أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهجت عباس - ملحمة بوسطن 1854 – للشاعر الأمريكي والت ويتمان














المزيد.....

ملحمة بوسطن 1854 – للشاعر الأمريكي والت ويتمان


بهجت عباس

الحوار المتمدن-العدد: 1534 - 2006 / 4 / 28 - 12:31
المحور: الادب والفن
    


ملحمة بوسطن 1854 – للشاعر الأمريكي والت ويتمان (1819-1892)
ترجمة بهجت عباس

لأصِلَ مدينةَ بوسطن في الوقت تماماً،
نهضتُ مبكِّـراً هذا الصّباحَ،
هنـا مكان جيّد في هذا الرّكْنِ. يجب أن أقفَ وأرى العرضَ المسرحيَّ.

أخْـلِ الطّـريقَ هنـاكَ يا جوناثـان!
طريقاً لمُرافـق الرئيس – طريقاً لمِدفع الحكومة!
طريقاً لمُلازم الفيدرالية والجّـنود، ( والأشباح التي تتدفّـق بهلوانيّةً.)

أحبّ ُ أن أنظرَ إلى النّجوم والشّرائط، آمَـلُ أنْ ستعزفُ النّـاياتُ
عـبثَ اليانـكي.
كمْ تشُعّ لمّـاعةً سيوفُ طليعةِ الجّـنودِ القصيرةُ المُحـدَّبـةُ!
كلّ ُ رجل ٍيحملُ مسدّسَه سائراً مُتَـخشِّـباً خلال مدينة بوسطن.

حشدٌ ضخم يتبع، قُدامى أثريّون مثله يأتـون يعرُجون.
بعضٌ يظهر بسيقان خشبيّة، وبعضٌ يظهر مُعْصَـباً وبلا دم.

لماذا هذا مشهد تمثيليّ في الحقيقة- لقد دعا الموتى إلى خارج الأرض!
أقبلت مقابـرُ التّلالِ القديمةُ مسرعةً لترى!
أشباحٌ! أشباحٌ لا عدَّ لها بجناح ومُؤَخَّـرةٍ!
قبّعـاتُ عَـفَـنٍ فَـراشيٍّ مُنَـكَّـسةٌ – عَكاكـيزُ مصنوعةٌ من السّديم!
أذرعٌ في عصاباتٍ مُدَلاّةٍ من الأعناق– شيوخ مُـتَّـكئون على أكتافِ شُبّانٍ.

ما الذي يقضّ مضاجعَـكم أيّها اليانكـي الأشباحُ ؟ ما هيَ كلّ ُ ثرثرةِ
اللثاثِ العـاريـةِ هذه؟
هل تُخلخِـلُ هذه القُشَعْـريرةُ أطـرافَـكم؟
هل تُخطئـون عَكاكـيزَكـم بأزنُـدِ النـار وتصوِّبونها؟

إذا تُعـمـونَ أعـينَكم بدموع سوف لا ترون مُرافِـقَ الرئيس،
إذا تأوّهـتُم مثلَ هذه التأوّهات، ربما تُعيـقون مِدفع الحكومة.

لخزيٌ أيّها المجانين الكهول – أسقِطوا تلك الأذرعَ المرمـيّةَ،
ودعوا شَـعـرَكم الأبيضَ يكون،
هنا ينظر أحفادُ أحفادِكمْ بذهول، نساؤهم يُحدِّقْـنَ إليهم من النوافذ،
ينظرن كم هم أنيـقـون، وكيف يرتّبون أنفسَـهم.

أسوأ وأسوأ – ألا تُطيقـونَـه؟ هل أنتم مُتراجِـعون؟
هل الساعةُ في العيش هذه جِـدّ ُ ميّـتةٍ لكم؟

تراجَـعوا إذاً – مُبَـلبَـلين!
إلى قبوركم مرةً أخرى – مرّة أخرى إلى التلّ أيّها العٌـرُجُ الكهولُ!
لا أعتقد أنكم تنتمـون إلى هنـا بأيّةِ حالٍ!

ولكنَّ شيئاً واحداً ينتمي إلى هنـا – هل سأخبركم عنه،
يا نبلاءَ بوسطن ؟

سوف أهمِـسُه إلى العمدة، سوف يُرسل لَجنةً إلى إنجلترا،
سوف تحصل على منحة من البرلمان، تذهب بعَـربة
إلى القبو الملكيّ.
تفتح تابوتَ الملك جورج، تُعَـرّيه بسرعة من ثياب القبر،
تضع عظامَه في صُندوق لـرِحلةٍ،
تجدُ مـركبَ يانكي شراعـيّاً صاعقَ السّرعةِ – شُحنةٌ لكم هنا،
مركبٌ أسودُ البطنِ،
ارفعوا مِـرساتَكم – انشُـروا أشرعَـتَكم – أديروا الدَّفَّـةَ
باستقامة نحو خليج بوسطن.

الآن ادعوا مُـرافِـقَ الرئيس مرةً ثانية، اجلبوا مِدفعَ الحكومة،
أحضِروا الهادرين من الكونغرس إلى البيت، اعملوا مركباً آخَرَ،
احرسوه بمُلازم وجنود.

قطعة – المركز هذه لهم.
انظروا، كلَّكم، أيّها المواطنون النظاميّون، انظرنَ من النوافذ يا نساءُ،

اللجنةُ تفتح الصّندوقَ، تصفّف الأضلاعَ، تصمّغ تلك التي لا تثـبُتُ،
تضع الجّـُمجُـمةَ بشدَّة فوق الأضلاع، وتضع تاجاً بقوة فوق الجّمجمة.
لقد حصلتم على انتقامكم، أيّها المروّضون الكهول – جاء العرشُ إلى نفسه.
وأكثـرَ من نفسه.

ألصِقْ يديْـكَ بجيـوبك يا جوناثـان – إنّك رجل مصنوع
بدءً من هذا اليـوم.
إنّكَ لمكّـارٌ جبّـارٌ – وهنا واحدة من صفـقـاتِكَ.



#بهجت_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رباعيات - بهجت عباس
- عهد جديد - للشاعر الإنجليزي ه . دبليو أودن - ترجمة بهجت عباس
- أوه يا قُبطانُ! يا قُبطاني - والت ويتمان - ترجمة بهجت عباس
- سُونيتات إلى أورفيوس - راينر ماريا ريلكه
- لا جدوى! غرور الغرور! - يوهان فولفغانغ غوته
- قصيدتان
- شاعر وناشر
- داء النرجسيّة وهل للعرب حصة الأسد منه؟
- لُغزِ سرطان البروستات المعقد، هل يحلّه الجين المُكتشف حديثاً ...
- عندما يترجم بعض العرب شعراً ألمانياً
- يلتهم جرثومة القرحة ويحصل على جائزة نوبل
- تعليق لم ينشره قسم الصحة في إيلاف
- السيد الدفّاف
- تساؤلات - Fragen
- للجميع للشاعرة الألمانية لويزه أ ُُتو- بيترز
- للنساء – الشاعرة الألمانية لويزه أستون
- دِيـُوتـيـمـا Diotima – فريدريش هولدرلين
- هل الميتاكوندريا التي تورث من الأم فقط هي سبب شيخوخة الإنسان ...
- ثلاث قصائد للشاعر الألماني يوزيف فون آيْـشِنْـدورف
- بطّة البحيرات


المزيد.....




- توم يورك يغادر المسرح بعد مشادة مع متظاهر مؤيد للفلسطينيين ف ...
- كيف شكلت الأعمال الروائية رؤية خامنئي للديمقراطية الأميركية؟ ...
- شوف كل حصري.. تردد قناة روتانا سينما 2024 على القمر الصناعي ...
- رغم حزنه لوفاة شقيقه.. حسين فهمي يواصل التحضيرات للقاهرة الس ...
- أفلام ومسلسلات من اللي بتحبها في انتظارك.. تردد روتانا سينما ...
- فنانة مصرية شهيرة تكشف -مؤامرة بريئة- عن زواجها العرفي 10 سن ...
- بعد الجدل والنجاح.. مسلسل -الحشاشين- يعود للشاشة من خلال فيل ...
- “حـــ 168 مترجمة“ مسلسل المؤسس عثمان الموسم السادس الحلقة ال ...
- جائزة -ديسمبر- الأدبية للمغربي عبدالله الطايع
- التلفزيون البولندي يعرض مسلسلا روسيا!


المزيد.....

- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهجت عباس - ملحمة بوسطن 1854 – للشاعر الأمريكي والت ويتمان