وليد فتحي
الحوار المتمدن-العدد: 6200 - 2019 / 4 / 13 - 03:33
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
(2)جامع الحاكم بأمر الله الفاطمي:
الموقع : شارع المعز لدين الله الفاطمي- بجوار باب الفتوح- حي الجمالية .
تاريخ الإنشاء : 380هـ - 403هـ / 990م – 1013م.
المنشئ : الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله .
رقم التسجيل : 15.
الوصف المعماري :
احتفظ لنا هذا الجامع بالعناصر الرئيسية,لتصميم المساجد الفاطمية مثل مدخله الرئيسي
وقباب رواق المحراب,والمجاز لقاطع,والمئذنتان - من أهم ما يميز الجامع حيث يحيط بهما قاعدتان عظيمتان هرميتان الشكل,وتتكون كل قاعدة من مكعبين يعلو إحداهما الآخر؛ثم تعلوها مئذنة مثمنة الشكل،يشغل مساحة الجامع مساحة شبه مربعة يتوسطها صحن مكشوف,يحيط به أربعة ظلات أكبرها ظلة القبلة التي تتكون من خمسة بائكات يقطعها مجاز قاطع لاتجاه الأروقة،أما الظلتين الشمالية الشرقية والجنوبية الغربية فتتكون كل منها من ثلاثة بائكات عمودية على جدار لقبلة،أما الظلة الشمالية الغربية فتتكون من بائكتين موازيتين لجدار القبلة,ويمتاز الجامع بأن المدخل الرئيسي يبرز عن سمت واجهته في الجهة الشمالية الغربية.
- المناطق المحارية بجامع الحاكم بأمر الله الفاطمي[380هـ - 403هـ / 990م – 1013م]:-
الأشكال المحارية بقواعد المئذنتين(المنارتين) بالمنشأة :
تتبيّن الأشكال المحارية بجامع الحاكم بأمر الله الفاطمي في المئذنتين التي تقعان في كلاً من الجهة الشمالية والطرف الجنوبي الغربي,حيث يكتنفان المدخل البارز للمنشأة في الزاويتين الشمالية والجنوبية منارتين ضخمتين,فالمئذنة الشمالية تتكون من برج اسطواني وترتكز على طبلية (قاعدة سفلية بارزة),وينقسم البدن إلى ثمانية أشرطة(طوابق)بحيث كل طابق أصغر قليلاً من نظيره الذي يقع أسفله,وأول هذه الأشرطة(الطوابق)خالية من الزخارف.
وثانيها مزخرفة بثلاثة جامات كبيرة,وثالثهامزخرفة بثلاثة نوافذ(شرفات) صماء,ورابعها ذات طراز بنقش من الزخارف الكتابية(بالخط الكوفي البسيط ),وخامس تلك الأشرطة مزينة بثلاثة نوافذ, وسادسها ذات طرازعبارة عن شريط من الزخارف النباتية المحورة(زخرفة الأرابيسك),وسابعها تقترن بثلاثة نوافذ,وثامن هذه الأشرطة(الطوابق)مزينة بشريط(طراز)من الجامات؛ثم أقيمت فوقها الطابق التاسع وهوعبارة عن جذع اسطواني القطاع وخالي من أي زخارف,وقد تم تلبيس المئذنة (المنارة)بإطارمن مادة الآجر ذات قطاع مكعب مدرج(شكل هرمي مقلوب)-,وفي المئذنة (المنارة) التي توجد بالطرف الجنوبي الغربي للمنشأة(المئذنة الغربية)تختلف كليًا عن نظيرتها التي بالطرف الشمالي,وتتكون من قاعدة(بدن)مربعة القطاع تعلوها خمسة طوابق مثمنة الشكل وأقرب كثيرًا إلى القطاع الاسطواني المنفرج من مادة الآجر,بحيث يتراجع كل طابق بهيئة مرتدة إلى الداخل عن الذي يقع أسفله بحيث يصبح إطاره الخارجي كالهرم, وتتوجها في النهاية طاقية (خوذة )المئذنة ذات تضليعات,وقد وضعت تلك المنارتين بحيث تشكل بروزات على طرفي الواجهة الشمالية الغربية مما يعد سمة معمارية متأثرة من المنشآت الدينية بغرب العالم الإسلامي - ولاسيما في المسجد الجامع المهدية بتونس,ويوجد نموذج من الأشكال المحارية في الطابق الأول في كلاً من المنارتين ؛فهو عبارة عن مكعب يتكون من (ثمانِ أضلاع),وفي كل ضلع من الأضلاع القاعدة المكعبة الشكل طاقة صماء من مادة الآجر, بداخلها جامة مستديرة مجوفة دون أي زخارف أو أشرطة منحوتة بها؛ تتشعع منها أضلاع ذات قنوات مشعة غائرة مرتدة إلى الداخل بشكل عميق نسبياً,وتنتهي بأذرع ذات عقود من النوع المدبب,وعدد هذه الأضلاع (الأشرطة)هي إحدى عشرة ضلعًا أو ذراعًا,ويعلو هذا الطابق المكعب الشكل طابقًا آخر ذات شكل مكعب أيضًا,وهو يمثل الطابق الثاني ولكنه يرتد قليلاً عن الطابق الأول,وهو يمثل ثلاثة أدوار مزخرفة بالكنن(الحنايا المجوفة الصغيرة)المقرنصة بأطر مشعة؛ ثم يعلوها الطابق الثالث ويمثل خوذة المئذنة,وهو من النوع المضلع(المحاري)قسمت أضلاعها بشكل مفصص وكأنها أضلاع مشعة,ويمثل هذا النوع من زخرفة خوذات المآذن بالتضليعات المخوصة- فهي من التأثيرات بغرب العالم الإسلامي,ولاسيماخوذة منارة جامع القيروان بتونس[248هـ / 862م].
(3)جامع الأقمر :
الموقع : شارع المعز لدين الله الفاطمي - منطقة النحاسين - حي الجمالية.
تاريخ الإنشاء : 519 هـ / 1125 م .
المنشئ : الخليفة الآمر بأحكام الله.
رقم التسجيل : 33 .
الوصف المعماري :
لهذا المسجد الصغير أهمية كبيرة،فهو أقدم مبنى يراعي تخطيط خط الشارع(خط تنظيم الطريق)في مصر,إلا أن أهميته الكبرى تكمن في واجهته التي تعتبر أول واجهة في مصر تظهر فيها خطة معمارية طموحة.
بنيت واجهة المسجد وجدرانه من الحجارة،وقسمت الواجهة إلى ثلاثة أقسام معمارية زخرفية,الأوسط بارز عن سمت الجدار,ويتوسّطه المدخل الرئيسي،وعلى الجانبين قسمين متماثلين معماريًا وزخرفيًا .
وللمسجد صحن مكشوف يحيط به أربع ظلات مكونة من قباب ضحلة منخفضة ،أكبر الظلات هو ظلة المحراب أو الصلاة وتشتمل على ثلاثة أروقة بها أعمدة رخامية تحمل عقودًا فارسية مغطاة بقبوات صغيرة ،والمسجد بشكل عام فهو يعتبر من أنواع المساجد المعلقة إذ يصعد إليه بدرج تحته مجموعة من الحوانيت ،وواجهة المدخل بارزة في الحجر،و يعتبر هذا الجامع تحفة من تحف الفن الإسلامي .
- المناطق المحارية في مسجد الأقمر[519هـ /1125م]:ـ
أولاً: الأشكال المحارية بالجزء الأوسط للواجهة الرئيسية الشمالية الغربية بالمنشأة:
يعنينا بوجه خاص من هذا الجامع واجهته الحجرية ذات الزخارف الإشعاعية الرائعة في الواجهة الرئيسية الشمالية الغربية,والتي تعتبر بحق أثمن ما وصلنا من الواجهات في العصر الفاطمي,بحيث قسّمت تلك الواجهة المميزة إلى ثلاثة أقسام معمارية بشكل رأسي,وأهم ما يميز جامع الأقمر هو أسلوب النحت البارز والغائر في الواجهة الرئيسية
وعن وصف الواجهة الشمالية الغربية فقد اعتمد تشكيلها بشكل عام على استخدام قوصرات غير عميقة بصدرها مشكاوات,وواجهة المنشأة الغربية بطول عشرين مترًا,وبارتفاع 12م,وهي من الحجارة المصقولة,وتنقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية,وقد لوحظ في العديد من المناطق الربط بين النور كفكرة والأشكال المستخدمة في زخرفة الواجهة كالزخارف المشعة والعقود المفصصة,وبين المصباح والمشكأة والنجوم وغيرها على أساس كونها مصادر للنور والسطوع,ولقد صيغت النافذة اليسرى من المدخل الرئيسي على هيئة المحراب ويتدلى من صدرها مشكأة وكأنها ترتّل قول الله تعالى "مَثَلُ نُوُرِهِ كَمِشْكاة فِيِهَا مِصْبَاح"؛وكمايؤكّد شيخ الأثريين(حسن عبد الوهاب)يعتبرأول مثال من نوعه في عمارة مصر الإسلامية ،فالأوسط بارزعن سمت الجداربمقدار(75سم),ويتوسطه المدخل الرئيسي للمسجد, ويعلوه مباشرة عتب حجري من صنج معشقة.
يعلوالعتب حنية مجوفة محددة بالعقد المدبب يملأ تجويفها أضلاع حجرية بارزة على شكل أذرع مشعة متدرجة؛تخرج من دائرة زخرفية في منتصفها,وهي عبارة عن أربعة دوائر متحدة المركز,نُقِش في الدائرة المركزية كلمتي"محمد" و"علي"بالخط الكوفي المورّق,وزخرف إطار الدائرة الثانية من الداخل بشريط من الزخارف النباتية عبارة عن فروع نباتية وأنصاف مراوح نخيلية,وتزيّنت الدائرة الثالثة بطرازمن آية قرآنية بالخط الكوفي المزهر,ويحلّى إطار الدائرة الخارجية وحدتان متكررتان بالتبادل عبارة عن زخارف نباتية متداخلة نفذت بأسلوب الحز(أسلوب التهشيرعلي الحجر),ويلاحظ أن عدد الأذرع(الأضلاع)المشعة بداخل الحنية المجوفة هو(عشرون ذراعًا) بارزة وغائرة,تنبثق من الدوائر الزخرفية بمنتصف الحنية,وبأن أطراف هذه الأضلاع المشعة قد زخرفت أطرافها بأشكال هرمية صغيرة,وزخرفت كل من كوشتي هذا العقد المدبب بمنتصف المدخل الرئيسي بشكل دائري أشبه بالقمرية ذات زخرفة محارية تشبه- قرص الشمس-بأذرعها المشعة,يبرزبمنتصفها صرة حجرية صغيرة وبارزة خالية من أي زخارف بداخلها,تتشعع من مركزها أذرع (ضلوع)حجرية بارزة أيضًا؛وعدده (ستة عشر)ذراعًا تحصر فيما بينها قنوات غائرة تنتهي برؤوس ذات عقد مدبب أقرب إلى بتلات الوريدة وعددها خمسة عشر ضلعًا,ويتشابه القسمان الجانبيان حيث تتبيّن المناطق المحارية لكل منهما من الأسفل بدخلة مستطيلة رأسية وتتصدر لكل منهما طاقة مجوفة متوجة بالعقد النصف دائري.
برزت بصدره جامة دائرية صغيرة حفرت بداخلها وريدة تتكون من ثمانِ بتلات غائرة,تنحصرفيما بينها تسعة أذرع بارزة,وتنبثق منها أضلاع حجرية على هيئة إشعاعات بارزة وغائرة,وعددهاعشرة أضلاع وينتهي بأذرع على هيئة العقد المنكسر,ومن الملاحظ أن أسفل هذه الطاقة المجوفة إزار من الكتابات الكوفية المورّقة يمتد على الواجهة الرئيسية للجامع,ويتبيّن أيضًا في الجزء العلوي على جانبي المدخل الرئيسي دخلة ذات زخرفة مشعة أشبه بالمحراب ومتوج بعقد مفصص,ويرتكزعلى عمودين اسطوانيين مدمجتين نقشت في بدنها زخارف هندسية,حيث أن التجويفات على شكل الحنية الإشعاعية,وتكتنفهاعمودان رشيقان صغيران- يصدرإيقاع متناغم مع الشكل الزخرفي,وفي منتصف العقد المفصص توجدجامة دائرية صغيرة,برزت بها زخرفة نباتية عبارة عن ثمانِ بتلات تنبثق منها أذرع حجرية مشعة,وعدده (اثنتا عشرة)ذراعًا تنتهي بفصوص حيث كل فص أشبه بالعقد من النوع العقد المدبب,ويتداخل مع الأذرع(الضلوع)المشعة خطين أفقيين لكي يتشابك ويتقاطع مع الأذرع المشعة؛وكأنها تشكل ثلاثة محاريب بشكل متدرج أفقيًا,كما يزخرف أسفل العناصرالمشعة شكل مشع أيضًا ,يحتويه عقد مدبب,وبداخله أضلاع محزوزة مشعة وعدده (إحدى عشرة) ضلعًا وكأنه -أشعة الشمس-أوشكل(الصدفة)تنبثق من حشوة صغيرة نفذت بأسلوب الحز(التهشير),وقد زخرفت كوشتيه بزخارف نباتية عبارة عن وريقات وتفريعات متماوجة.
ثانيًا:الأشكال المحارية بالجزءان المرتدان للداخل بالواجهة الرئيسية الشمالية الغربية للمنشأة:
يتبيّن في الجزءان المرتدان للداخل من الواجهة الرئيسية الشمالية الغربية– على جانبي القسم الأوسط – من كتلة المدخل ,يتوسط لكلاً منهما طاقة على شكل مستطيل رأسيًا وصماء,ويتوجها عقد نصف دائري منتفخ,وترتكز من الأسفل على إزار(شريط)من الكتابات الكوفية؛وممتد بطول الواجهة الشمالية الغربية - بحيث تشمل كتلة المدخل الرئيسي والجزءان الجانبيان المرتدان,وفي باطن هذا العقد صرة زخرفية تحتوي على دائرتين متحدتي المركز ملئت بزخارف كتابية من الكتابات بالخط الكوفي المورق,حيث زخرفت في الدائرة الداخلية اسم(علي)بالخط الكوفي المورق,بينما ملئت بداخل الدائرة الخارجية اسم(محمد)مكرر خمس مرات بالخط الكوفي المورق أيضًا,وتنبثق من هاتين الدائرتين أضلاع مشعة من الحجر وعددها (أربعة وعشرون)ضلعًا يحصر فيما بينهم قنوات غائرة وتشكلان في النهاية لوحة بديعة ومميزة وكأنها -أشعة الشمس- في شروقها,وتنتهي الأذرع(الأضلاع) المشعة وقنواتها الغائرة عند حافة العقد الداخلية بصفين من المقرنصات,والتي تبدو على شكل العقد من النوع العقد المنكسر,وتبدو في النهاية طاقة ذات عقد مفصص من الداخل؛ويحتويه عقد مدبب منتفخ من الخارج,حيث أن حشواته تمتلئ بأضلاع مشعة حول جامة مستديرة .
ثالثًا: الأشكال المحارية بالواجهات الداخلية المطلة على الصحن المكشوف بالمنشأة :
تتبيّن الأشكال المحارية أيضًا في مواقع أخرى بجامع الأقمر في التواشيح مابين العقود المطلة على الصحن المكشوف,حيث هي جامات مستديرة من الجص أشبه بالقمرية ذات إطارين, فالإطار الخارجي قد زخرف بزخارف نباتية عبارة عن وريقات وأفرع نباتية متماوجة,وفي الإطار الداخلي منها تتمركز في الوسط حشوة دائرية صغيرة مفرغة,وتنبثق منها أضلاع مشعة بشكل دائري وبارزة وعددها(ستة عشرة) ضلعًا يحصر فيما بينها قنوات غائرة تنتهي بأذرع ذات قمة مدببة بأشكال هرمية صغيرة؛وعددها ثمانية أذرع مشعة,وتقع تلك الجامات المشعة مابين كل عقدين من عقود البائكة المطلة على الصحن المكشوف للمسجد,ومن الملفت للنظر أن الزخرفة الإشعاعية في هذه الجامات أقرب إلى الوريدات ذات ثمانِ بتلات-منها إلى قرص الشمس,وخاصة أن الإطار الخارجي مزخرف بوريقات وأفرع نباتية .
#وليد_فتحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟