راوية رياض الصمادي
الحوار المتمدن-العدد: 6195 - 2019 / 4 / 8 - 22:35
المحور:
كتابات ساخرة
عندما يطلب احدهم صداقتك عبر السوشيل ميديا ستفاجئ ان اغلب الذين يحاولون التقرب منك انهم لا يريدون ان يعرفوك وهم يبنون لانفسهم تصورات غريبة وعجيبة عنك ما انزل الله بها من سلطان، ويبررون لانفسهم تصرفاتهم بانهم هم منزهون عن الخطاء وانهم بذلو كل جهدهم حتى يعرفوك.
وهل الصداقة والعلاقات اصبحت مشوهه لهذه الدرجة وهل اصبحت النفوس مشوهه لهذه الدرجة. وكيف يحكمون علينا وكيف يقيسوننا وكيف يحاسبوننا وهم لم يعرفوننا وهل تقاس الصداقة بكلمات تكتب في بريدك عبر رسائل موجه في الوتس او المسنجر او اي وسيلة اجتماعية.
وهل اصبح البشر بلا كرامة ولا مشاعر ولا حتى احساس بان يقدم احدهم على عرض صداقته وكانه يقدم على وجبة في مطعم، وهل الصداقة تطلب.
تعلمت من الحياة ان لا تطلب صداقة احد ولا حب احد لان الصداقة والحب لا يطلبون بل هم ياتون من مواقف الحياة من يطلب صداقتك وهو لم يتعب ابدا في نيل ثقتك سيبيعك عند اول فرصة سانحة، كل من يعلق نفسه بالاخرين تحت مسمي الصداقة او الحب من اجل ان يلبي رغبة في نفسه سيكشفه الله عند اول اختبار لمصداقيته.
ليس المهم ان تكون صادق مع الاخرين المهم ان تكون صادق مع نفسك ومع الله، والله يطلع على قلبك ويجعلك في مرتبة الصديقين ما دمت حريصا على ذلك.
هناك من يربطون علاقاتهم بالاخرين بمشاعر مزيفة وهناك من يطلبون صور وكان الصداقة بنيت على صور وهناك من يفكرون بان الصداقة كلمات رقيقة حتى يصلون لغاياتهم.
وما داموا لا يعرفونك فهم يجهلونك ومهما حكموا وظلموا وفكروا فهم ابدا لن يعرفونك لانهم منذ البداية ومنذ اليوم الاول لم يكونوا صادقين بنواياهم نحوك فسيكشفهم الله ولو بعد حين، وستعلم انك في نعمة من الله بان ابان لك من يحبك لنفسك ويبذل الغالي والرخيص لاجلك ومن يحبك فقط بلسانه ولا توجد في قاموس حياته الا كدمية يلعب بها كما يشاء.
وكما قال الامام الشافعي في قصيدته:-
صنِ النفسَ واحملها على مايزينها
تَعِشْ سَالِماً والقولُ فيكَ جَمِيلُ
ولا تُوِلينَّ النَّاسَ إلاَّ تَجمُّلاً
نبا بكَ دهرٌ أو جفاكَ خليلُ
وإن ضاقَ رزقُ اليوم فاصبر إلى غدٍ
عَسى نَكَبَاتُ الدَّهْرِ عَنْكَ تَزولُ
ولا خيرَ في ودِّ امرئٍ متلونٍ
إذَا الرِّيحُ مالَتْ، مَالَ حيْثُ تَميلُ
ومَا أكثرَ الإِخْوانَ حِينَ تَعُدّهُمْ
وَلَكِنَّهُمْ في النَائِبَاتِ قلِيلُ
#راوية_رياض_الصمادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟