أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد موسى قريعي - لا تثقوا إلا في الشارع وحميتي














المزيد.....

لا تثقوا إلا في الشارع وحميتي


أحمد موسى قريعي
مؤلف وكاتب صحفي سوداني

(Ahmed Mousa Gerae)


الحوار المتمدن-العدد: 6201 - 2019 / 4 / 14 - 18:16
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لا تثقوا إلا في الشارع وحميتي
أحمد موسى قريعي
أيها الثوار لا تثقوا إلا في "الشارع" والاعتصام، لآن الجماهير لا تخون لأنها صاحبة المصلحة الحقيقية في أي تغيير أو تحول ديمقراطي يُفضي في خاتمة المطاف إلى دولة المواطنة والحريات، ما تم خلال الأشهر القليلة الماضية كان عملية استعادة لوعي الشعب السوداني الذي تم تجريفه وتوجيهه وتحويره وتحييده خلال ثلاثين سنة مريرة من حكم الإنقاذ.
وما يتم الآن هو صراع بين الثورة والدولة العميقة التي تحاول سرقة وتفتيت وتلويث وعي الثوار ودفعه في اتجاهات اليأس والممل. فإن تمسك الثوار بالشارع سوف يجعلون هذه الدولة تتساقط وتتبدد قواها المنهارة أصلا، لأنها رغم الجذور البعيدة لها، ورغم تغلغلها في مفاصل الدولة ومفاهيم الناس فهي ضعيفة ومتآكلة ومتفسخة وقاعدة "على الهبشة". لكن الاعتصام وحده لا يستطيع حسم هذا الصراع بالضربة القاضية لأنه يظل ورقة ضغط تُحكم سيطرتها فقط في اختيار ما نُريد. وهذا بالمقابل يُعطي الدولة العميقة فرصة ووقت إضافي تلتقط فيه أنفاسها وتستعيد عافيتها وتستعد للشوط الثاني من اللعب أو ما يُعرف بشوط المدربين. وبالتأكيد هذا اللعب سيكون عنيفا وخشنا.
فالمدرب الذي يجيد فن لعبة السياسة، ويمتلك البدائل والمرونة والخطوط الاستراتيجية والتكتيكية، والمبدأ هو الذي يستطيع أن يكسب الجولة لصالح مشجعيه.
نحن الآن نلعب هذا الشوط داخل "ملعب الكيزان" ودولتهم العميقة، وبما أننا لا نفهم بالضبط طبيعة هذا الملعب المخادع فلماذا لا نثق في الفريق أول "حميتي"؟ وندعمه ونشجعه حتى نستطيع تجاوز هذه المرحلة ونلتفت إلى مرحلة البناء. لأن "حميتي" هو الوحيد الذي يعرف طبيعة هذا الملعب ويعرف مخارج ومداخل الدولة الكيزانية العميقة، بل يمتلك القدرة على تحطيمها وتشتيتها وتفريقها وإفراغها ووأدها، لأنه ليس له مصلحة في بقاء هذه الدولة التي استخدمته شر استخدام، ولكن ذكائه الفطري البدوي وصدقه جعلاه يتجاوز تلك المرحلة ويكفر عن ذنوبه وسيئاته في حق الشعب السوداني، ويفهم كيف تُدار اللعبة. فما لا تعرفونه هو أن هذا الرجل فعل خلال الأيام الماضية ما عجز الجميع من القيام به، فقد حافظ على مؤسسات الدولة وسيادتها وأمنها وكرامتها، فقد كان "حائط صد" بين الكيزان والجماهير فاستخدم كل ما يملك من قوة لعدم "فض الاعتصام" وقتل الثوار بطريقة وحشية مخادعة، فهو بذلك دافع عن الثورة واستمراريتها، وأجبر بقوات دعمه السريع إجبار "ابنعوف" وكمال وقوش على التنحي وهذه هي الحقيقة التي يجب أن يعرفها الثوار. وقد وقف مواقف أخرى وفعل أفعال سوف أذكرها لاحقا وعندها فقط سيعرف الشعب السوداني ماذا تعني عبارة "حميتي" عندما قال: (قد جاء الوقت الذي سيعرف فيه "ناس الخرطوم" شنو يعني دعم سريع).
يقول "ابن خلدون" رائد علم الاجتماع إن جميع الدول والممالك والأنظمة تحمل ضمن ما تحمل "عوامل فنائها" أي أن الأنظمة هي التي تكون سببا في زوال حكمها وملكها. فقد حمل نظام الإنقاذ عوامل فنائه وانهياره في يده التي قُطعت الآن بواسطة ذلك العامل ألا وهو "قوات الدعم السريع" التي ساعدت بفضل صدق قائدها على زوال الإنقاذ.
الجميع يُدرك أن المرحلة الآن صعبة والظرف حرج ونحن في حالة حرب حقيقية مع بقايا وفلول الجبهة القومية الإنقاذية الترابية. وهذا يعني أن أي مغادرة للشارع والاعتصام معناها انتكاسة للثورة وسرقتها. فمطلب رفض المجلس العسكري "وجيه" ومفهوم وضروري. لأن شبابنا الثائر لا يعرف أننا قد تم خداعنا أكثر من مرة في السابق بهذه المجلس بل ضُربنا على "قفانا" ولا نُريد أن نكرر ذات المشهد المؤلم. وللخروج من هذه الدوامة أقترح أن يتم تمثيل القوات المسلحة في مجلس "السيادة" المقترح، ومجلس الوزراء، وليس العكس فالحذر كل الحذر من تطعيم المجلس العسكري الحالي بواجهات مدنية لأنها تنافق المجلس وتحاول أن تكسب وده وتنسى أنها تمتلك "الشرعية الثورية". لكن أكرر أن يتم ذلك من خلال التفاوض السريع مع الفريق أول "حميتي" فهو مع الثورة، وخط الثورة، وقلب الثورة، وأحلام الشباب، وإن وعد أوفى بما وعد به بل يستطيع أن يدافع عن وعده ويحمي الثورة.
[email protected]



#أحمد_موسى_قريعي (هاشتاغ)       Ahmed_Mousa_Gerae#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نزايد على وطنية الفريق حميدتي
- النسخة الثانية من الإنقاذ
- الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (١٣)
- الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (١٢)
- الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (١١)
- الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (١٠)
- الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (٩)
- الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (٨)
- الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (٧)
- الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (٦)
- الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (٥)
- الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (٤)
- الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (٣)
- الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (٢)
- يوميات البارود والدم (1)
- اخيرا السنهوري حرا كما ينبغي
- الخطاب السلفي التقليدي المعاصر
- سيدي الرئيس.. قد حان وقت الانبرام
- نظرية الخنوع للحاكم
- عمبلوك الإنقاذ


المزيد.....




- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد موسى قريعي - لا تثقوا إلا في الشارع وحميتي