|
استقالة بوتفليقة ومستقبل الدولة الجزائرية المنظور ..!
شاكر فريد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 6194 - 2019 / 4 / 7 - 15:19
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
قبل ستة أسابيع ونيف خرج الشعب الجزائري إلى الشوارع والميادين في تظاهرات ومسيرات سلمية ، تطالب الرئيس بوتفليقة بعد الترشح لولاية خامسة ، وشيئًا فشيئًا ارتفع سقف المطالب الشعبية وصولًا إلى تنحي بوتفليقة ورحيل رموز الفساد التي عرفها شعب الجزائر لأكثر من عقدين من الزمن . ما حدث ويحدث في الجزائر هو لحظة فارقة في مستقبل الدولة الجزائرية المنظور، لاستكمال مشروع بناء الدولة المدنية الحديثة ، دولة المواطنة والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية . وفي خضم الاحداث المتلاحقة التي لعب فيها الشعب الجزائري المحرك والدينامو الأساس ، بات الجميع يدرك ان خلفه كان لاعبًا آخر قاد إلى استقالة بوتفليقة ، هو المؤسسة العسكرية الجزائرية ، ممثلة بالجيش . وهذا التحول في الاستراتيجية العسكرية لما كان ليحدث لولا سياسة بوتفليقة المنهجية ، التي اتبعها ومارسها في قص أجنحة الصقور في المؤسسة الامنية . ومن نافلة القول ، أن احتجاجات الجزائريين الوطنية الحاشدة وحراك جموع شعب المليون شهيد ، واصرارهم على مطالبهم وشعاراتهم العادلة ، هو الذي أحدث التغيير في سياسة الحكم في البلاد ، وقاد إلى استقالة الرئيس بوتفليقة ، ورفضهم أي تدخل أجنبي في شؤونهم الداخلية . الجزائريون الذي ذاقوا الويلات جراء الانقسام والحرب الأهلية ، التي اجتاحت فيها القوى السلفية التكفيرية المسلحة مختلف المناطق الجزائرية ، عرفوا كيف يمنعون حدوث أي شرخ داخلي ، تتسلل فيه قوى واطراف خارجية مشبوهة ، فاعتمدوا وسلكوا نهج السلمية والنضال الشعبي المدني الموحد ، راية أساسية لتحقيق مطالبهم وهدف احتجاجاتهم المظفرة . الضمانة الوحيدة لانتصار الجزائريين في ثورتهم الثانية لتحقيق الغايات والاهداف المشروعة وانبعاث الجمهورية الجزائرية الثانية ، وبناء دولة المواطنة والحرية والعدالة ، تكمن في قدرة الشعب الجزائري العظيم ، ومن خلفه المؤسسة العسكرية الامنية ، في استنهاض الهمم ، ومواصلة التظاهرات السلمية ، وصيانة وحدته الوطنية ، لحين موعد الانتخابات القادمة للسلطة التشريعية والتنفيذية للدولة الجزائرية . وإننا لعل ثقة تامة أن شعب الجزائر ، الذي قدم ّ نموذجًا فريدًا في الكفاح والتضحيات من اجل الحرية المنشودة ، قادر على المضي بخطى واثقة في دروب الاستقرار والازدهار والرخاء ، وصناعة النموذج الحضاري للدولة المدنية الحضارية ، وعاشت الجزائر وشعبها .
#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قبيل الانتخابات
-
الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري في يافا عروس فلسطين
-
” شاكر فريد حسن ” ناقد متميز مرن التفكير وشاعر منحاز للوطن و
...
-
قمم الخيبات
-
جريمة وضحية جديدة
-
صرخة الأرض
-
في يوم ميلادي
-
أربع سنوات على - عاصفة الحزم -
-
نحو انتخابات الكنيست
-
صرخة غضب
-
اوقفوا العدوان على قطاع غزة ..!
-
لقاء نتنياهو - ترامب
-
الحولان كان وسيبقى ارضًا سورية
-
وغابت شمس الروح
-
إلى المسافر الأبدي الشاعر العراقي زاحم جهاد مطر
-
يا أمي
-
ميساء علي السعدي العواودة وقصيدة - وطن أسمر -
-
مهمات صعبة تنتظر د. محمد اشتيه في رئاسة الحكومة الفلسطينية ا
...
-
ماذا يحدث في قطاع غزة ؟!
-
في مواجهة التحريض العنصري الرسمي ضد العرب
المزيد.....
-
مظاهرة في برلين تندد بالتقارب بين المعارضة المحافظة واليمين
...
-
حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرارات الاضراب العام الوحد
...
-
ألمانيا: آلاف المتظاهرين في برلين احتجاجا على -التقارب- بين
...
-
الجامعة الوطنية للتعليم FNE تدعو للمشاركة في الإضراب العام
...
-
قبل 3 أسابيع من التشريعيات.. مظاهرة حاشدة في ألمانيا ضد التق
...
-
ما قصة أشهر نصب تذكاري بدمشق؟ وما علاقته بجمال عبد الناصر؟
-
الاشتراكيون بين خيارين: اسقاط الحكومة أم اسقاط الجبهة الشعبي
...
-
الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تعمل من أجل إنجاح الإضراب الع
...
-
تعليم: نقابات تحذر الحكومة ووزارة التربية من أي محاولة للتم
...
-
تيار البديل الجذري المغربي// موقفنا..اضراب يريدونه مسرحية ون
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|