عضيد جواد الخميسي
الحوار المتمدن-العدد: 6199 - 2019 / 4 / 12 - 23:53
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
تحدّث ابن خوفو " بيوف رَعْ " بعد ذلك ، ليروي حكاية عن الملك سنفرو ( 2613-2589 قبل الميلاد) ، الذي هو جده والد أبيه خوفو .
والحكاية كما هي ؛ في أحد الأيام ، كان الملك سنفرو مكتئباً ، فأخذ يتجول داخل قصره ذهاباً واياباً ، ثم راح خارج القصر يبحث عن شيء يريح به مزاجه ، عند ذلك اقترح عليه الكاهن " جادجي مونخ" قائلاً : " دع جلالتك ينطلق إلى بحيرة القصر بعدما نجهّز زورقاً مع جميع النساء الحسان الموجودات في الجناح الخاص . فيتجدد قلب جلالتّك بالشبّاب عند رؤيتهنّ يجذفنّ بتمايلهنّ صعودا ونزولا ".
يفرح سنفرو لهذا الاقتراح ويصدر تعليماته بأوامر :
" جهزّوا لي عشرون مجذافاً مصنوعة من خشب الأبنوس ومرصّعة بالذهب ، على أن تكون أعقابها من خشب الصندل ومغطاة بالإلكتروم (الإلكتروم ـ سبيكة طبيعية برّاقة من الذهب والفضة والرصاص وبعض المعادن القليلة الاخرى ). وان تحضروا لي أجمل عشرين امرأة ، كل واحدة لها نهدان نافرين صلبين ، مع شعر مضفور غير مفتوح منذ الولادة . واجلبوا لي عشرون شبكة ، واعطوا هذه الشِباك لهؤلاء النسوة عندما يخلعن ثيابهنّ " .
بعد ما تمّ كل هذا ، خرج سنفرو الى البحيرة مع الحسناوات ، وكان " قلب صاحب الجلالة منشرحاً ومبتهجاً عند رؤية الجميلات وهنّ يجذفنّ "!! ، حتى فقدت إحداهنّ جوهرتها الخضراء التي على شكل سمكة ، وذلك عندما سقطت من شعرها وسط البحيرة ، فتوقفت الفتاة عن التجذيف ، وكذلك الفتيات الأخريات فعلن نفس الشيء عندما شاهدنّ حزنها ، عندئذ سأل الملك سنفرو: ما الذي يحصل ؟ فتخبره الفتاة كيف أنها أضاعت جوهرتها الخضراء في ماء البحيرة وهي جداً حزينة لهذا السبب . قال لها الملك : لا عليك سأمنحك غيرها بدلاً عن التي ضاعت . ولكن الفتاة ردّت عليه قائلة :" أنا أُفضّل التي لي على غيرها " . احتار الملك بالأمر ، ثم استدعى الكاهن " جادجي مونخ " والذي كان على متن القارب ليخبره عن تلك الواقعة .
في الحال تلا الكاهن تعويذة سحرية ، فتوقف تدفق ماء البحيرة إلى وسطها ، ثم أزاحه وجعله نصفين ، كل نصف على صوب منها ، كي يجد الجوهرة التي فقدت ، مثلما فعل النبيّ موسى عند البحر الأحمر في قصة العبور المعروفة التي ورد ذكرها في التوراة والقرآن في زمن لاحق من كتابة هذه البرديّة . وبمجرد ما أستردّت الفتاة جوهرتها المفقودة ، أعاد الكاهن جادجي مونخ المياه الى مجاريها مجدداً.
عمّ السرور والفرح قلب الملك سنفرو لتلك النهاية السعيدة ، فكافئ الكاهن على صنيعه ، واستمر مستمتعاً مع جميلاته وسط البحيرة حتى المغيب . وعند ختام القصة ، مرة أخرى يأمر الملك خوفو بتقديم الأضاحي احتراماً وتقديراً للملك سنفرو ، والكاهن جادجي مونخ ..
( نهاية الجزء الثاني )
#عضيد_جواد_الخميسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟