|
اعتذار -للعفيف الأخضر- .. و لكن ؟!!
سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر
(Sohel Bahjat)
الحوار المتمدن-العدد: 1534 - 2006 / 4 / 28 - 12:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد نشري مؤخرا ، مقالا انتقدت فيه السيد الكاتب "العفيف الأخضر" ، و الحق أنني كنت منفعلا و حزينا أن أرى كاتبا كبيرا و نجما من نجوم اللبرالية ، يمدح التجربة "الكردستانية" الفاشلة و البشعة ، ثم كان أن بعث إلي كاتب لبرالي كبير ، و هو عزيز عليّ جدا ، قررت عدم ذكر اسمه ، يعاتبني في رسالته ، لأن العفيف الأخضر لم يكن حاضرا في أربيل و لا هم يحزنون و أن الكلمة المنشورة ألقاها أحد الكتاب بالنيابة عنه ، و أنه و أنه .. إلخ . و هذا كان ردي على الأستاذ العزيز الذي عاتبني بأسلوب جميل ، و له كل الاحترام .
الأستاذ الفاضل العزيز. تحية طيبة و بعد : أستاذي العزيز ، إن كنت أخطأت بحق السيد العفيف الأخضر "كونه لم يحضر إقليم كردستان كونه مقعدا" لا يعني عدم مسئوليته عما انتقدناه عليه ، فكيف يمدح تجربة دكتاتورية ـ كالتجربة الكردية ـ و هو مقعد و لا يعرف الحقائق عن منطقتنا و يتكلم بالنيابة عن معاناتنا و آلامنا ، و يصف الفدرالية الكردية بالديمقراطية و بالفدرالية الصالحة ؟! لكن فليكن فليس مستبعدا أن يحصل المرء على المال عبر البنوك ، ألم يقدم الرئيس الطاغية جلال الطلباني 30 ألف دولار لكــاتب "جزائري" ليفك عنه معاناته ، لا تنسى يا أستاذنا العزيز أنني و في مقالي أخطأت "كما أخطأ هو" كوني مقعدا و محبوسا و لم أخرج من بيتي طوال السنتين الأخيرتين ، و هكذا فالدكتاتورية التي حبستني هي من يتحمل جريرة ذلك ، ألا ترى الأمر غريبا ، أن تتلى كــلمة كـــاتب "تــــونســي" في أربيل ، ليس إلا لإغداقه المديح للسلطة و لا يدعى كاتب مثلي "مع ملاحظة أني سأرفض حتى لو دعيت لأني أرفض أن أقول ما لا أؤمن به" إلى مؤتمر أو تتلى كلمة لي هناك ، مع أنني الكـــاتب العراقي الكردي اللبرالي و أنني كنت في عمق المعاناة العراقية و الكردية و صلبها ، قـــــد أكـــون أخــــطأت بحق فــــــــرد أو شـــــــخــــص ، لكـــــني لــم أُخطئ بـــــحـــــــــــق شـــــــــــــعب كــــــــــامل ـ الأمر الذي فعله العفيف ـ و آسف إن كنت كتبت بأسلوب قاس بعض الشيء ، لكن ذلك مرده إلى المعاناة من الدكتاتورية "الكردستانية" و قبلها من دكتاتورية البعث المجرم ، و أشكر لكم أستاذي الفاضل حرصكم و محبتكم و لكن علينا أن لا نهتم بالجزئيات ـ هل حضر العفيف إلى المكان الفلاني أم لا ؟!! الجواب: أليس من حقنا أن نسأل: هل مدح تجربة دكتاتورية أم لا ؟! الجواب : بالتأكيد قد فعل . بماذا نفسر سلطة إقليم يتسلم مــليارات الدولارات من السلطات المركزية كميزانية و لا تعطي مواطنيها أبسط الحقوق ، و كل شيء معطل ـ مع أن تجربتنا "الكردستانية" تمتد إلى 16 سنة مضت ـ و كل مكان مليء بالزبالة و الأوساخ و البطالة متفاقمة إلى أبشع الحدود و الكراسي تورث "أنظر كيف يرسخ الديمقراطي الكردستاني الدكتاتورية بأبشع صورها عندما أعاد نفس الأشخاص إلى نفس الكراسي ، الطلباني للرئاسة و عارف طيفور نائبا لرئيس البرلمان و ربما هشيار زيباري للخارجية ثانية و روز نوري شاويس نائبا لرئيس الوزراء" و لا زال الناس هنا يتخوفون من الاعتقال لمجرد الظن و الشبهة ، هل هذه هي التجربة الصالحة ؟!! أم أن التجربة الصالحة هي تلك التي شهدناها حربا أهلية راح ضحيتها 4 آلاف قتيل ، هذا عدا الجرحى و المعاقين و المشردين ، بالإضافة إلى مئات ملايين الدولارات ، أم أن الحرب التي شهدناها بين الديمقراطي الكردستاني و حزب العمال الكردستاني هي التي تستحق تسميتها بالصالحة ؟!! حينما كان البيشمركة يمثلون بجثث مقاتلي حزب العمال و يسحلونها عارية ـ من ضمنهم فتيات طبعا ـ في الشارع وسط هتافات الأطفال و الأهالي ، هل هذه هي التجربة "الديمقراطية" !! ، هل إيجاد طبقتين متفاوتتين بين الغنى الفاحش و تحويل ملايين الدولارات للخارج و طبقة أخرى تعاني شظف العيش و لا تملك غرفة ـ و لو غرفة من تراب ـ هل هذه هي تجربتنا الناجحة ؟!! لماذا يعارض السيد العفيف الأخضر النظام التونسي و باقي الأنظمة العربية و الإسلامية ، فهم لا يختلفون عن إخوانهم في التجربة الكردستانية "المهزلة" !! و ماذا سيقول لو أن كـــاتبا لبراليا ـ مثلي ـ و من دون أن أذهب إلى تــونس ـ مدحت النظــام التونســي ـ و قلت عنه : أنه نظام صالح و جيد و ممتاز و يعيش مواطنوه في رفاهية و على الجميع الاقتداء به ، و أن النظام التونسي سائر نحو التطور و الحداثة ؟!!. أليس من حقه ـ أي العفيف الأخــضر ـ أن يتهمني، و إن كنت مشلولا و مقعدا، فهذا لا يعني أنني لا أتحمل مسئولية كلامي. أرجو من كل الكتاب و المؤلفين أن لا يتحولوا إلى "وعاظ سلاطين و رؤساء و حكومات و أقاليم" و أن تــُـخطئ بـــحق شخص أفضـــل من أن تخطـــئ بحـــق شــعـــب بأكــمله و دمتم أستاذنا العزيز . تلميذكم الكــاتب ســـهيل أحمد بهجت الأربعاء 2006-04-26 E-mail: [email protected] Website: http://www.sohel-writer.i8.com
#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)
Sohel_Bahjat#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ساجدة الريشاوي و -الرجال العين-!!
-
-العفيف الأخضر-.. لكل حصان كبوة !!
-
الهجوم على دور العبادة القبطية .. نتيجة -ثقافة-!!
-
الحكيم .. و -السقيفة الثانية-!!
-
العراقيّون و الدّجل السياسي !!
-
رجال الدين .. بين العزلة و التسلّط ..!!
-
المسلمون يهينون -النبي-... فمن يقاطعهم ؟!!
-
إيران و .. الدور القذر !!
-
أخطاء و جرائم .. نظرة للواقع العراقي .
-
جواد المالكي و ((البصاق على الذات أو .. الكوميديا المبكية))
...
-
العراق .. و الأحزاب المفخخة !!
-
متى نتعامل .. -بالمنطق العراقي-؟!!
-
حياتي و 11 سبتمبر - الفصل الرابع و الأخير
-
حياتي و 11 سبتمبر - الفصل الثالث
-
حياتي و 11 من سبتمبر
-
حياتي و 11 من سبتمبر
-
القلم -يذبح- أحيانا..!!
-
كوميديا -العقل العراقي-!!
-
كاريكاتير العالم -الإسلامي-!!
-
هل أصبح -العراقيون- غرباء في بلدهم ؟!!
المزيد.....
-
من هم الأكثر عرضة للنوبات القلبية؟
-
اختفاء طائرة ركاب فوق ألاسكا
-
إدارة ترامب تلغي وحدة -مكافحة التدخل الأجنبي- في الانتخابات
...
-
لا تصدقوا ما يقوله ترامب عن غزة
-
اكتشاف تأثير التأمل على مركز العواطف في الدماغ
-
اليد الحمراء.. منظمة سرية دموية رعتها المخابرات الفرنسية بعل
...
-
حكم فرنسي لصالح مؤثر تسبب في أزمة بين الجزائر وباريس
-
مخطط ترامب لغزة.. بين التهجير القسري والرفض العربي
-
رئيس بنما ينفي السماح للسفن الأميركية باستخدام القناة مجانا
...
-
ترامب يصعد تحركاته تجاه غزة.. هل نشهد سيناريو جديدا؟
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|