أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صالح أبو طويلة - الرؤية الاقتصادية لدى الطريقة المريدية في السنغال














المزيد.....


الرؤية الاقتصادية لدى الطريقة المريدية في السنغال


صالح أبو طويلة

الحوار المتمدن-العدد: 6200 - 2019 / 4 / 13 - 10:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تعرض المجتمع السنغالي إبان الحقبة الاستعمارية الفرنسية إلى العديد من المتغيرات التي طالت أبنيته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، وولدت تلك المتغيرات والظروف تناقضات حادة أدت إلى حدوث ردّات فعل قوية تجاه تلك التناقضات والتي تسببت بها السلطة الاستعمارية بالدرجة الأولى إلى جانب عوامل أخرى تمثلت بتأخر المجتمع السنغالي في جميع المجالات.
في سياق هذه التناقضات نشأت الطريقة المريدية، كأحد أنماط التدين الطرقي ذي النزعة المحلية، والتي عملت من خلال ظروف نشأتها وسيرورتها، على حل التناقضات الناشئة وتوليد نمط تدين جديد يضع الإجابات لمختلف الأسئلة القائمة في تلك المرحلة، ويتكيف مع متغيرات الحداثة الرأسمالية بصبغتها العلمانية، فالتغير والتطور الحاصل في الهياكل العامة للمجتمع يولد أنماط تدين تتلاءم مع تلك التطورات.
وقد تبنى مؤسس المريدية الشيخ أحمد بامبا رؤى ومنطلقات وأفكار جديدة لتشكيل هذا النمط الجديد من التدين الطرقي والذي استوعب من خلاله الثقافة والأنماط والعادات السنغالية والإفريقية، ومن خلال هذه الرؤية الجديدة التي تسببت بها حالة التناقض الحادة التي عاشها السنغال والمجتمع الولوفي خاصة؛ تمكن الشيخ بامبا من التأسيس لتلك الطريقة من خلال إعادة النظر في المنظومة المعرفية الصوفية وتطبيقاتها وممارساتها التقليدية وجمودها الحضاري والديني، إذ تمكن من استلهام روح التصوف البغدادي والموروث العقدي والفقهي السني، ليقدم توليفة جديدة تتساوق مع واقع ومعطيات واحتياجات المجتمع السنغالي وصولا إلى نمط تدين طرقي جديد يضع على عاتقه إدماج مختلف الفئات الاجتماعية، وإلغاء التمايزات الطبقية والدينية والحرفية والعرقية، والتأسيس لقاعدة اقتصادية ترتكز على العمل التطوعي لأعضاء الطريقة، ومن هذا المنطلق وضعت المريدية مبادئ عامة من أبرزها التركيز على الاقتصاد الإنتاجي، وتحقيق حاجات الأفراد الاقتصادية والاجتماعية والنفسية.
أصبح العمل الإنتاجي والحرفي والتجاري عقيدة مقدسة لدى المريديين، إذ تم إضفاء طابع القداسة على العمل اليدوي والذهني لأعضاء الطريقة، وكانت هذه الرؤية قد أخذت بعين الاعتبار الظروف والسياقات السياسية التي واجهها مجتمع السنغال إبان الحقبة العسكرية وما تبعها من فشل للثورات المسلحة، وعملت المريدية على مبدأ فصل الدين عن السياسة من الناحية العملية، والتزام مبدأ الحياد الإيجابي تجاه الاستعمار والقوى المحلية الموالية له.
إذا ما قارنا المريدية مع الطرق الصوفية الأخرى في السنغال وفق النموذج الفيبري؛ فإننا نلحظ تشابه المريدية مع تلك الطرق في الخصائص الأساسية وهي: الشيخ والمريد والورد، إلا أن التجديد جاء في إعادة صياغة هذه المفاهيم معرفيا، وتوظيفها إيديولوجيا، واستثناء القواعد والإجراءات المتزمتة التي تحكم العلاقة بين الشيخ ومريديه في الطرق الأخرى، وإشاعة التسامح العقدي والفقهي في التعامل مع الآخر، والانفتاح على الأبعاد الثقافية والاجتماعية والتقاليد القائمة، مدركا أهمية البنى الثقافية في تمتين الهوية الوطنية، كما دعا إلى التحول نحو ثقافة العمل والإنتاج وفق رؤية متقدمة استفادت من الأنماط الحديثة في الإدارة والإنتاج والاقتصاد الحر، وقد كانت بعض الطرق (السنوسية في ليبيا) تشجع على العمل والإنتاج، لكن هذا الأمر جاء ضمن حدود ضيقة، لا يقصد به تأسيس مشاريع إنتاجية محلية ودولية، كما لا يرمي إلى تأسيس قواعد إنتاجية ترتكز عليها الجماعة وتبني عليها مشروعها الاجتماعي في إطار وطني، بخلاف المريدية التي جعلت العمل والخدمة من صلب مبادئها، وطورت مفاهيم العمل والخدمة العامة، وأسست لاقتصاد قوي ومنافس على المستويين المحلي والدولي.
حققت تلك الرؤية وتطبيقاتها العملية من قبل المؤسسات المنبثقة عن المريدية نتائج متقدمة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والدينية، كما حققت تقدما سياسيا ليس من خلال الممارسة المباشرة للعمل السياسي، بل من خلال النفوذ والسلطة التي حازها شيوخ وأتباع الطريقة، وثقل المؤسسة الاقتصادية للطريقة المريدية؛ بحيث غدت ذا تأثير كبير في القرار السياسي لدولة السنغال خلال القرنين العشرين والواحد والعشرين.
نشرت الدراسة في مجلة إضافات
رابط الدراسة :
https://ia801504.us.archive.org/17/items/salehss72_yahoo_201903/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A4%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9%20%D9%84%D8%AF%D9%89%20%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%A9.pdf



#صالح_أبو_طويلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول اختطاف الأمين العام لمؤسسة مؤمنون بلا حدود
- تنميط المرأة الأردنية في خطاب المنظمات الدولية وشركائها
- حول إضراب عمال الشركة الهندية الأردنية -جفكو-
- الاقتصادي بإطار عشائري في الانتخابات الأردنية
- التماسك الأمني ودورة العنف في معان
- معوقات نمو الأبنية المدنية في الأردن
- قراءة في كتاب الحقيقة والوهم في الحركات الاسلامية المعاصرة


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صالح أبو طويلة - الرؤية الاقتصادية لدى الطريقة المريدية في السنغال