أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رائد الجراح - مفردة السقوط والموروث الشعبي














المزيد.....

مفردة السقوط والموروث الشعبي


رائد الجراح

الحوار المتمدن-العدد: 6192 - 2019 / 4 / 5 - 03:57
المحور: كتابات ساخرة
    


اصدق كلمة يتداولها العراقيون بينهم وخلال احاديثهم عن ذكرياتهم عندما يتذكرون حدثاً ما , فيستشهدون بكلمة تاريخية باقية ذكراها أو تكون نافذة المعنى الى يومنا هذا ولم تتغير مثل كلمة السقوط , فيقولون حصل هذا قبل السقوط او حصل بعد السقوط , فكلمة السقوط بقيت الى يومنا هذا بين شفاه العراقيين يتداولونها وكأنهم واثقون تماماً بأنها تترجم واقع الحال الذي اصبحوا عليه الآن , فهي اصدق كلمة يقولها العراقيون عن حالهم لأنهم منذ ذلك اليوم لم ينهضوا ولم تعينهم اقدامهم على الوقوف وكلما حاولوا سقطوا, فهم في سقوط مستمر ,,,, وهذا لم يكن غريباً على ابناء جيلي ومن الذين مروا بمرحلة قناة الشباب التي اسسها عدي صدام حسين , فنحن نتذكر الجملة التي كانت مأخوذة من اغنية اجنبية مستقطعة تقال بين الفواصل وهي عبارة ( come down ) ورغم ان لهذه العبارة اكثر من ترجمة ,,, منها مثلا اهبط او انزل تحت او اهدأ او انهار , ولكن اقرب ترجمة لها على ارض الواقع كان المراد منها القصد هي عبارة اسقط وافتقر وانهار , وقد حصل هذا بالفعل حيث سقط الجميع في وحل الذل والخزي والهزيمة والعار جراء الأحتلال الأمريكي عام 2003 , ومن جاء من بعد هذا السقوط ليتفرج وينتشي على ما وصل اليه حال العراقيون اصيب البعض منهم بالهوس بالوهم فظنوا بأنهم هم الذين صنعوا هذا السقوط وعليهم ان يحصدوا ثمر اتعابهم من المليارات التي جنوها من ورائه, وقد ايقنوا بأنهم سيبقون ينهبون من هذا المال مادام العراق ومازال ساقطاً وسيبقون ينهشون بلحوم اطفال العراق ما دام العراقيون في سقوط مستمر,,, ولكن معظمنا لم يعرف سر هذا السقوط فقد يفسره البعض على انه نتيجة ما حصل بسبب الحرب على العراق والقضاء على النظام الحاكم فيه , او قد يظن البعض ان سر هذا السقوط هو تسلط هؤلاء العملاء الذين عينتهم ايران بالتنسيق مع الأمريكان ليكونوا حكاماً على العراق وبتنسيق من بعض سادات المرجعية , وكل هذا وذاك صحيح ولكن السر الحقيقي وراء هذا السقوط الذي لا يمكن ان يتعالج بسهولة ويحتاج الى وقت طويل تتبدل فيه اجيال من اجل ان يتغير هو السقوط الأخلاقي , فامريكا حينما ضربت هيروشيما وناجازاكي ادت الى قتل 170 الف انسان ودمرت مدينتين بالكامل , ولكنها لم تستطيع أن تدمر انسانية الأنسان الياباني ولم تستطيع ان تنال من اخلاقيته , ولكن ما حصل في العراق التفتت اليه ايران ووجهت عملائها للعمل عليه وهو تدمير اخلاقية الأنسان العراقي , فمتى ما دمرت اخلاقية الأنسان, حينها لن يستطيع ان يبني ويعمر ما دمر من البنى التحتية , وهذا هو السر الحقيقي للسقوط الذي تعرض له العراق, ومن يريد ان يتأكد فأمامه يوميا الاف الأمثلة والاف الشواهد التي يصادفها ويراها بعينيه , ورغم ان ايران بدأت بتوجيه عملائها منذ البداية على استهداف النخبة من العلماء والأساتذة والأطباء والضباط وبالأخص الطيارين الذين اذاقوا ملالي طهران الويل إذ بان حرب الخليج الأولى, غير ان الكثير من النخب من العراقيين الذين فطنوا الى سر هذه اللعبة الخطيرة التي لعبتها الأحزاب العميلة باوامر من سادتهم في قم فقرروا الهروب من العراق ليسلموا بجلودهم من التصفيات التي كانت تقوم بها ميليشيات ما يسمى بالحرس الوطني الذي كان يستخسر ان يضحي برصاصة لقتل ضحاياه بل كان يستخدم المثقب (الدريل) الذي اخترعه لهم مهندسهم الفطحل باقر جبر صولاغ الذي لقب في وقتها ب ابو الدريل , واخيراً وليس آخراً لا اريد ان اطيل عليكم ما تعرفوه فالحديث ذو شجن ويطول في هذا الموضوع ولكن ما اردنا ان نقوله بصراحة ان ما يمر به العراق اليوم هو عبارة عن حالة مرضية مستعصية لا يمكن الشفاء منها إلا بتدخل من قبل بعض الشرفاء ذوي الضمائر الحية من العراقيين الذين لا يغمض لهم جفن على ما يجري والله المستعان .



#رائد_الجراح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنقلاب على اردوغان وسيناريو التغيير
- إلى من يستبعد أن تكون داعش صناعة أمريكية
- ردا على مقال بعنوان (ايها الرجال المسلمون فكوا الاشتباك بين ...
- ويعلم مافي الأرحام
- هل جفَّ دمُ الحسين المراق على تربة العراق ؟ الجزء الثاني
- هل جف دم الحسين المراق على تربة العراق ؟ الجزء الأول
- داعش والدرع الواقي لأسرائيل
- ملائكة الأسلام يطعمون فقراء أمريكا وينسون شعوبهم
- متى ستكبر أيها الصغير
- صه صه , القناعة كنز لايفنى
- موازين الشرف بين سماسرة بغداد القديمة وحكام اليوم
- قطرات من بحر الأمثال البغدادية العريقة
- السينما وذاكرة الزمن الجميل
- من ذاكرة الخراب والدمار
- كذبة دوران الأرض برغم أنف غاليلو
- التشريع الأسلامي يبيح الزنا للضرورة
- القباني بين الساهر وعبد الحليم
- المرأة ذلك الوعاء البائس
- من هم ومن انا
- لا تحلبوا البقرة


المزيد.....




- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رائد الجراح - مفردة السقوط والموروث الشعبي