سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي
الحوار المتمدن-العدد: 6199 - 2019 / 4 / 12 - 19:40
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
اليوم، وأثناء أداء المسلمين صلاة الجمعة أمام القيادة العامة للقوات المسلحة ضرب المسيحيين (ساتر حماية) حولهم في أروع مشهد إنساني يشكل لوحة من الأخلاق الحميدة للسودانيين، وهذا المشهد يمثل جوهر السودانوية التي ظل ينادي بها القائد الراحل جون قرنق دي مبيور من خلال مدرسة السودان الجديد، وها هم المسيحيين والمسلمين معا في صف واحد يساندون بعضهم البعض من أجل وطن واحد يسع الجميع، وهذا الصف الجميل يؤكد أن السودانوية هي أجدر فكرة لتوحيد السودان.
إن صور التسامح والتمازج والتعاون الإنساني والأخلاقي تحلق اليوم فوق سماء الخرطوم، وتمكن شعبنا بعبقريته أن يطوع كل ألوان المحبة والسلام في أبهى لوحة تلاحم وطني، وهذه اللوحة ستظل خالدة في وجدان الشعب وستنقش بريشة ذهبية زاهية علي حوائط تاريخ السودان الجديد، وستكون هذه الصور رصيد ضخم لتحقيق السلام ومد جسور التعايش السلمي بين أبناء بلادنا المسلمين والمسيحيين، وهذا الإرث سيفتح عيون الأجيال القادمة لتبصر سودانها علي مراة المحبة، وإنتهى عهد الكراهية بلا عودة.
ومن هنا نبعث ببرقية تحية خالصة لكل الثوار الأبطال المعتصمين في القيادة العامة، ورسالة شعبنا للعالم أجمع أن السودانيين متحدين ويحبون بعضهم ولا مجال لبقاء الإنقاذيين الإنقلابيين الذين قتلوا الشعب وشردوه بسياسات التفرقة العنصرية والتهميش الممنهج، وسنظل نعمل في المدن والقرى من أجل إسقاط بقايا نظام الفقر والقهر والعنصرة، وسنمضي سويا متماسكين في طريق التحرير والتغيير لبناء سودان جديد ديمقراطي موحد.
المجد للوطن والتحية للشعب والحرية للمعتقلين والرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والنصر للثورة.
سعد محمد عبدالله
القاهرة/ 12 أبريل - 2019م
#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟