أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد موسى قريعي - الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (٦)














المزيد.....


الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (٦)


أحمد موسى قريعي
مؤلف وكاتب صحفي سوداني

(Ahmed Mousa Gerae)


الحوار المتمدن-العدد: 6190 - 2019 / 4 / 3 - 14:10
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الإسلام السياسي .. يوميات البارود و الدم (6)
الجبهة الإسلامية القومية .. تسقط بس (4)
في الحقيقة لم تفلح كل لجان الوساطة المعلنة والمستترة منها في احتواء خلافات الإنقاذ والترابي، فقد خرجت الأمور عن السيطرة وحدث "الانشقاق الأكبر" في تاريخ تيارات الإسلام السياسي في السودان. فاختارت الإنقاذ طريق (القصر – السلطة) وسلك شيخ الترابي طريق (المنشية – المعارضة).
شعبي ووطني:
تمسك البشير "بالابن العاق" للحركة الإسلامية – حزب المؤتمر الوطني – الذي تم تأسيسه عام 1994م كحزب انتهازي نفعي يضم كل "النفعيين" الذين تآلفت قلوبهم مع هوى السلطة. وأنشأ حسن الترابي "حزب المؤتمر الشعبي" عام 1999م كبوابة ينفذ منها إلى مفاصل المعارضة السودانية، لكن الحقيقة التي لا تقبل الشك هي أن "المؤتمر الوطني" وشقيقه "الشعبي" هما "أحمد" و "حاج أحمد" هل تشعرون بفرق بينهما؟
المرتكزات الفكرية للحركة الإسلامية الإخوانية في السودان:
لا تختلف المنطلقات الفكرية للحركة الترابية الإنقاذية عن أخواتها من تيارات الإسلام السياسي، فهم يتفقون على أسلمة الحياة والمجتمع والمعرفة (اجتماع إسلامي – اقتصاد إسلامي – سياسة إسلامية). ويُبدعون في استخدام وتوظيف الدين في المتاجرة بالسياسة، ويعشقون الحلم بإحياء الخلافة الإسلامية. عن طريق استغلال العواطف الدينية لأتباعهم، وبعض من لف لفهم وجذبته مغريات السلطة وصولجانها.
لكنهم يختلفون في تفسير وفهم أدبياتهم الفكرية فمنهم "الثوريين الانتهازيين" كإخوان مصر والسودان ومنهم "السلفيين الجدد" وبالسلفيين التقليدين" الذين تتراوح مواقفهم وتفسيراتهم بين التيارين "الانتهازي" و "السلفي المتجدد" وبين التكفير والمعارضة أو التعاون والتجاهل والتكيف، وهذا يعني أن رؤيتهم حول طريقة أسلمة المجتمع وقيام الدولة الإسلامية مختلفة.
لكن الواقع المؤلم هو أن الحركة الإسلامية في السودان قد فشلت تماما على مستوى الصعيد الفكري والنضالي، وعلى مستوى إدارة الدولة، لأنها لم تستطع تجاوز أفكار"شيخ الترابي" التجديدية، وتلك النصوص التي وضعها إخوان مصر الأوائل. وبالتالي اقتصر إنتاجهم الفكري على بعض "المواعظ البلاغية" و"تفاسير واقتباسات بعض فقهاء الإسلام السياسي".
بل أن الحركة الترابية الإسلامية في السودان لم تستطع مثلها مثل باقي الحركات الإسلامية، أن تقدم فلسفة سياسية واقعية لمفهوم الدولة الإسلامية التي يحلمون بها، ولا حتى شكل مؤسساتها، فقد اعترف الترابي صراحة بذلك لكن بعد فوات الأوان عندما قال: "إن الحركات الإسلامية تريد إقامة دول إسلامية وتطبيق الشريعة ولكنها لا تعرف طريقة إقامة الدولة وشكلها. بل إن المشروع الإسلامي في الأغلب نظري لا علاقة له بالواقع، لذلك يجب أن تأتي كل الحركات الاسلامية في عالمنا بالبرامج المفصلة في كل هموم الحياة، الآن هم مواجهون بالأسئلة الصعبة حول العلاقات الدولية وقضايا الديموقراطية ومعاش الناس، ليت الحركات الإسلامية تخرج من الشعارات المبهمة إلى تقديم مناهج مفصلة".
فقد فشلت الجماعة الأم في مصر في امتحان السلطة فسقط الوهم الإخواني كله تحت أرجل حركة (30 يونيو) التصحيحية بقيادة الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي". مثلما سقط الوهم الترابي وما زال يسقط تحت أقدام "ثورة 19 ديسمبر 2018" المجيدة.
بالطبع سبب هذا السقوط معلوم، وهو الانغماس حد الشبع في مفهوم "التمكين الكيزاني" ذلك الغطاء الأيديولوجي الذي يسير على ساق واحدة مع "فقه الضرورة" و"فقه التحلل".
غير أن النتيجة المهمة في كل هذه "المعمعة الوهمية" تتمثل في فشل تجربة الإسلام السياسي في "السودان ومصر وتونس" وبالتالي سقوط كل الشعارات المصاحبة لها كشعار "الإسلام هو الحل" وشعار "المشروع الحضاري" اللذان فشلا في ايجاد الحلول السحرية لجميع مشاكل "السودان ومصر" السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
لأن اعتماد مبدأ "الفضيلة والإيمان" في الأشخاص الذين يتولون إدارة مؤسسات الدولة، وشغل الوظائف الهامة فيها لم ينجح في عملية أسلمة الحياة، ولم ينجح كذلك في خلق بيت واحد فقط "فاضل".
كما أن الاقتصاد الإسلامي القائم على "الفضيلة والعدل" لم يستطع أن يحقق العدالة ويشبع الفقراء والمعدمين والمساكين والمحرومين. بل ظل اقتصادا وهميا يعود على أصحابه بالشبع والترف و"تحويشة العمر".
لم تستطع الإنقاذ وإن تعاونت مع جميع تيارات الوهم الإسلامي أن تبقى في السلطة لأن مشروعها الحضاري فشل وما تبقى هو مسألة وقت. فلا يمكننا أن نتصور العيش في دولة تنتمي إلى القرن السابع الميلادي بينما نحن نعيش في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، بل تظل الإنقاذ إحدى الظواهر السياسية الفاشلة في منطقتنا العربية بسبب خمولها الفكري المتدني. لأن تراث القرون العشرة الماضية لا يستطيع أن يبني دولة في عصر التكنلوجيا المتغيرة على الدوام.
بالتأكيد سترجع الإنقاذ ومعها الحركة الترابية كما بدأت أول مرة مُهمشة، ومُضطهدة، ومُلاحقة بسبب أفعالها الإجرامية، فأنا على يقين أن نشوة امتلاك السلطة لم تستمر طويلًا.
يتبع ....
أحمد موسى قريعي
[email protected]



#أحمد_موسى_قريعي (هاشتاغ)       Ahmed_Mousa_Gerae#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (٥)
- الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (٤)
- الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (٣)
- الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (٢)
- يوميات البارود والدم (1)
- اخيرا السنهوري حرا كما ينبغي
- الخطاب السلفي التقليدي المعاصر
- سيدي الرئيس.. قد حان وقت الانبرام
- نظرية الخنوع للحاكم
- عمبلوك الإنقاذ
- قراءة في كتاب تسقط بس


المزيد.....




- ويتكوف: وفد أمريكي سيتوجه إلى السعودية لإجراء محادثات مع وفد ...
- إيطاليا.. الجليد والنار يلتقيان في مشهد نادر لثوران بركان إت ...
- كيف يبدو مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- روبيو ونتنياهو يحملان إيران عدم الاستقرار في المنطقة، ويؤكدا ...
- فيديو: مناوشات مع مؤيدين لإسرائيل أثناء مظاهرة مؤيدة لفلسطين ...
- رئيس دولة الإمارات يستقبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ال ...
- سوريا.. هجوم على دورية تابعة لوزارة الداخلية في اللاذقية يسف ...
- سيناتور أمريكي يوجه اتهاما خطيرا لـ USAID بتمويل -داعش- والق ...
- السعودية.. القبض على 3 وافدات لممارستهن الدعارة بأحد فنادق ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على كلمات كالاس حول ضحايا النزاع الأوك ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد موسى قريعي - الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (٦)