أحمد موسى قريعي
مؤلف وكاتب صحفي سوداني
(Ahmed Mousa Gerae)
الحوار المتمدن-العدد: 6202 - 2019 / 4 / 16 - 18:46
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
*يوميات الثورة السودانية .. الحل في البل (2)*
*إسقاط المجلس العسكري الثاني*
أرى أنه من مطالب الثورة الآنية التي يجب تحقيقها الآن بشكل فوري إسقاط مجلس "البرهان" العسكري الثاني، لأن هذا المجلس تُديره وتحركه عن بُعد وقُرب الدولة الكيزانية العميقة التي تتمدد في جميع مفاصل الدولة السودانية بلا رقيب أو حسيب كأن السودان كان من بقية أملاك أهلها.
كثيرون الآن تتعالى أصواتهم حتى تكاد تحجب الثورة ببقاء المجلس العسكري الثاني وإعطائه فرصة فهو حتما سيعمل على تحقيق مطالب الثورة، وأنا أقول هذه مجرد أماني وأوهام لا تمت للثورة بأية صلة، لأنه إذا كانت هذه الفرضية صحيحة فلماذا لا نرى فعلا ثوريا واحدا فقط قام به هذا المجلس؟ أليس من حقنا أن نطمئن على ثورتنا ونضمن مستقبلها؟ اليس من حقنا ألا نُخدع ثانية؟ ماذا يفيدنا كشعب سوداني؟ وماذا يفيد ثورتنا؟ بقاء هذا المجلس الكسيح؟ الذي تحاول من خلاله الإنقاذ استبدال جلدها بآخر تتعدد ألوانه وحركاته وضرباته.
بالطبع الإجابة تقول اننا لا نستفيد شيئا من بقاء هذا "الهيكل الإنقاذي" الذي يتغمص ببراعة فائقة دور القوات المسلحة، ويحاول ايهامنا بأنه "طريق الخلاص" الذي يقود في نهاية أمره إلى تحقيق مطالب الثورة ولو بعد حين. نحن لا نُريد فرضيات وتكهنات وتوقعات، بل نريد أفعالا لأن الوقت ليس من صالحنا لنجرب وننتظر نتيجة التجربة، لأنها بلا شك ستكون غير مقبولة او مقنعة.
في الواقع نحن لا نريد أصلا أي مجلس عسكري حتى لو كان من عند الله العليم الحكيم، ما نريده نحن حكومة مدنية انتقالية، وأن يذهب الجيش إلى ثكناته ويقوم بواجبه في حماية البلد والثورة معا. لأن تدخل الجيش في السياسة وشؤون الحكم أشبه بخلط الدين بالسياسة كلاهما ألعن من أخيه. وبالتأكيد وجود حكومة مدنية يمثل الضمانة الوحيدة لتحقيق أهداف ومطالب الثورة كاملة من غير انحراف أو السير في الطريق "الغلط" الذي غالبا ما تكون نهايته وعاقبته وخاتمته فقدان البوصلة الثورية وسرقة مجهود الشباب وبالتالي سرقة أحلامهم وأمانيهم والعودة بهم إلى خانة المربع الأول مربع الإنقاذ قبل سقوطها.
لا تسألوني عن كيفية إسقاط هذا المجلس، لأنها واضحة ومعلومة ومعروفة لديكم هي "الاعتصام" في أماكنكم وعدم مغادرتها لأي سبب أو ظرف و "شوية" صبر ومثابرة وتجدون أن الألوان في السودان صارت "وردية" تفوح منها رائحة النصر والثورة.
يتبع ....
أحمد موسى قريعي
[email protected]
#أحمد_موسى_قريعي (هاشتاغ)
Ahmed_Mousa_Gerae#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟