أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر الحجامي - متظاهرون في قصر الرئيس














المزيد.....


متظاهرون في قصر الرئيس


ثامر الحجامي
كاتب

(Thamer Alhechami)


الحوار المتمدن-العدد: 6200 - 2019 / 4 / 13 - 19:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن غريبا ما حدث في السودان، من إطاحة بحكم البشير الذي إستمر ثلاثين عاما، فهذا ما جرت عليه أحداث ما يسمى " الربيع العربي " ودخول المتظاهرين الى قصره كانت اللقطة الأخيرة، لمشهد سقوط حاكم آخر من حكام العرب، اللذين إنتهت صلاحية إستخدامهم، فلم يعودوا قابلين للإستهلاك، وتناولهم يصيب بالمرض.
لا يعني سقوط البشير نهاية النظام في السودان، فالبشير كان كبش الفداء الذي تم التضحية به، بعد تدخل الجيش السوداني، وعدم وجود قوى سياسية معارضة قادرة على إستلام زمام المبادرة، والخوف الشعبي من أن يكون السودان ساحة للفوضى والصراعات العرقية، كما حدث في بقية دول الربيع العربي، التي لم تعرف الإستقرار الى يومنا هذا، يضاف الى ذلك كله ترسيخ العقيدة الإخوانية الممتدة الى خمسين عاما، في صفوف السلطة الحاكمة وقواعدها الشعبية، التي لا تريد أن يكون التغيير شموليا يجلب لها الويلات والفوضى وينهي وجودها.
القرارات الحازمة التي أصدرها الجيش السوداني، تعطينا صورة واضحة عن المشهد القادم في الأحداث السودانية، إذا لم يكن اللاعب الدولي والإقليمي راغبا في غير ذلك، فإستنساخ التجربة المصرية التي جعلت الجيش المصري هو القوة الفاعلة في المشهد السياسي، وقضت على حكم الإخوان جاعلة الجنرال السيسي رئيسا لجمهورية مصر، هي المتوقع أن يكون لها حضور في المشهد السوداني القادم، لاسيما إذا ما علمنا إن مصر دخلت بقوة على خط الأزمة، فهي لا تريد فوضى على حدودها الشمالية والجنوبية.
لم ينفع البشير علاقته مع المحور الإخواني المدعوم قطريا وتركيا، ولا إشتراكه في التحالف العربي المدعوم إماراتيا وسعوديا، فالشعب السوداني أصابته الفاقة، وأمسى لا يستطيع الحصول على لقمة العيش، وغياب تام للمعالم العمرانية والحضرية والبنى التحتية، وفقد جنوبه الذي كان يغذيه بالنفط، ويسد جزء من إحتياجاته، وأصاب نظامه الفساد الذي يقتات على خيرات شعبه المعدم، فالسودان أصبحت منكوبة، تشكو سلطة رئيس مطلوب لمحكمة العدل الدولية بإعتباره مجرم حرب.
خلع البشير وإعتقل رجالات الصف الأول ورموز النظام، وأعلن الجيش تشكيل مجلس عسكري لإدارة البلاد في فترة إنتقالية، ربما هي تمهيد لإستلام أحد قادة الجيش دفة الحكم، بعد هدوء الأوضاع وعودة المتظاهرين الى بيوتهم فرحين بسقوط البشير، وإرضاء المعارضة ببعض من مغانم السلطة، دون أن يكون هناك تغيير حقيقي يلامس إحتياجات السودانيين وتطلعاتهم، يخلصهم من سنين القحط والعبودية، فهذا هو واقع الأحداث التي جرت في بقية البلدان العربية، ودخول المتظاهرين الى قصر الرئيس المخلوع لا يعني النهاية، بل إنها البداية لمرحلة جديدة، ربما تكون قاتمة في أحداثها.
تخلص السودانيون والعرب من حاكم آخر، لم يكن ليترك كرسي السلطة الا قتلا أو موتا، وكرة النار ستتسع لتطيح بحكام آخرين، ربما يظنون أنفسهم خلفاء على الأمة، وأن قصورهم العاجية ستحميهم من رياح التغيير، لكن بيوتهم أوهن من بيت العنكبوت.



#ثامر_الحجامي (هاشتاغ)       Thamer_Alhechami#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليبيا.. صراع بلا نهاية
- قمة النوم العربي
- موسم الحج الى العراق
- سفاح الموصل
- كي نكون دولة !
- صور أبلغ من الكلام
- وقفوهم إنهم برلمانيون
- إرهاب من نوع آخر
- دولة أم برج مراقبة ؟!
- العمالة الأجنبية والبطالة العراقية
- حكومات الفوضى
- عودة مسيلمة الكذاب
- رياضة وسياسة
- بعثي يطلب صداقتي !
- الجيش المظلوم !
- بعد الداخلية.. البناء يسقط في التربية
- النوايا الطيبة وحدها لا تكفي
- أنقذوا البصرة من الغرق !
- الناقة التي تحمل ذهبا
- الخروج من النفق المظلم


المزيد.....




- ضربات -تركية- على نفق أسلحة لقوات سوريا الديمقراطية.. ما حقي ...
- مصدر مصري لـCNN: السلطة الفلسطينية تستعيد إدارة معبر رفح.. و ...
- 12 سؤالا للحفاظ على صحة دماغك طوال الحياة
- سوريا: مقتل 15 في انفجار سيارة مفخخة في منبج
- مقتل مؤسس كتيبة المتطوعين في جمهورية دونيتسك بانفجار في مبنى ...
- البحرين.. عبد العاطي يؤكد التزام مصر بأمن الخليج
- طريقة رصد المناطق المحمومة في العالم
- سقوط سيارات من فوق جسر في تركيا
- صحة غزة تنشر حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- إيران ترسل 4 سفن حربية إلى الإمارات لمناورات مشتركة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر الحجامي - متظاهرون في قصر الرئيس