتجاه يحافظ على بقاء دولتهم العميقة لأطول وقت ممكن. وبالتالي عدم حدوث التغيير الثوري المنشود.



#أحمد_موسى_قريعي (هاشتاغ)       Ahmed_Mousa_Gerae#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٢)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (1)
- لا تثقوا إلا في الشارع وحميتي
- لماذا نزايد على وطنية الفريق حميدتي
- النسخة الثانية من الإنقاذ
- الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (١٣)
- الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (١٢)
- الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (١١)
- الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (١٠)
- الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (٩)
- الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (٨)
- الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (٧)
- الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (٦)
- الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (٥)
- الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (٤)
- الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (٣)
- الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (٢)
- يوميات البارود والدم (1)
- اخيرا السنهوري حرا كما ينبغي
- الخطاب السلفي التقليدي المعاصر


المزيد.....




- مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد موسى قريعي - يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٣)