روني علي
الحوار المتمدن-العدد: 6190 - 2019 / 4 / 3 - 14:16
المحور:
الادب والفن
الساعات الأخيرة من الليل .. تشبهني
هي .. تقص جديلة الأحلام
وترميها في سلة نهار آخر
وأنا .. أدفن أحلام النهار
في وسادة متورمة من الأحلام
حتى يلدغني صباح جديد
لينسج في قفصي مزيدا من الأورام
أنا والليل
كل منا يرفس الآخر
بحثا عن حصته من نشوة الألم
لا الليل يقف على قدميه
ولا أنا أنتعل حذاء الاستسلام
الساعات الأولى من وجه الصباح .. تشبهني
تبتسم للكل ..
والكل .. يركل الزمن
في طريقه إلى الوصول
ازدحام حول عنق الحياة
والهدف .. تسجيل نقاط الفوز
تدافع على مقبض العمر
بكسرات من خبز ..
يفوح رائحته من عرق الجباه
أنا والصباح .. نصفا تفاحة
على مجمر لشواء الأمنيات
هو .. يبث النسيم في هواء
يتبعثر ذراته بين الأقدام
وقلبي .. يطلق فراشات الحب
تطير في النسيم .. لحظات
فتحترق على الجمرات
من عبثية هواة الصيد في شوارع العشق
الليل في هباته .. يشبهني
هو .. يلملم بقايا القصص
كجندي عجوز
ليلقي بها في حاويات الصباح
فتنتشلها زوابع منسية
تسافر بها .. لتعيد صياغتها من رئة النهار
وأنا .. انتظر هبات عاشقة
تمضي النهار في تفجير شحناتها
لتلقي في آخر المطاف
على مسامعي
جديد أغنيات
غنى لها تحت الضوء .. خيال
يجيد لعبة التقمص
بلبوس دمى .. متحركة الأهواء
النهار بذاكرته المثقوبة .. يشبهني
هو .. يعيد دورته بطقوس متكررة
دونما شكوى
وأنا .. ابتلع الطعم
واحدا تلو الآخر
دونما شكوى
كلنا .. النهار وأنا
نمضي في دورة الزمن
هو .. يقصقص أزرار العمر
بصمت رهيب
وأنا .. اقرض أزرار الخيبات
بصمت مفجوع
٢/٤/٢٠١٩
#روني_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟