أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - الجزائريات: في الصفوف الأماميّة














المزيد.....

الجزائريات: في الصفوف الأماميّة


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 6192 - 2019 / 4 / 5 - 09:17
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



«نسويّة نسوية تحيا المرأة الجزائرية»، «مساواة بين الخوا والخوات»، «ماكاينش ديمقراطيّة بلا حقوق النساء»، «الحريات الفردية» ...

شعارات ، وهتافات تُعبّر عن وعيّ نسويّ مفاده أنّ ما حدث بعد حرب تحرير الجزائر 1962 للنساء المجاهدات لا يمكن أن يتكرّر. فما عادت الجزائريات اليوم قادرات على الرجوع إلى البيوت بعد أن كنّ يتسلّقن الجبال مدججات بالسلاح ... فللنساء أدوار في مرحلة ما بعد الثورة وما بعد الفعل السياسيّ الاحتجاجي، ولا يمكن أن يعدن إلى البيوت وكأنّ شيئا لم يحدث في الوعي الجمعيّ.

ولذلك تُطالب أغلب الجزائريات بالتغيير المنصف الذي لا يتنكّر للجهود التي تبذلها النساء في هذا السياق التاريخيّ المفصليّ، ولا يتجاهل حقوقهنّ وتصوّراتهن للمستقبل. فالاحتجاجات السياسيّة التي تجري في الفضاءات العمومية تشارك فيها النساء من كلّ الأعمار والطبقات والجهات مثبتات أنّ إدارة الشأن العامّ تخصّ الجميع وفق مبدأ المواطنة وأنّ الفرصة سانحة للمطالبة بحزمة جديدة من الحقوق.

ولا شكّ أنّ خروج الجزائريات إلى الفضاء العموميّ بمثل هذه الأعداد، قد عكس تصميما على تغيير الصور النمطية التي سيّجت أشكال حضور النساء في العشريتين الأخيرتين في المشهد العامّ. فالجزائريات لسن راضيات بواقعهنّ ولا مستسلمات بل لهنّ إرادة وجرأة وعزيمة... وهنّ إذ يهتفن ويعبّرن أمام الكاميرا عن آرائهنّ بكلّ حماس يؤكّدن مرّة أخرى مدى قدرتهنّ على امتلاك الصوت، ورغبتهنّ في تقرير مصيرهنّ بمعيّة الرجال ورفضهنّ أن يكنّ تابعات ومكمّلات.

واللافت للانتباه في هذه المسيرات التي تقودها النساء أو تشارك فيها جنبا إلى جنب مع الرجال أنّها قد عبّرت عن كمّ الغضب والسخط والاستياء وحجم المعاناة فكانت فرصة للتنفيس والبوح والتحليل والاقتراح دون خوف أو وجل أو أسماء مستعارة أو حجب...ثمّ إنّ هذه المسيرات احتوت كلّ عناصر الفرجة من موسيقى ورقص، وغناء وعرض للجسد المحرّر من قيود المجتمع المحافظ ... ففي زمن الاحتجاجات تتزحزح الحدود، وتبرز علاقات مرنة بين مختلف المشاركين والمشاركات في التغيير ولكن إلى حين.

إنّ تصميم النساء على امتلاك الفضاء العموميّ وممارسة حقّ التعبير والمطالبة بتغيير قانون الأحوال الشخصية في اتجاه يحقّق المساواة بين الجنسين جعلهنّ يعبّرن عن مطالبهنّ بكلّ شجاعة كحقّ الجزائرية في الزواج بغير مسلم، والحقّ في المساواة في الإرث... وبما أنّ سقف المطالب بدأ يرتفع وأنّ الفتيات صرن يرقصن في الساحات، ويضحكنّ ويتحّدين تقاليد المجتمع المحافظ والمسلم و... كان لابدّ من بروز المنافحين عن حقّ الرجل في ممارسة الرقابة على جميع النساء، وخاصّة «المنفلتات» ولذا كان التخوين والتشكيك في وطنيّة الجزائريات، واتّهامهنّ بالنزعة «الانفصالية» وكان العنف شكلا من أشكال إثبات القوامة وممارسة «الردع» ورسم الحدود الجندرية وضبط من دفعهن حماسهنّ إلى نسيان الهويّة العربية الإسلامية، والدين، والأمّة... وهنا جاز الحديث عن جدل الأنوثة مع الذكورة، والإرباك الحاصل في بنية العلاقات بين الجنسين....

لاشكّ عندنا أنّ الحركة النسويّة الجزائرية تعيش على وقع ديناميكية جديدة فيها إيمان بالتنوّع والتعددية، فالأجيال الجديدة تتجاور مع جيل المؤسسات للحركة ليشكّلنّ واقعا جديدا أبرز ما فيه الإيمان بأهميّة التشاركية والضغط المستمّر والتنسيق مع الحركات النسويّة المغاربيّة والعالميّة والتآزر من أجل انتزاع الحقوق.
الدرس الذي تعلّمته الجزائريات هو أن لا مجال للقبول بسياسة ترتيب الأولويات ولا مجال للصبر ...فمن الغباء القبول بسياسة المراحل: اليوم الديمقراطية ثم تأتي بقية المطالب...
الجزائريات هنّ اليوم في الصفوف الأمامية متمسّكات بأن لا ديمقراطية دون المساواة ... ولا ديمقراطية بدون حقوق النساء.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب وقاعدة الفرز
- ردود الفعل على انتهاك حقوق الولدان والأطفال
- الحركة النسائيّة التونسيّة والنقد الذاتيّ
- حقوق النساء في المركز ولكن إلى حين
- المواصفات الجديدة للمترشّحين
- في الاستقطاب الأسري: ما العمل حين يكون الأب مجنّدا للأبناء؟
- ضحايا صناعة التطرّف: ما بين «مدرسة الرقاب» وسجون بلدان النزا ...
- جيل التحوّل الديمقراطي
- التونسيّون تحت المجهر
- مدرسة العنف ...
- في الحق في عدم الصوم....«موش بالسيف» ...
- قراءة في الحملات الانتخابية البلدية
- في الأداء السياسي
- 8 مارس بطعم نضالي: بنات الحداد أم بنات بورقيبة؟
- وقفة تأمّل ...
- في محاسن التجربة السجنية وفضائلها .
- تحولات فى صلب النهضة
- تحويل وجهة الاحتجاجات السلمية
- الإرهاب فى بعده المغاربى
- الجمعة الأسود


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - الجزائريات: في الصفوف الأماميّة